حرفة الفخار.. أيادٍ رهيفة توثّق قصة الزمن الجميل

  • 2/15/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صناعة الفخار من أقدم الحرف التي عرفها الإنسان، وهي مهنة ضاربة العُمق في الجذور والتاريخ؛ فهي تحكي قصّة استئناس الإنسان للطبيعة وتصالحه مع موجوداتها، تعامل معها عبر مراحله الحياتية البدائية مستثمراً موجودات محيطه المحدود الذي يعيش فيه. وقد استخرجت هذه المهنة المخبوء الفني والجمالي لدى ممتهنيها؛ فهي حِرْفة لا تقتصر على صبّ القوالب الطينية المحروقة؛ بل إنها تحتاج لرهافة لمسيّة في التعامل مع الطين وكذلك كثير من الحذق والمهارة في التشكيل ورسم القوالب. كما أن صنع الفخار له ملمح تاريخي وإنساني فهو يحكي قصص الشعوب وحضاراتها؛ ومملكتنا الغالية؛ في مختلف مناطقها تزخر بالعديد الحرف اليدوية؛ ومنها حرفة الفخار الضاربة في عمق التاريخ والأصالة والثقافة، رغم أنها صناعة مهددة بالاندثار بشكل واضح. وتعتبر هذه الحرفة "الفخار" من الحرف التي اعتمد عليها الأجداد والآباء في حياتهم منذ القدم خاصة أصحاب المهارة العالية، فقد عملوا أجمل القطع الفخارية، التي تتميز بالجودة والإتقان، فقد كانوا يعملون على تشكيل المجسم المراد عمله باليد، ثم يقومون بتحريك الكفين حول المادة بعد وضعها على الآلة الدورانية للوصول للشكل المناسب بعد إزالة المجسم المتشكِّل للحصول على الشكل المرغوب فيه ويتم ذلك بأداة مخصصة لهذا الحرفة، وعادةً ما تستخدم فيها المادة الصلصالية بعد أن يتم تنظيفها من الجزيئات غير المرغوب فيها. وبعد معالجة هذه القطع وذلك بإزالة الزوائد وتنعيمها، وكذلك التفنن في نحت الزخرفات المرادة لهذا العمل، ثم تترك هذه الأعمال في الهواء الطلق لمدة من يومين إلى ثلاثة أيام حتى تجف، بعد ذلك يتم إدخالها في الفرن المخصص لها وإحراقها لكي تصبح على شكل مجسم صلب، بعد ذلك يتم إبقاؤها فيه إلى اليوم الثاني حتى تبرد، وقد ساهم التقدم الحضاري والتكنولوجي في هذا الوقت باختفاء الحرفة التي كانت تساهم في تسهيل الحياة اليومية بشكل كبير نظراً لأهميتها الكبيرة التي استفاد منها الإنسان. وعن هذه المهنة يقول حسين الغراش أحد العاملين بهذه الحرفة من محافظة الأحساء: إنه تعلّمها من والده، ويمارسها منذ سنوات (هذه المهنة تبدأ من الحصول على نوعية خاصة من التربة يتم استخراجها من باطن الأرض من منطقة تسمى الشعبة في المبرز بمحافظة الأحساء على عمق ستة أمتار نتيجة ما تتميز به هذه التربة من مكونات لصناعة الأدوات الفخارية، وبعد استخراج الطين يتم نشره في مكان للتهوية مكشوف، ثم تتم عملية المشي على الطين بما يسمى الدوس أربعين مرة في اليوم الأول واليوم الثاني بمثل اليوم الأول، وثلاثين مرة في اليوم الثالث، ثم يحفظ بمكان معزول عن الهواء حتى يتكون مادة لزجة لتتماسك مع بعضها وهو ما يسمى بتخمير الطين، بعد ذلك يتم استخدام أداة الشرخ وهي عبارة عن مكينة يوضع عليها الطين وتدور باتجاه واحد "اليمنى" لصنع القوالب الفخارية والجرار مستخدماً "قطف"؛ وهي أداة مصنوعة من الخشب تستخدم للحفر في الطين ومشط الزخرف لوضع الرسومات مستخدماً يديه وقطرات من الماء والتي تصنع حلة مميزة لكي تصنع العديد من الأشكال والأدوات كالزير؛ وهو وعاء الماء والحصالة للأطفال والمزهريات وتنور الخبز ومبخرة وغيرها من الفخاريات). الرهافة والمهارة من متطلبات الحرفة

مشاركة :