تبلغ الطفولة منزلة عظيمة، إذ هي إحدى أهم مراحل حياة الانسان وهي مرحلة النشأة البدنية وتكوين الشخصية.في مرحلة الطفولة تكون المشكلات النفسية مرآة لما يحدث في حياة الأطفال داخل المنزل وفي المجتمعات التي يتعرضون فيها للصدمات المختلفة. إن مشاكل الصحة النفسية تؤثر على واحد من كل عشرة أطفال في مراحل الطفولة المختلفة، والمحافظة على الصحة النفسية للطفل تجعلنا نتجنب مشكلات المراهقة والبلوغ؛ فصحته النفسية لا تقل أهمية عن صحته البدنية، فعندما يتمتع طفلك بنفسية سوية يستطيع أن يتكيف مع كل الأمور التي يمر بها في حياته فيما بعد.في حقيقة الأمر أصبحنا جميعا نواجه بعض التعقيدات في الوقت الحالي؛ فقد حدث خلل في يوم اطفالنا وخرج عن المعتاد حيث كان يبدأ اليوم بالمدرسة ولقاء الأصدقاء والذهاب إلى النادي والتنافس مع الأقران والتزاور مع الأقارب، ورغم وجود الدراسة عن بعد وكذلك البرامج التي تتيح اللقاءات الحية فإنها لم تكن كافية لتفادي القلق والاكتئاب.وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية كتابا قصصيا للأطفال للتأقلم مع الجائحة والتغلب على ما يؤثر على الطفل، ويستعين الكتاب بكائن خرافي ليشرح للأطفال كيف يحمون أنفسهم وأسرهم من فيروس كورونا، وكيف يتعاملون مع المشاعر المضطربة التي تغمرهم عندما يواجهون واقعا جديدا وسريع التغير. إن تعزيز المهارات الاجتماعية ومهارات حل المشاكل والثقة بالنفس وعدم اثقال الأطفال بالهموم منذ الصغر، ومنحهم الشعور بالانتماء الأسري، يساعد على الوقاية من مشاكل الصحة النفسية، بالإضافة الى دعمهم ليمارسوا حياتهم الطبيعية على قدر المستطاع من ممارسة رياضة واللعب داخل البيت وخارجه، ولا تنس ان علاقتك القوية مع طفلك تجعله قادرا على تجاوز أي أزمة نفسية.
مشاركة :