صحيفة المرصد: قال الكاتب بدر بن سعود : ” أصدر الرئيس التركي رجب أردوغان مرسوماً رئاسياً يوم الجمعة الماضي، وأعلن فيه تسمية العام الميلادي الحالي باسم الحاج بكتاش ولي، والشخصية التي يحاول أردوغان تكريمها كانت من أركانات الدولة العثمانية، وصاحبها جاء من شرق إيران أو ما كان يعرف بخرسان حتى يكون قريباً من ملوك السلاجقة، والطريقة البكتاشية في ذلك الوقت، كانت تأخذ بالمنهج الصوفي، وتستند في تفاصيلها المذهبية إلى ممارسات تقترب من الشيعة الإمامية الاثنى عشرية”. عقيدة الانكشاريين وتابع خلال مقال له منشور في صحيفة “عكاظ” بعنوان “أردوغان البكتاشي” معروف أن البكتاشية كانت تمثل عقيدة الانكشاريين أو نخبة الجيش التركي، وهؤلاء نقلوا فكرهم غير المنضبط إلى المستعمرات العثمانية في المنطقة العربية والعالم، وفي هذا تفسير لبعض الممارسات الرمزية وإحالتها إلى الهوية العثمانية، ومن أمثلتها الطربوش الصوفي الأحمر، وهو زي عثماني يعود أصله إلى القزلباش من صوفيي شيعة إيران، ومعناه أصحاب الرؤوس الحمراء لأنهم كانوا يلبسون هذه الطرابيش. الهلال المجوسي وأردف: البكتاشية تفصّل الإسلام على طريقتها الخاصة، فأتباعها لا يعتبرون الصوم والصلاة من الشعائر الملزمة، ولا يحرمون المشروبات الروحية ولا لحم الخنزير، ويعطون الإنسان حرية مطلقة لفعل ما يريد، وقد فضل المسيحيون واليهود في المستعمرات العثمانية القديمة، الدخول إلى الإسلام من بوابة البكتاشية المرنة جداً، ولدرجة أن المسيحيين كانوا يحجون إلى ضريح البكتاشي في تركيا، ولم يتوقفوا عن ذلك إلا في بداية القرن العشرين، وقد أطلقوا عليه اسم القديس خازالامبوس، وفي البكتاشية ثالوث إسلامي يرمز له بالشمس والقمر والسماء، والبكتاشي هو من وضع الهلال المجوسي على العلم العثماني. قبيلة قاي المغولية وأكمل: الأهم أن تاريخ البكتاشي يقود إلى تاريخ العثمانيين أنفسهم، فالمرجح أن جد العثمانيين واسمه أوتمان أرطغرل كان وثنياً مثل والده قبل إسلامه، وأصوله تعود إلى قبيلة قاي المغولية وليس قابي التركية، وأرطغرل لم يكن حفيداً لسليمان شاه، الذي أقام سلالة سلاجقة الروم، وإنما لقندز ألب المغولي، وبالتالي فالمغول عندما أطاحوا بالسلاجقة أقاموا حكماً مغولياً برداء عثماني. أردوغان البكتاشي وأضاف: مرسوم أردوغان البكتاشي، والخريطة التي تناقلتها وسائل إعلام تركية وغربية، وتكلمت فيها عن النفوذ التركي في سنة 2050، لا يمكن أن تفهم بصورة صحيحة خارج سياقها، فالواضح أن إدارة بايدن لا تثق بأردوغان، وتنتقد تحركاته السياسية وتعامله مع ملف الحريات في تركيا، وسلوكه العدواني تجاه جيرانه في شرق المتوسط، وبايدن لم يرد على رسالة التهنئة الأردوغانية منذ ما يزيد على الشهر، ولم يحدث اتصال وتواصل بين وزيري خارجية البلدين. تنازلات واختتم مقاله قائلا: باختصار ما يريده أردوغان هو إخبار الإدارة الأمريكية الجديدة بأنه بكتاشي متسامح ومنفتح، وأن نفوذه المزعوم سيعم المنطقة، بحسب الخريطة التي يعود تاريخها إلى 2009 أو قبل الربيع العربي بسنتين، ولا أتصور أنه سيحصل على ردود مرضية بدون تقديم تنازلات تقنع واشنطن به كحليف موثوق.
مشاركة :