يعاني أهالي «مخطط ملح السكني» بوادي الفرع، أقدم المخططات بالمحافظة التابعة لمنطقة المدينة المنورة من نقص الخدمات، فيما يحلم الأهالي بإنهاء معاناتهم، حيث إن المخطط مضى على تأسيسه أكثر من 20 عاما، مطالبين باستحداث مدارس ومركز صحي، خاصة أن الأحياء المجاورة تطالها يد النهضة والتطور في كل المناحي. وناشد سكان مخطط الملح الجهات المعنية بالنظر بعين الاعتبار وتوفير سبل العيش الكريم، مؤكدين افتقار المخطط لعدة خدمات، ومن أهمها المدارس والمركز الصحي، وينتقل أبناء الأهالي إلى قرى أخرى مع طريق فردي، يحتضن المنحنيات الخطرة ويهدد حياة الطلاب والطالبات ويشهد ذروة مركبات، خاصة وقت الدوام الرسمي. وقد قامت «عكاظ» بجولة تفقدية على هذا المخطط، والتقت بعدد من الأهالي الذين أشاروا إلى وجود الإدارات الحكومية ومنها البلدية والمعهد العلمي والدفاع المدني، ويجري حاليا إنشاء مصلحة المياه والمحكمة الشرعية ومبنى للمعهد العلمي، لافتين إلى أن هناك روضة أطفال في مبنى مستأجر وبدون وضع لوحة تشير لوجود مبنى تعليمي في الحي، وكأن لسان حال التعليم يقول للأهالي هذا يكفيكم، وتعد هذه الروضة من المفارقات العجيبة التي تعكس رقي التعليم بالمملكة. في البدء يتحدث شيخ بني جابر محمد بن مساعد البحيثي، قائلا: مخطط ملح تم إنشاؤه واعتماده من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية عام 1416هـ ويوجد به حوالى 6 آلاف قطعة ولا يوجد به مدارس ولا مركز صحي ويبلغ طول المخطط من الشمال إلى الجنوب 50 كيلومترا ومن الغرب إلى الشرق 40 كيلومترا وكل هذه المساحة مليئة بالسكان، مضيفا: منذ إنشاء المخطط لم يحظ بالخدمات البلدية المناسبة فالشوارع تحتاج إلى صيانة وسفلته وإنارة، إضافة إلى ما يتعرض له المخطط من غرق نظرا لانعدام مشاريع تصريف السيول، كما أن هناك جزءا كبيرا من المخطط لم تشق حتى الشوارع له، فأطالب بسرعة تحرك بلدية وادي الفرع للسفلتة وإنارة الشوارع، وتوفير مدارس تعليم في المخطط ومركز صحي يخدم الأهالي، وتساءل قائلا: مخطط ملح معتمد فلماذا كل هذا الإهمال؟، وطالب من الجهات المختصة بأن تهتم بهذا المخطط وأن يتم توفير جميع الخدمات للسكان. وعن الخدمات التعليمية قال عبدالمجيد سعود الحربي: يفتقر المخطط لجميع الخدمات التعليمية ولا يوجد أي مرافق تعليمية والعجيب في الأمر وجود روضة أطفال ويدرس بها حوالى 32 طالبا فهل يعقل هذا؟، وتساءل قائلا: أين يدرس أبناؤنا بعد الروضة، ويضيف: نعاني من الباص المدرسي حيث إنه يتعطل في الطريق وهو يحمل أبناءنا ناهيك عن خطورة الطريق والذي يسلكه أبناؤنا يوميا للذهاب إلى مدارسهم والتي تبعد عن المخطط حوالى 15 كلم والذي يشكل خطورة بالغة على حياة أبنائنا، مناشدا مسؤولي التعليم إنصاف الأهالي وتوفير المدارس لأبنائهم وبناتهم. وعن المرافق الصحية تحدث المواطن سليمان نور قائلا: نسكن في المخطط منذ 20 عاما، وحيث إن المخطط ذو موقع استراتيجي ويقع على طريق الحرمين ووجود مركز صحي بالمخطط سيؤدي إلى تقديم خدمات صحية مهمة للمواطنين على وجه الخصوص وطريق الحرمين والحجاج على وجه العموم، مضيفا: تقدمنا بالعديد من الطلبات للجهات المعنية ولكن دون جدوى. يشاطره الرأي المواطن نغيمش الجابري لافتا إلى معاناة أهالي مخطط ملح بقوله يناشد الأهالي منذ عقدين من الزمان دون أن يجدوا آذانا صاغية، حيث تنعدم الخدمات الصحية والتعليمية في الحي، ومنذ إنشاء هذا المخطط ومطالب الأهالي مستمرة ولكن لا حياة لمن تنادي. في المقابل، أوضح لـ«عكاظ» المتحدث باسم أمانة المدينة المنورة المهندس يحيى سيف أن مخطط الملح من المخططات المعتمدة وسوف تصله الخدمات في القريب العاجل، وذلك ضمن خطة أمانة المدينة لإيصال الخدمات لكافة قرى ومحافظات المدينة ضمن الخطة الاستراتيجية التي يتم تنفيذها حاليا.