تظاهر آلاف الجزائريين القادمين من مختلف المناطق بمدينة خراطة التابعة لولاية بجاية (230) كلم شرق عاصمة الجزائر.ورفع المتظاهرون عددا من الشعارات الرافضة لما وصفوه بـ(الفساد) مرددين الهتافات المطالبة بـ(رحيل النظام)، كما رددوا شعارات (دولة مدنية وليست عسكرية) وغيرها من المطالب التي تتقاطع مع المطالب الأولى للحراك الشعبي الذي عاشته الجزائر في الـ22 من فبراير 2019. وعاشت مدينة خراطة مظاهرات مماثلة قبل عامين، مهدت للثورة الشعبية السلمية التي انطلقت بعدها بأيام في كل ربوع البلاد، في الـ22 من نفس الشهر والتي أسقطت الرئيس المخلوع عبدالعزيز بوتفليقة وعددا من رموز نظامه الذّين يحاكمون حاليا.واستمر بعدها الحراك الشعبي في البلاد حتى بعد انتخاب عبدالمجيد تبون رئيسا للجمهورية في 12 ديسمبر من نفس السنة، وطالب المتظاهرون وقتها برحيل المنتخب، بعدما وصفوه بـ(الرئيس المعين).وكانت افتتاحية مجلة الجيش الجزائري دعت في عددها الأخير الصادر قبل أيام، إلى وضع مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار وذلك مع اقتراب الذكرى الثانية للمسيرات الشعبية.وتحمل مدينة خراطة رمزية تاريخية رفقة عدد من الولايات المجاورة لها على غرار سطيف وقالمة، حيث كانت شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم الاستعمارية، في 8 مايو 1945 والتي راح ضحيتها أكثر من 45 ألفا.وعشية الذكرى الثانية من الحراك، أطلق الرئيس عبدالمجيد تبون مشاورات سياسية مع عدد من الأحزاب، حيث التقى فيها مع ستة رؤساء أحزاب تحسب على المعارضة، للنقاش حول الوضع العام، ويتوقع أن يعلن خلال الأيام القليلة المقبلة عن حل البرلمان، وإجراء انتخابات تشريعية ومحلية مبكرة، حسب التسريبات الأولية التي جاءت على لسان الأحزاب السياسية.
مشاركة :