تشكل ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في عدد من أحياء وشوارع محافظة الأحساء، هاجسًا كبيرًا للأهالي؛ خوفًا مما قد تسببه من أضرار، خاصةً على الأطفال، وإلحاق الضرر بهم، مطالبين الجهات ذات الاختصاص بأهمية التدخل، وإيجاد الطرق التي تحد من انتشارها.هاجس كبيروقال المواطن مشبب السبيعي: أصبح انتشار الكلاب الضالة في بعض الأحياء السكنية يشكل هاجسًا، وتواجد هذه الكلاب يسهم بنقل الأمراض من خلال هجومها بالعض أو بالخدوش، بجانب إثارتها الخوف والهلع.وأوضح هناك أسباب لتواجدها، ومن ذلك مخلفات أسواق اللحوم؛ لعدم رفعها بصورة سريعة، ومخلفات المتنزهين في الحدائق العامة، ورمي الحيوانات النافقة بالقرب من المزارع أو المناطق الصحراوية.أصوات مزعجةوأكد المواطن عبدالله الدوسري، أن ضرر الكلاب الضالة لم يقتصر على ما يمكن أن تسببه من مهاجمة وعض، بل إنها أصبحت تشكل إزعاجًا كبيرًا بأصواتها ونباحها، خاصةً في أوقات الليل المتأخرة؛ ما يزيد خوف وقلق الأطفال، مطالبًا بإيجاد الحلول المناسبة لإبعادها.مصدر خوفوعبر رئيس المجلس البلدي بالأحساء د. أحمد البوعلي، عن استياء المجلس البلدي من الكلاب الضالة، بسبب هجومها على عدد من الأطفال، وغيرهم، وكذلك من طريقة معالجة أضرارها.وقال: انتشرت في الآونة الأخيرة الكلاب الضالة بشكل واضح في أحياء وشوارع محافظة الأحساء؛ ما تسبب في حالات ذعر للأهالي، خصوصا الأطفال، إذ أصبحت تشكل لهم مصدر إزعاج وخوف؛ لما تحمله هذه الحيوانات من الفيروسات المسببة للأمراض، وقد تكون بعضها مسعورة وتهاجم الأطفال والكبار.معطيات شرعيةوطالب د. البوعلي، أمانة الأحساء، بمتابعة الأمر، والقضاء على هذه الظاهرة بشكل سريع، وفق المعطيات الشرعية والقانونية، مطالبًا المواطنين بسرعة الإبلاغ عن أي تواجد للكلاب عبر المنصات المختلفة.جهد ملموسوبيَّن أن الأمانة ممثلة في إدارة الإصحاح البيئي، تبذل جهدا ملموسا مع المجلس والمواطنين والمجتمع؛ لتكثيف الحملات، داعيًا جمعية الرفق بالحيوان إلى عقد اجتماع عاجل مع المجلس البلدي، والأمانة؛ للتفاهم حول طرق الصيد.مكون بيئيوقالت نائب رئيس مجلس إدارة جمعية رحمة للرفق بالحيوان في الرياض سعاد السويكت: إنه من المهم العلم أن الكلاب، وغيرها من الحيوانات، هي مكون بيئي خلقها الله لحكمة، وقد وجدت في القرى والمدن، قبل أن يوجد بها الإنسان، ومع امتداد العمران، تم تهجير الكلاب من بيئتها، التي اعتادت عليها إلى أماكن بعيدة، يصعب عليها فيها إيجاد مصادر الغذاء، فتضطر للعودة إلى أماكن تواجد البشر؛ للبحث عن مصدر الغذاء لها ولصغارها؛ للبقاء على قيد الحياة.حل مناسبوأضافت: من المهم أيضًا عدم التعامل مع هذه الكلاب على اعتبار أنها عدو، بل مكون بيئي وخلق من مخلوقات الله وجودها له أهمية يسبب توازنا في البيئة، ولكن بما أن تواجدها في بعض الأماكن المأهولة بالسكان قد يسبب مشكلة للأهالي، وكذلك للكلاب نفسها، فلا بد من البحث عن حل مناسب يضمن سلامة البشر، وكذلك يراعي تشريعات الدين الإسلامي، التي حثت على الرفق بالحيوان، وكذلك الأنظمة والقوانين المتعلقة بالرفق بالحيوان، التي اعتمدتها المملكة.منصات إطعاموأوضحت أن الكلاب الضالة تتجول في المناطق المأهولة بالسكان بحثًا عن الغذاء، فمن الممكن أن تضع بلديات المناطق حاويات نفايات مغطاة، تمنع وصول الكلاب الضالة إلى الطعام، والنظر لحاويات النفايات كمصدر أساسي للغذاء، مع وضع منصات إطعام للكلاب خارج النطاق العمراني، وتطبيق برنامج «TNR»، أي الإمساك بالحيوان، ثم تعقيمه «إخصاؤه»، ومن ثم إعادة إطلاقه في الأماكن المحددة.من ناحيته، أكد المتحدث الرسمي لأمانة محافظة الأحساء خالد بووشل، أن هناك وحدة تدعى وحدة الرصد والسيطرة على الآفات البيئية، وهي تابعة لوكالة الخدمات، موضحًا أنها تتخذ عددًا من الخطوات الإجرائية لمكافحة الكلاب الضالة، والعمل على نصب مصائد خاصة، مع مراعاة الرفق بالحيوان، في خطوة للعمل عبر بدائل للقضاء على ظاهرة الحيوانات الضالة والسائبة، دون قتلها أو وضع سموم لها.
مشاركة :