محمد العامري: العرض «الحي» جزء من اللعبة المسرحية

  • 2/13/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل التهافت السريع نحو التكنولوجيا والتواصل الافتراضي، والمرحلة المهمة التي يواجه فيها البشر تحديات عدة، أبرزها يتعلق بالأزمة الصحية «كوفيد-19»، يحضر سؤال «المسرح»، باعتباره الشكل الفني الاستثنائي، الذي يتطلب التواصل الحيّ والمباشر، والذي وصفه المخرج المسرحي محمد العامري، قائلاً «لنا أن نتخيل تأثير الحرارة، التي يمررها المتلقي للعرض المسرحي، يفيض من خلالها الممثل بتجليات لا نهائية، وهو ما لا نستطيع استشفافه بالتقنية الافتراضية». ويتابع: «مجرد محاولة وضع المسرح في مسافة عن اللحظة الآنية، إنما تقلل قيمة المسرح، وبالتالي تقلل أهمية الكثير من تفاصيل حياتنا اليومية، التي مهما أنجزناها عبر الوسائل الحديثة، سواء كانت في الأمور الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، فإننا في النهاية نحتاج إلى اللحظة الحاسمة عبر التواصل المباشر، وما فيه من حضور للكاريزما والإحساس، ومؤثرات المكان، وبالتالي فإن الالتقاء الحيّ في قاعة العرض، يعتبر جزءاً من اللعبة المسرحية». العامري على المسرح العامري على المسرح ويتابع العامري: «الأزمات تغربل الساحات، سواء الرياضية والفنية والثقافية وغيرها، ما يساهم في تسرب كثير من الأشخاص الذين كنا نعول عليهم ونحتاج إليهم، ممن لا يتحملون القطيعة، ويتحركون إلى قطاعات وفنون أخرى، وبالتالي تكون العودة إلى المسرح صعبة للغاية، وهناك أعداد كبيرة حائرة بين المسرح ومجالات مختلفة، حيث نلاحظ خلال ذلك، بروز اهتمامات مختلفة وهوايات جديدة، عكس الاهتمامات التي كانت حاضرة ما قبل الأزمة، فمنهم من اهتم مثلاً بالزراعة والصيد والتجارة، وآخرون اعتمدوا على مسألة التلفزيون، كون المردود فيه أعلى، وبالنسبة للممثل هناك ذهاب وعودة»، لافتاً إلى أن التخوف الأكبر هو من تسرب المتخصصين في القطاعات الفنية في المسرح، سواء كانوا من مبدعي الصوت أو مهندسي الإضاءة، وغيرهم». ويقول العامري «كل فئات المجتمع، من أطفال ونساء ورجال، بمختلف نواحي اهتماماتهم في الحياة، هم عبارة عن تراكمات يومية، ومؤثرات خارجية وداخلية، ويبقى الإنسان في رحلة بحث مستمرة، عن هذه المؤثرات التي قد تكون تلقائية، وأحياناً يبحث عنها من خلال عناوين ومواضيع، وتتعدد تلك المواضيع، سواء كانت ثقافية دينية سياسية اجتماعية، وأمور تتعلق بالطبيعة، فهي مؤثرات ترتقي بالإنسان إلى مراحل وعي نوعية، وإلى ما هو أجمل وأعمق، والارتقاء يكون من خلال الفكر، ومن نظرة الإنسان إلى الأمور».

مشاركة :