تهديدات إرهابية بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وراء غلق شوارع في العاصمة تونس

  • 9/7/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حذرت السلطات التونسية أمس من إمكانية شن متشددين هجمات بسيارات ملغومة وأحزمة ناسفة تستهدف مواقع حيوية وحساسة في العاصمة تونس، بعد تلقيها معلومات استخباراتية. وأعلنت وزارة الداخلية الأسبوع الماضي غلق شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة أمام حركة سير العربات دون أن تعطي أي أسباب لقرارها. لكن مصدرا مسؤولا بوزارة الداخلية التونسية قال لـ«الشرق الأوسط» إن قرار غلق عدة شوارع وسط العاصمة التونسية سببه ورود معلومات استخباراتية مؤكدة عن وجود مخططات إرهابية لاستهداف منشآت حيوية داخل العاصمة عن طريق السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة. وأضاف المصدر: «غلق شارع الحبيب بورقيبة والشوارع المتفرعة عنه يعد إجراء وقائيا تحسبا لتسلل عناصر إرهابية إلى المنشآت والفضاءات المهددة». وبشأن المنشآت التي وجدت على لائحة التهديدات الإرهابية، قال المصدر نفسه إن قصر الحكومة بالقصبة ومقرات وزارات المرأة والداخلية والسياحة والتجارة وسط العاصمة وفضاءات حيوية على غرار مرقد الزعيم النقابي فرحات حشاد في المدينة العتيقة كانت من بين أهداف الإرهابيين. ويأتي التحذير بعد شهرين من هجوم دموي نفذه مسلح على فندق بمنتجع سوسة. وقتل خلال الهجوم 38 سائحا أجنبيا أغلبهم من البريطانيين. وتبنى الهجوم وهو الأسوأ في تاريخ تونس تنظيم داعش الإرهابي. وأعلنت تونس حالة الطوارئ عقب الهجوم. وقبل ذلك في مارس (آذار) الماضي قتل مسلحان هذا العام أيضا 21 سائحا أجنبيا في هجوم استهدف متحف باردو في تونس. وعززت قوات الأمن والجيش إجراءاتها الأمنية منذ هجوم سوسة الأخير، واعتقلت مئات المتهمين في قضايا إرهابية. وتواجه تونس منذ انتفاضة 2011 التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي تهديدا من جماعات متطرفة قتلت عشرات من قوات الأمن والجيش خصوصا على الحدود مع الجزائر. وصادق البرلمان التونسي في 25 يوليو (تموز) الماضي على قانون جديد متعلق بمكافحة الإرهاب يشدد العقوبات ضد مرتكبي الأعمال الإرهابية والتي قد تصل حد الحكم بالإعدام. وكانت وزارة الداخلية التونسية قد قررت بصفة مفاجئة منع التجول وحظرت مرور السيارات بشارع الحبيب بورقيبة في جزئه الممتد بين ساحة الاستقلال وساحة «ثورة 14 يناير»، وكذلك منع الوقوف والتوقف بكل من شارع مختار عطية وشارع عاصمة الجزائر وشارع الحبيب ثامر وشارع فرنسا وطريق الجزيرة وطريق تركيا، منذ مساء الجمعة إلى غاية صباح اليوم الاثنين، دون أن تذكر الأسباب الكامنة وراء هذا القرار. من جهة ثانية، نشرت صحيفة تونسية موالية للحكومة أمس على ثماني صفحات صور أشخاص أكدت أنهم من المتطرفين التونسيين الذين قتلوا في سوريا إلى جانب مجموعات متطرفة. وتعرض الصور 122 متطرفًا أغلبهم شبان قتلوا في 2013 و2012 بحسب جريدة «الصحافة»، أول صحيفة تونسية تنشر صورًا بهذا الشكل. وأفادت بأن جزءًا كبيرًا من هؤلاء انضموا إلى تنظيم داعش وآخرين إلى جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، لكنها لم تحدد مصدرًا لمعلوماتها. ورفضت وزارة الداخلية الكشف عن أعداد المتشددين التونسيين في سوريا وعدد قتلاهم هناك. كما لم يتسنَّ الاتصال بوزارة الخارجية. ويقول خبراء في الأمم المتحدة، إن أكثر من 5500 تونسي يقاتلون في سوريا، أي بين «أكبر أعداد» المقاتلين الأجانب، موضحين أن غالبيتهم من الشبان الذين تتراوح «أعمارهم بين 18 و35 عامًا» و«هم من أوساط اجتماعية اقتصادية فقيرة، وكذلك من فئات اجتماعية متوسطة»، بحسبهم. وفي يوليو (تموز)، أكد رئيس الوزراء الحبيب الصيد أمام البرلمان، أن 15 ألف تونسي منعوا من الانضمام إلى المتطرفين في مناطق النزاع. ومنذ ثورة 2011، تزداد قوة التيار المتطرف المسؤول عن هجمات وتفجيرات أدت إلى مقتل عشرات من الشرطة والعسكر والسياح.

مشاركة :