لا يبدو أن ساكن البيت الأبيض الجديد قد أعطى أي أوامر جديدة لتغيير سياسة وزارة الدفاع الأميركية مع ميليشيات إيران على الحدود السورية-العراقية، حيث تحدّثت مصادر محلية يوم الخميس عن استهداف طائرة مجهولة لسيارة تابعة لميليشيات إيران كانت تحمل أسلحة قادمة من العراق بالقرب من معبر عسكري غير رسمي بين العراق وسورية. وكان فرانك ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط قد صرّح الأسبوع الماضي بأن إدارة جو بايدن لم تعطِ الجيش الأميركي أي تعليمات لتغيير سياساته في حماية الحلفاء واستهداف أعداء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كما اعتبر ماكينزي السلوك الإيراني أكبر عامل مزعزع لاستقرار كل من اليمن والعراق وسورية. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن ميليشيات إيران التي تحاول أن تستغل وجود رئيس جديد في البيت الأبيض لتدعيم قوّاتها، ستصطدم بتصعيد الهجمات الجوية ضدّها من خلال تنسيق أميركي - إسرائيلي أقوى لتحييد نفوذها في سورية والعراق. ويرجّح نورمان راوول، المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي اي" أن يكون هناك عودة إلى توحيد الرؤى الأميركية إزاء إيران لتعود تهديدات إيران إلى كونها "ملف غير حزبي" يتفّق كل السياسيين في واشنطن على ضرورة مواجهته. من جانبه يقول الخبير العسكري الأميركي أنثوني شافر لـ"الرياض" أن شرق سورية هي المنطقة التي شنّت فيها الولايات المتحدة مئات الغارات على مواقع الميليشيات الإيرانية خلال العام 2020، بينما عادة ما تشنّ إسرائيل غاراتها في غرب سورية بالقرب من حدودها ما يشير إلى ضلوع أميركي بهذه الغارات حيث تمتلك الولايات المتحدة من خلال قيادتها للتحالف الدولي لمحارب داعش أكبر كم من المعلومات الاستخباراتية حول تلك المنطقة. واعتبر شافر الهجوم الأخير رسالة أميركية إلى إيران، حيث تؤكد إدارة بايدن حتى اليوم على ضرورة عودة إيران إلى "سلوك الدول" والابتعاد عن سلوك العصابات قبل أن تأمل برفع العقوبات والعودة إلى الأسرة الدولية. ويعتبر الهجوم الأخير على ميليشيات مقربة من إيران في سورية، هو السادس من نوعه خلال شهر واحد أي منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض. وبحسب قيادي محلي من دير الزور لـ"الرياض" فإن الغارة مجهولة المصدر قتلت ما لا يقل عن 12 إرهابيا من الجماعات المدعومة ايرانياً. خيبة أمل إيرانية اتّهم حسين دهقان، المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي، ومرشّح الرئاسة الإيراني، إدارة جو بايدن بالاستمرار بسياسات الرئيس السابق دونالد ترمب العدائية تجاه طهران. وقال دهقان، المقرّب من خامنئي والمرشح الوحيد المعلن لانتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في يونيو القادم في حوار مع "غارديان" البريطانية، أن إدارة جو بايدن تنقض وعدها وتعهداتها باللجوء الى الدبلوماسية والتعددية والتفاعل مع المجتمع الدولي وتتهرب من العودة الى التزاماتها الدولية عبر الامتناع عن رفع العقوبات المستهدفة لإيران. وأشار دهقان إلى انعدام ثقة طهران بالولايات المتحدة ووعودها، معتبراً سياسات بايدن مكملة لسياسات ترمب العدوانية تجاه إيران. وندد دهقان بعدم رفع العقوبات التي يعاني منها الشعب الايراني بشكل مضاعف وسط انتشار وباء كورونا على حد قوله. وقالت "غارديان" إن ترشيح خامنئي لدهقان يعكس خيبة أمل النظام الإيراني بالحلول السياسية مع الولايات المتحدة، لتتجه طهران نحو ترشيح شخصية عسكرية مثل حسين دهقان لتقود إيران نحو انعزالية وتشدد أكبر. ويعتبر حسين دهقان، وهو قائد سابق في الحرس الثوري الإسلامي، من الشخصيات الرئيسية التي عملت على تشكيل الميليشيات في لبنان في الثمانينيات.
مشاركة :