تعتبر الأشجار والنباتات عموماً عالماً فريداً يستلهم منه الفنان التشكيلي العديد من الأفكار الإبداعية، وخلال الفترة الحالية تشهد قاعات الفنون في القاهرة مجموعة من المعارض التي أبدع فيها كل فنان بريشته موضوعاً مهماً يناقشه بلغة الألوان بينما البطل الرئيس هو الأشجار التي تزدهر في لوحات تنبض بالحياة والخيال الجميل. بألوان مبهجة تعكس سحر الطبيعة، استمتع عشاق الفن التشكيلي بمعرض «الحياة بذاتها» قاعة "الباب" بساحة متحف الفن المصري الحديث بدار الأوبرا المصرية. حول فلسفة ومضمون العرض تقول رشا سليمان: "منذ طفولتي والشجرة هي قدوتي، فالأشجار والصبار تحديداً أحد موضوعات البحث والتأمل والدراسة الأساسية والثابتة في تجربتي الفنية على مدار سنوات، حيث كانت التيمة الرئيسة في ثلاثة معارض لي من قبل هي "حوار الصبار" (1998)، و"باليرينة الصبار" (1999)، و"أبجدية الأشجار" (2001)، وكانت جميعها بحث وتعبير باستخدام خامة واحدة". وتتابع الفنانة المصرية: "يعتبر (الحياة بذاتها) المعرض الرابع الذي يقوم ببطولته الصبّار، والذي بدأت العمل والبحث في تقنياته منذ عام 2018، لأجد نفسي أمام تجربة مختلفة وكأنه يكشف لي عالما جديدا من أسراره، عالم هندسة النبات، نظام وبناء وقوة وجمال ودهشة البساطة والتعقيد في آن واحد، فالملامس متعددة ومتميزة ومختلفة تفرد في بالتة الألوان، وتكون الدهشة الكبرى عندما يُقرر الصبّار إهداء الطبيعة زهرته المميزة بحجمها وشكلها وملمسها ولونها، وبعد متابعة وتأمل وجدت مخزوناً أكبر وأضخم من مجرد التعبير بخامة الألوان، فبدأت التعبير بالنحت الخزفي بأنواع طينات مختلفة وتقنيات تلوين وحرق مختلفة، لكن لم يكن ذلك كافياً لتفريغ كل المخزون، فبدأت بالنحت على الخشب واستخدام بعض الخامات مثل النحاس والزجاج على الخزف، والنحت محاولة للوصول إلى التعبير الأقرب لهذا النبات الجميل المُلهم". يشار إلى أن رشا سليمان فنانة تشكيلية مصرية، وُلِدت في القاهرة عام 1970، وتخرجت في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة (قسم التصوير) عام 1994، وهي عضو نقابة الفنانين التشكيليين، ومنذ عام 1997 أقامت أكثر من 15 معرضاً فردياً، والعديد من المعارض الجماعية منذ عام 1991 في مصر وخارجها، ونالت جوائز عدة منها الجائزة الثانية (تصوير) هليوراما للشباب (1997)، وميدالية فضية من مهرجان قافلة الإبداع للفنون والحرف بالإسكندرية (2002)، ولها مقتنيات خاصة في مصر والمغرب وسويسرا وفرنسا وألمانيا. الرحلة في موازاة ذلك، يستضيف مركز كرمة بن هانئ الثقافي بمتحف أمير الشعراء أحمد شوقي، معرضاً جديداً بعنوان "الرحلة" للفنانة ناهد حسن، سيطرت عليه أجواء الأشجار بألوانها الخضراء المريحة للعين وانطلقت من أجواء عكست حالة من الرهافة والجمال، حيث تعرض الفنانة مجموعة من اللوحات تصوّر عالماً شديد الشاعرية والخيال الرومانسي. والمعرض في مجمله يقدم رحلة للأحلام البسيطة، وتستعرض من خلاله الفنانة صورة لعالمها الخاص ومواطن الشغف والإلهام لديها، كما أنها تعد مشاهد مهمة من تجربتها الفنية عموماً. يذكر أن ناهد حسن من مواليد عام 1949، حاصلة على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم الديكور (1974)، وعملت بالهيئة العامة لقصور الثقافة في مجال الفنون التشكيلية وثقافة الطفل منذ 1976 حتى 1998، وهي عضو بعثة وزارة الثقافة سنة 1996 في التدريب على نشر الثقافة والتوعية بالولايات المتحدة، ونالت الميدالية الذهبية في التصميم للطفل على مستوى الجمهورية (1987)، كما حصدت الجائزة التشجيعية في مسابقة الشخصية الكرتونية العربية الأخيرة (جائزة الأمير طلال بن عبدالعزيز) بالمجلس العربي للطفولة والتنمية.