عاشت بغداد يومًا داميًا أمس؛ إذ لقي 94 شخصًا على الأقل حتفهم في 3 اعتداءات استخدمت فيها سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة واستهدفت مناطق متفرقة من العاصمة العراقية، وتبناها تنظيم «داعش» الإرهابي. وتعد هذه الهجمات، التي خلفت أيضًا 150 جريحًا، الأكثر دموية التي تتعرض لها العاصمة العراقية منذ بداية العام الحالي. فقد وقع أول انفجار بسيارة مفخخة في سوق شعبية بالقرب من صالون تجميل في مدينة الصدر (غرب بغداد)، مخلفًا 64 قتيلاً وعشرات الجرحى. ثم أعقبه انفجار ثان في حي الكاظمية (شمال) سقط فيه 17 قتيلاً، وبعده وقع انفجار ثالث في حي الربيع سقط فيه 13 قتيلاً. وقالت مصادر محلية إن انفجار الكاظمية جاء جراء قيام انتحاريين ينتميان لتنظيم «داعش» بتفجير نفسيهما بأحزمة ناسفة كانا يرتديانها، وهو ما أكده التنظيم في بيان نشره في ساعة متأخرة من مساء أمس. ثم تبنى التنظيم المتطرف في بيانات منفصلة التفجيرات الثلاثة. وندد الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى العراق بان كوبيس بالتفجيرات، معتبرا ذلك «عملاً جبانًا». من جهته، حمل عضو لجنة الدفاع البرلمانية محمد الكربولي، السلطات العراقية مسؤولية الإهمال الأمني الذي أدى بدوره لوقوع التفجيرات، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الخلافات السياسية خلال الفترة الماضية وزيادة الصراعات بين التيارات المختلفة، جعلت الإهمال في الإجراءات الأمنية أمرًا غير مستبعد». في غضون ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي أمس حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الإصغاء إلى صوت الناس وتلبية مطالبهم. وقال سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق باتريك سيمونيه، في مؤتمر صحافي عقده في بغداد، إنه يتعين «على السياسيين وقادة الأحزاب الإصغاء إلى رسائل الشعب وتلبية مطالبهم بالإصلاح وإيجاد حلول لمشكلات الشعب».
مشاركة :