عيد الحب مناسبة اجتماعية سنوية تصادف 14 فبراير من كل عام، يحتفل بها أغلب الناس على اختلاف أعمارهم ومهنهم، في هذه السنة يختلف الوضع بسبب جائحة كورونا التي ألمّت بالعالم، فغيّرت الكثير من العادات والمفاهيم. «الجريدة»، استطلعت آراء الفنانات والكاتبات حول المكانة التي يحتلّها عيد الحب، لكن في زمن «كورونا» في حياتهم وطقوسهم في هذا اليوم، وفيما يلي التفاصيل: بداية، أبدت الفنانة هند البلوشي رأيها في عيد الحب بزمن كورونا قائلة: "كورونا سلاح ذو حدين مثل ما نفع.. ضر، ومثلما جمع.. فرّق، وأنا أطلق عليه أنه "سلاح ذو حدين"، فمن العوائل والناس الذي تقرّبوا أكثر من بعض، وأصبح هناك تواصل وقُرب أكثر، وعلى العكس تماما كانت هناك حالات طلاق ومشاكل كثيرة، واختلاف في ظل تلك الجائحة التي كانت لها جوانب مؤثرة من الناحية النفسية والاقتصادية. وحول التخطيط لهذا اليوم تقول البلوشي:"الأيام كلها جميلة وكلها عيد، والحب موجود في كل وقت، وأنا أساسا لا أعترف يوم عيد الحب، ومن المفترض أن يكون الحب موجودا في كل يوم لا بيوم محدد، ومن المؤكد أنني سأكون مع أبنائي، وأهلي، وصديقاتي". الحب في الأزمات أما الكاتبة أمل الرندي، فقالت الحب في زمن "كورونا" يذكّرني برواية العبقري ماركيز "الحب في زمن الكوليرا"، التي رصدت حالة الحب في أحداث ثريّة ومتنوعة من حروب أهلية، وجائحة الكوليرا في منطقة الكاريبي خلال مجموعة من التغيرات الاجتماعية والسياسية والنفسية التي طرأت على حياة الناس. وأكد ماركيز، في روايته، قوة الحب وأهميته، خصوصًا في الأوقات العصيبة، حين قال "إن الحب في كل زمان وفي كل مكان، لكنه يشتد كثافة كلما أقترب من الموت". حقا، نحتاج أكثر إلى الحب في الأزمات، لأنه طوق النجاة من كل ما نتعرّض له من ضغوط الحياة، ومن أزمات تتعلق بصحتنا، وخوف من فقدان حياتنا أو حياة عزيز لنا. وأضافت الرندي "وإذا كان الحجر أو الحظر فقداناً للحرية، الا أنه من ناحية ثانية جسر محبة وتقارب داخل الأسرة، فرغم مرارة الجائحة تلمع بعض الفوائد! والحب في عيده يذكّرنا بأوجهه المتعددة، فللحب أعياد ابتكرتها الإنسانية وكرست لها أشكالاً من الاحتفالات، كأعياد الأم، والأب، والميلاد، والمرأة والطفولة والصداقة والسلام وغيرها الكثير. وفي هذه الأيام، كل يوم تشرق فيه الشمس ونحن بصحة جيدة هو عيد يتّسع للمزيد من الحب. وإذا كان بوسعنا أن نحب ففي وسعنا أن نفعل أي شيء، كما يقول تشيخوف". الترابط الأسري من جهتها، قالت الفنانة هبة الدري: بالنسبة لي شخصيا، عيد الحب ليس شيئا مهما، أما بالبنسبة لأسرتي فالحب لا يمثله يوم واحد في العام، لكن أعتقد أن المعتادين على الاحتفال بهذا اليوم سيحتفلون كعادتهم، ولن يكون وباء كورونا عائقا أو مانعا بالنسبة لهم ماداموا يعيشون في منزل واحد أو مكان واحد، وقد ساهم "كوفيد 19" في زيادة الترابط الأسري بالتأكيد، فأصبحت الأسر تجلس مع بعضها وقتا أكبر، حيث الخوف من فكرة مغادرة المنزل إلا للضرورة فقط، وأثناء الحظر الكلي والجزئي عاش الجميع الأجواء الأسرية بامتياز، فتجد الأسرة تتشارك في الطهو والتنظيف والمهام المنزلية ومتابعة المسلسلات والأفلام والبرامج التلفزيونية معا، وبالنسبة لي أثناء فترة الحظر، خصوصا في شهر رمضان الماضي عشت أنا وزوجي أوقاتا لم نتشاركها منذ مدة بسبب الأعمال المسرحية التي تكون لدى كلينا، والانشغال في البروفات والعروض، فالبنسبة لي "كوفيد 19" ساهم كثيرا في الترابط الأسري بشكل شخصي. أسلوب حياة من جانبها، قالت الفنانة التشكيلية سوزان بوشناق: دائما في الأزمات يظهر الجانب الجميل في البشر من تلاحم ومساعدة بعضهم، وأزمة كورونا أجبرت الكثير من الأسر على عدم الخروج أو الخروج عند الضرورة القصوى، لذلك صار هناك ترابط أكثر بين أفراد الأسرة ومعرفة بعضهم أكثر عن كثب، إلى جانب التعاون وتوزيع المهام فيما بينهم، أصبح الأب والأم موجودين دائما، يتحاوران مع أبنائهم، وربما يروون قصصا من الذكريات لم تتسنّ لهم الفرصة فيما قبل لقولها. وعيد الحب، هو أي يوم لا يختلف بالنسبة لي، هو يوم أقرب للمجاملات، فالحب هو أسلوب حياة موجود دائما، وإذا كان الاحتفال تكريما للحب فأحب أن أقضيه مع أسرتي. التواصل والترابط أما بالنسبة لرأي الفنانة هنادي الكندري فقد قالت: الحب ليس له وقت معيّن؛ سواء زمن كورونا أو غيره، فالحب هو الحب في كل وقت، ولا يحتاج إلى يوم محدد، وبالنسبة لي أنا لا أحتفل بهذا اليوم، ولا أقوم بتحضيرات أو تجهيزات أو شراء هدايا فيه، وأعتبر أن كل يوم مع زوجي وأولادي وأسرتي هو يوم حب ويوم عيد، وأعتبر أن ذكرى تاريخ زواجي هي عيد الحب الذي أحتفل به، وأنا أرى أن "كوفيد 19" ساهم، بكل تأكيد، في زيادة الترابط الأسري، لكن ليس الوباء هو الذي ساهم، بل القوانين التي وضعت لمواجهته هي التي ساهمت في الواقع بزيادة الترابط الأسري، فالحظر الذي فرض سواء كان جزئيا أو كليا ساهم كثيرا في زيادة التواصل والترابط والتقارب بين الأسر، لكن هنالك أيضا من انفرد بنفسه في غرفته، ولم يشارك وقته مع أسرته، وهذا يرجع لطبيعة كل شخص، ويعتمد على الرغبة الشخصية في مشاركة الوقت مع الأسرة أو الانعزال. طاقة الحب وأدلت الفنانة كفاح الرجيب بدلوها قائلة: أنا بالنسبة لي لا أحتفل ولا أعترف بعيد الحب، فحياتي كلها حب مع زوجي وأسرتي، ولن أعترف بيوم واحد في العام مخصص لتبادل مشاعر الحب، فكل يوم بالنسبة لي هو يوم يجب أن أعطي فيه طاقة الحب التي بداخلي لزوجي وأولادي وأسرتي، وبالطبع "كوفيد 19" له فضل كبير على الكثيرين ممن زاد بينهم التواصل والتقرب، سواء عبر وسائل التواصل أو عن بعد أو حتى من يجلسون في منزل واحد، فالحظر ساهم في زيادة المشاعر بين كثير من الأسر والعائلات وجعل الجميع يتشاركون كثير من النشاطات معا. وتروي كفاح جانباً من تجربتها الشخصية، وتقول: "حين أصبت بكورونا منذ فترة قريبة، وانعزلت بمفردي وشعرت باهتمام أهلي وأسرتي وتواصلهم الدائم معي، وبرأيي ان وباء كورونا كان من إيجابياته أنه جمع كثير من العائلات وزاد العاطفة والترابط بينهم. مشاعر الحب أما الفنانة منال الجارالله فقالت: برأيي الحب الحقيقي موجود كل يوم ولا يحتاج إلى يوم واحد لنتذكره أو نحتفل به، حب العائلة والأسرة يأتي في المرتبة الأولى، ولا أعتقد أن عيد الحب هذا العام سيغير أو يضيف شيئا، فهذا العام كان مليئا بمشاعر الحب، ولكن بما أن عيد الحب سيأتي وإجراءات أزمة كورونا عادت لتشتد، فبرأيي أن نحتفل في البيت مع أسرنا ونصنع أجواء يملؤها الحب في البيوت، وقد ساهم "كوفيد 19" في زيادة ترابط الأسرة بشكل كبير، فالأشخاص الذين لم يكونوا يجلسون في المنزل أو مع أسرهم بشكل كاف، وأخصّ بالذكر الشباب والرجال اضطروا لذلك، مما جعل الاسرة تتقرب أكثر وتتشارك الكثير من النشاطات، وإن كان لـ "كوفيد 19" إيجابية واحدة، فستكون السماح للأسرة بقضاء وقت أكبر وأطول مع بعضهم. وكان رأي الفنانة غدير زايد أن الحب لا يعيقه أي شيء، فهو ليس مقترنا بيوم، ولا يجب تخصيص يوم واحد للاحتفال به، فهو شعور موجود كل يوم، فهنالك حب الأسرة والأهل والأبناء والزوج والأصدقاء باختلاف نوعية الحب، ولكنه شعور دائم الوجود، وبرأيي لن يعوق هذا الشعور أيّ ظرف أو أزمات تمرّ، ولن تتغيّر مشاعر الحب وأهميته بأي شكل من الأشكال و"كورونا خلّه يستريح"..، ولكن الإيجابية التي حدثت من وراء "كوفيد19"، والتي لا نستطيع إنكارها هو زيادة الترابط الأسري والتقارب بينهم.
مشاركة :