حتى لا يتحول الأبناء إلى روبوتات شريرة

  • 2/13/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أيام عرضت عليّ إحدى الأسر حالة ابنها البالغ من السن العاشرة من العمر، وكان يعاني من شرود في الذهن وتشتت في الانتباه والقيام بسلوكيات عدوانية وتدميرية تجاه والديه وإخوانه لدرجة الإيذاء الجسدي، إلى جانب القيام بسلوكيات آلية تشبه الروبوتات، وتدنى مستواه التعليمي بشكل ملحوظ.. وعندما بحثت الموضوع للوصول إلى أسباب هذه الحالة غير الطبيعية اتضح أنها نتيجة انغماسه في بعض ألعاب الفيديو التي تحتوي على محتوى عدواني وأوامر عدوانية لدرجة أنه أصبح يأتمر بأمرها وينفذ ما تطلبه منه من سلوكيات.. ومن خلال الحديث الصعب معه للوصول إلى أدق المعلومات من أجل التقييم والتشخيص ثم العلاج باح لي بمعلومة أن تلك الشخصيات التي في الألعاب كانت تهدده بأشكال مختلفة من التهديدات المؤلمة إذا لم يفعل ما تطلبه منه، ما جعله يعيش حالة من الخوف والأحلام المزعجة والاكتئاب والرغبة في ترك الحياة. اليوم تماشيا مع مهمة الجمعية الأميركية لعلم النفس (APA) لتعزيز تطوير المعرفة النفسية والتواصل وتطبيقها لصالح المجتمع، تم تشكيل فرقة عمل لمراجعة قرار الجمعية الأميركية لعلم النفس بشأن العنف في ألعاب الفيديو والوسائط التفاعلية المعتمد، ووجدوا من عينات البحث أن تأثيرات تلك الألعاب تركزت على عدة سلوكيات أهمها الإهانات والتهديدات والضرب والدفع ونتف الشعر والعض وأشكال أخرى من الاعتداء اللفظي والجسدي ومحاولات الانتحار، وأظهرت الاستقصاءات الوبائية وجود ارتباط بين استخدام ألعاب الفيديو العنيفة وزيادة السلوك العدواني والتأثير العدواني والإدراك العدواني وانخفاض السلوك الاجتماعي الإيجابي والتعاطف والمشاركة الأخلاقية، وتم تصنيف العبارات الشائعة من قبل مجلس تصنيف البرامج الترفيهية (ESRB) مثل "دم في العروق ودم مسفوك. العنف الشديد. محتوى جنسي قوي. استخدام المخدرات". حيث اتضح أن هذه العبارات ليست سوى عدد قليل من العبارات المستخدمة في محتوى تلك الألعاب. في 25 مايو 2017، صوتت منظمة الصحة العالمية رسميًا لإدراج "اضطراب الألعاب" كإدمان سلوكي في الإصدار الحادي عشر من التصنيف الدولي للأمراض (ICD). حددت منظمة الصحة العالمية اضطراب الألعاب في العام 2018 على أنه "نمط من سلوك الألعاب (رقمي أو فيديو) يتميز بضعف التحكم في الألعاب، وزيادة الأولوية الممنوحة للألعاب على الأنشطة الأخرى إلى الحد الذي تكون فيه الألعاب لها الأسبقية على الاهتمامات والأنشطة اليومية الأخرى، والاستمرار أو تصعيد اللعب على الرغم من حدوث عواقب سلبية". اليوم أعتقد أنه لا بد من تدخل حكومي لحجب هذه المواقع، وأيضا صرامة من الأسرة للفلترة وتحديد الوقت حتى لا يتحول الأبناء إلى روبوتات شريرة.

مشاركة :