يقبل المغاربة، بشكل كبيرٍ على تناول «الحلزون» أو «الببوش»، كما يسمى باللهجة المحلية خلال فصل الشتاء لأنه مفيد للصحة ويمنح الجسم الدفئ الذي يقيه من قساوة ليالي الشتاء الباردة. والمغرب من بين أهم الدول التي تستهلك الحلزون وتعمل على تربيته وتسمينه، فالمغرب يستورد الصغير منه في عدد من الدول الأوروبية التي لها باع وتاريخ في هذا الميدان، فرنسا، بلجيكا، هولندا ودول أخرى، ثم تعيد تصديره بعد ذلك إلى عدد من البلدان على رأسها إسبانيا ثم اليابان، الصين ودول أخرى تعمل على الاستفادة من لعاب الحلزون لصنع مواد التجميل الباهظة الثمن، كما أن المغرب يتوفر على مناطق يتكاثر فيها الحلزون المغربي خلال فصلي الشتاء والربيع خاصة المناطق التي تعرف خصوبة أراضيها وتعرف مستوى عالٍ من التساقطات المطرية. ويقول أحمد الوردي وهو شاب من الدار البيضاء يمتهن بيع الحلزون في عربته الصغيرة: يقبل المغاربة خلال أيام الشتاء البارد وجوه القارس على تناول الحلزون لأنه يمنح للجسم طاقة كبيرة، لأن حساء الحلزون يحتوي على أعشاب يحبها المغاربة ويعشقونها في أكلاتهم التقليدية من بينها: الزعتر، ورق الغار، إكليل الجبل، الفلفل الحار وبهارات وأعشاب أخرى تضاف إلى الحلزون وتطبخ معه حسب ذوق كل أسرة أو ربة بيت، مضيفاً أن أكلة الحلزون أصبحت من الأكلات التي تبرع المرأة المغربية في إعدادها كما تبرع في إعداد «الطاجين المغربي» أو «الطنجية المراكشية» أو «الكسكس». وقال: الحلزون أصبح مطلوباً لدى الزبائن في المطاعم الفاخرة ومن طرف الزبون المغربي وأيضاً من طرف السائح الأوروبي والأميركي والصيني، لأن إعداده في المطابخ المغربية يحمل بصمة خاصة. أما طامو العيون التي تعمل طباخة في مطعم شهير في قلب مدينة الدار البيضاء فتقول إن هناك الكثير من الشباب أصبح لهم عرباتهم الخاصة، والتي توفرها لهم جمعيات من المجتمع المدني ويقدمون فيها «الببوش» طازجاً وشهياً بدراهم قليلة، موضحة أن صناعة أو تربية وتسمين «الببوش» في ضيعات الشركات المغربية التي تستورد «الحلزون، توفر فرص عمل لليد العاملة بأعداد كبيرة».
مشاركة :