تحت شعار «حكايات تحت البوابة»، تحوّلت الباحة الخارجية من بوابة مركز دبي المالي العالمي، أول من أمس، إلى مساحة تنبض بالفنون، عبر المعرض السنوي «مسار المنحوتات»، الذي يضم منحوتات متعددة المواد، تتميز بأنها تحمل كثيراً من التناغم بين الشكل الهندسي المعماري للمكان وبين الأشكال الفنية المطروحة، إذ تنسجم أعمال مع المساحات المائية أو الأبنية. ويدعو المعرض - الذي يمتد من مبنى البوابة إلى «جيت أفينيو» - الزوّار إلى القيام بتجربة التجوّل عبر أرجاء المركز ومساحاته الداخلية والخارجية النابضة بالحياة، لاكتشاف الأعمال الفنية (15 منحوتة) والتفاعل معها. كما يتيح التعرف إلى الأعمال، ومنها ما يرتكز على الثقافة المحلية، أو يقدم أفكاراً ترتبط بالحياة المعاصرة. ولعل أبرز ما تحمله بعض الأعمال هو الاستناد إلى المواد المستدامة، ما يبرز توجه الفن نحو أعمال صديقة للبيئة تقوم على مواد معاد تدويرها. وتستقبل البوابة الزوّار مع عمل لورنزو كوين، وعنوانه «معاً»، وهو عبارة عن أيد متشابكة، وسبق أن عُرض في مصر، ويقدم من خلاله الفنان مفهوم الاتحاد، ثم يتعرف الزوّار إلى جماليات الصحراء، من خلال عمل الفنانة الإماراتية عزة القبيسي «بين خطوط الكثبان الرملية». ومن جماليات دبي يحضر أيضاً عمل «أحب دبي» للفنان أنتوني كلارك، إلى جانب مجموعة من المنحوتات المعاصرة، فيما يمكن أيضاً اكتشاف جماليات أعمال سيلفادور دالي، بما فيها «امرأة الزمن». مزيج فريد من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، عارف أميري، أن «مركز دبي المالي العالمي رسّخ مكانته منذ قرابة العقدين مركزاً فنياً رائداً يحتفي بالأعمال الفنية والفنانين، وتؤكد استضافة معرض مسار المنحوتات في نسخته الثانية مدى التزامنا بدعم رؤية دبي الفنية والثقافية، عبر مواصلة إثراء المشهد وترسيخ مقوماته». وأضاف: «يتيح المعرض الذي يستمر حتى 30 سبتمبر المقبل، للجمهور فرصة التجوّل في المساحات الواقعة ضمن المركز، واكتشاف خليط من الأعمال الفنية الاستثنائية». من ناحيتها، قالت الفنانة عزة القبيسي، عن مشاركتها في المعرض لـ«الإمارات اليوم»: «أشارك في هذه النسخة بـ(بين خطوط الكثبان الرملية)، كما شاركت بـ(أبجدية الحياة) في النسخة الأولى، ويبرز عملي الجديد الهوية والثقافة الإماراتية، من خلال النخل والواحة والصحراء، إذ أردت أن يعيش الجمهور تجربتي وارتباطي بالصحراء، ولذا قدمت العمل بطريقة تتيح للمتلقي الانغماس فيه بوسط المدينة». وأضافت أن «بين خطوط الكثبان الرملية» يتيح السير والجلوس داخل القطعة، إذ إن المواد المستخدمة هي الحديد، إذ تميل إلى تلك المواد، كونها مناسبة للبيئة والجو المحلي. ورأت أن وجود أعمال فنية في الهواء الطلق وعرضها مع مبدعين من كل أنحاء العالم، فرصة مهمة لإبراز الفن المحلي والهوية الإماراتية، علاوة على أن هذا النوع من المعارض يلعب دوراً مهماً في زيادة الوعي بالمشهد البصري، والاستمتاع بالفنون. مشاعر أما الفنانة الإسبانية آنا كاريراس، التي تقدم عملاً من الستانليس ستيل، فأوضحت أنها «استخدمت مواد معاد تدويرها، والعمل مصنوع من 10 قطع تمثل 10 لحظات من حياتها، كل منها تحمل ذكرى خاصة». وأشارت إلى أنها حاولت أن توصف العلاقات الإنسانية اليوم، وكيف يتفاعل البشر مع بعضهم بعضاً، من خلال الفن مستخدمة كلمة «حبيبي» في المنحوتة، فالكلمة غير أنها ترمز للغة العربية، إلا أنها أيضاً تعبّر عن المشاعر الإنسانية. بينما صاغت الفنانة التركية ميليس بيوروك، عملها الضخم من البورسلين، إذ جمعت العديد من القطع الصغيرة معاً. وقالت: «هذا العمل يعد المنحوتة الأولى لي، خصوصاً أنني أعمل على القطع الصغيرة، ووضعت العديد من الأشكال سواء الوجوه البشرية أو الورود أو الحيوانات، وجمعتها مع استخدام القاعدة المصنوعة من الفايبر غلاس». ولفتت إلى أن تحديات العمل على هذا النوع من الأعمال يتمثل في تجفيف القطع بالنار، وفي جمع الصغيرة منها دون أن تتعرض للكسر، خصوصاً أن ذلك قد يحدث خلال مرحلة الحرق، أو خلال شحنها من بلد إلى آخر، فهي قطعة حساسة جداً، على حد تعبيرها. من جهته، يشارك الفنان ميشال عبود بمنحوتة بعنوان «الطوطم»، وترمز - حسب صاحبها - إلى عالمنا الحالي المأخوذ بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ بات الناس عبيداً للهواتف وهي التي تبرمج يومياتهم إلى حد كبير. وأوضح أنه «استخدم الستانليس ستيل في المنحوتة الضخمة، والتي تحمل كثيراً من الجانب الهندسي، لاسيما أنه مهندس مدني، كما تحمل فلسفة السيطرة على التكنولوجيا، وتمنحه الإشباع في تقديم هذه الفكرة». ونوّه بأنه قدم أكثر من مشروع معماري في دبي، وترك بصمته في هذه المدينة، من خلال المشروعات العمرانية، واليوم يترك بصمته من خلال الفن، وهكذا يردم الفجوة بين الهندسة والفن. • 15 منحوتة تضمها النسخة الثانية من المعرض، الذي يستمر حتى 30 سبتمبر المقبل. • بعض الأعمال الفنية المعروضة تستند إلى مواد معاد تدويرها. عزة القبيسي: • «عملي الجديد يركز على الهوية والثقافة الإماراتية، من خلال النخل والواحة والصحراء». عارف أميري: • «المعرض يبرز مدى التزامنا بدعم رؤية دبي الثقافية، عبر مواصلة إثراء المشهد الفني». آنا كاريراس: • «منحوتتي مصنوعة من 10 قطع تمثل 10 لحظات من حياتي، كل منها يحمل ذكرى خاصة». صالات مشاركة يجمع «مسار المنحوتات» مجموعة من الأعمال الفنية المعروضة من قِبل معارض وصالات فنية بارزة في الإمارات، منها «غاليري فيريتّي» للفن المعاصر و«غاليري ايه دبليو سي» و«ليلى هيلر غاليري» و«غاليري أوبرا»، و«غاليري أوبلونج»، و«بلفيدير آرت سبيس» و«زيتا ستديو»، إلى جانب مجموعة من الأعمال الفنية لفنانين مستقلين. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :