جدة ـ ياسر بن يوسف يواصل نادي الصقور السعودي فعاليات برنامجه “هدد” لإعادة الصقور إلى مواطنها الأصلية، على مستوى المملكة، ويهدف إلى تعزيز دورها الريادي في حماية البيئة والحياة الفطرية ، ويتمثل دور الصقارين المتعاونين في حماية أعشاش ” المواكر ” الصقور من العبث والصيد الجائر، ومتابعة عمليات الإطلاق ومراقبتها في الطبيعة لرصد تكيفها واندماجها مجددًا مع الحياة الفطرية، وذلك تحت إشراف الإدارة العامة لبرنامج “هدد”. ويأتي البرنامج ضمن التزام نادي الصقور السعودي بمسؤوليته في تنظيم هواية الصيد بالصقور والحفاظ على سلالاتها النادرة من الانقراض، والعمل على تطوير برنامج متكامل ومستدام، لرفع الوعي البيئي المجتمعي، وإحياء هذا الإرث العريق الذي يعود تاريخه إلى أكثر من تسعة آلاف عام، إضافة إلى تثقيف المهتمين بهواية الصقارة حول المخاطر الذي تتعرض له تلك الهواية الأصيلة من العبث والصيد الجائر. ونجح برنامج “هدد” منذ إطلاقه في استقطاب عديد من الصقارين ومربي الصقور وهواة الصيد بها، من خلال إسهامهم بأعداد كبيرة من أنواع الصقور المستهدفة “المستوطنة والمهاجرة” من أجل تأهيلها وإعادة إطلاقها داخليا وخارجيا. ويشمل البرنامج خمس مراحل بدأت بمرحلة ما قبل الإطلاق، وشملت “الاستعدادات وتجهيز عيادات الصقور ومحاجرها وأماكن استقبالها، وتوعية الصقارين بأهمية البرنامج وضرورة مشاركتهم فيه”، ثم التجهيز للإطلاق من خلال استقبال الطيور وتأهيلها وتدريبها في المحاجر المخصصة لها، والتأكد من البيئة الملائمة للإطلاق وفحصها، ثم تأتي مرحلة الإطلاق، وبعدها مراقبة الصقور ومتابعتها في بيئتها الطبيعية، وذلك من خلال صقارين متعاونين مع البرنامج، يقومون بمراقبة مواكرها “أعشاشها”، وتهيئتها عند مواقع الإطلاق، التي تستمر عاما كاملا. وقسم برنامج “هدد” مواقع الإطلاق المحلي إلى 15 موقعا، توزعت على ثماني مناطق إدارية هي “الرياض، حائل، تبوك، المدينة للمنورة، مكة المكرمة، الباحة، عسير، ونجران”، كما تم تسليم المواقع لمراقبي المواكر، الذين بدأوا تحرير البيانات البيئية وتوثيق رحلة حياة الصقور ومدى قدرتها على التكاثر والتكيف مع الطبيعة، كما يقوم النادي أيضا بمراقبة الفروخ بعد تكاثرها لتحجيلها من أجل منع طرحها مرة أخرى. ويتضمن البرنامج إلى جانب الإطلاق المحلي للصقور المستوطنة محليا، مرحلة الإطلاق الخارجي، ويتم فيها جمع الصقور المهاجرة الموجودة داخل المملكة، لإعادة تأهيلها وإطلاقها في بيئتها الخارجية في آسيا الوسطى، وذلك بالتعاون والتنسيق مع المنظمات والجهات الدولية ذات الاختصاص، وذلك سعيا للحفاظ على البيئة والحياة الفطرية وتوازنها، على مستوى المملكة والعالم أجمع.
مشاركة :