واشنطن تدعو الحوثيين لوقف النار و العودة للمفاوضات

  • 2/16/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - دعت الولايات المتحدة الحوثيين إلى وقف إطلاق النار والعودة لمفاوضات السلام بعيد إلغائها قرار اتخذه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بتصنيفهم تنظيما إرهابيا، فيما دعا كذلك الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن، بينما قالت الأمم المتحدة إن هجوم جماعة الحوثي على مأرب سيشرد مئات آلاف المدنيين.وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الثلاثاء رسميا، رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب، وفق بيان صادر عن وزارة الخزانة الأميركية.وقال البيان إن الخارجية الأميركية ألغت إدراج جماعة "الحوثي" ضمن لوائح عقوبات الإرهاب العالمي، وسط مخاوف ما أن القرار الأميركي قد يدفع الحوثيين إلى تكثيف اعتداءاتهم في اليمن والأراضي السعودية.ويرى محللون أن سحب الحوثيين من قائمة التنظيمات الإرهابية هي هدية من بايدن لإيران، لكن ذلك قد يشجع طهران على الإيعاز لجماعة الحوثي بمزيد من التصعيد بغية الضغط على واشنطن لرفع العقوبات المفروضة عليها، دون الالتزام بشرطه أن تذعن إيران للاتفاق النووي وتتوقف عن خرقه أولا.ويتساءل كثيرون عن المعايير التي اتخذها بايدن للتراجع عن قرار تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية في وقت تزايدت فيه اعتداءات الحوثيين في اليمن وعلى الأراضي السعودية.وأظهر بايدن منذ توليه الرئاسة في 6 يناير/كانون الثاني الماضي سياسة مخالفة تماما لنهج سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب، في مسعى لاعتماد سياسة هادئة تجنب اليمنيين مزيدا من العنف والقتل ودفع جهود إرساء السلام في اليمن.لكن جماعة الحوثي كثفت تصعيدها مؤخرا، حيث تقود منذ أيام هجوم على محافظة مأرب آخر معاقل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.وأشار روحاني خلال دعوته لخفض التصعيد في اليمن، إلى أن بلاده مستعدة للإقدام على خطوات لبناء الثقة في الخليج إذا توفرت الإرادة لدى دول المنطقة، فيما يبدو أن الحكومة الإيرانية تستثمر ورقة الحوثيين للضغط على واشنطن لرفع العقوبات على إيران.ولإيران سلطة على الحوثيين فمفتاح التهدئة والتصعيد بيدها كونها الحاضنة للمتمردين والجهة الوحيدة التي ترسل أسلحة للمتمردين الحوثيين.ويهدد تقدم جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران صوب آخر مأرب بتعقيد حملة بايدن الجديدة لتكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع.ودعا نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الحوثيين إلى وقف هجوم مأرب ووقف جميع العمليات العسكرية وإنهاء الهجمات عبر الحدود على السعودية والمشاركة في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.وقال في بيان "هجوم الحوثيين على مأرب هو عمل جماعة غير ملتزمة بالسلام أو بإنهاء الحرب التي ابتلي بها شعب اليمن".وأضاف أن الهجوم لن يؤدي إلا إلى تفاقم أخطر كارثة إنسانية في العالم، مشيرا إلى أن وكالة تابعة للأمم المتحدة تقدر أن مأرب تستضيف نحو مليون شخص نزحوا من مناطق أخرى بسبب القتال.وتابع "مأرب تسيطر عليها الحكومة الشرعية في اليمن وهذا الهجوم لن يؤدي إلا إلى زيادة عدد النازحين داخلياً وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن".وحث برايس الحوثيين على "المشاركة البناءة" في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة و "التواصل بجدية" مع تيموثي ليندركينج المبعوث الخاص الذي عينته الولايات المتحدة حديثا بشأن اليمن، قائلا "حان الآن وقت إنهاء هذا الصراع... لا يوجد حل عسكري".من جانبه قال المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيموثي ليندركينج اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تستخدم "بشكل نشط" قنوات خلفية للتواصل مع جماعة الحوثي اليمنية.بدورها حذرت الأمم المتحدة من أن هجوم الحوثيين للمحاولة السيطرة على مدينة مأرب، المعقل الأخير للحكومة المعترف بها دوليا، يهدد بتشريد مئات الآلاف وتعقيد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.وتمثل منطقة مأرب الغنية بالغاز ملاذا لمئات الآلاف الذين فروا من العنف خلال الحرب اليمنية المستمرة منذ نحو ست سنوات، فيما زاد عدد سكان المدينة الرئيسية هناك سريعا.وقال مسؤول في الحكومة اليمنية إن خط الجبهة بات الآن على بعد حوالي 30 كيلومترا إلى الغرب من المدينة، وتتنامي المخاوف الإنسانية.وقال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارك لوكوك الثلاثاء "الهجوم على المدينة سيعرض مليوني مدني للخطر، حيث قد يضطر مئات الآلاف للفرار، بما لذلك من عواقب إنسانية لا يمكن تصورها".ويأتي تقدم الحوثيين صوب مأرب تزامنا مع تكثيفهم الهجمات بالطائرات المسيرة على السعودية. وقالت الرياض، التي تقود تحالفا يقاتل الجماعة المتحالفة مع إيران، إن هجوما تسبب في اشتعال النار في طائرة مدنية في مطار بجنوب المملكة يوم الأربعاءوتزامن التصعيد مع جهود جديدة للأمم المتحدة والولايات المتحدة لإنهاء الحرب التي تقول المنظمة الدولية إنها تسببت في أكبر أزمة إنسانية في العالم.بدوره قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن جريفيث إن استئناف الحوثيين للعمليات العسكرية مبعث قلق شديد في وقت تجددت فيه المساعي الدبلوماسية.انفجاراتقال وزير الإعلام اليمني إن هجمات الحوثيين في الأيام القليلة الماضية أصابت مخيمات للنازحين، مما دفع الناس للفرار.وقال نجيب السعدي رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة، لرويترز إن قوات الحوثيين أصابت أربعة مخيمات إلى الشرق من مدينة مأرب أمس الاثنين. وأضاف أنه تم إخلاء موقعين تماما.وأبلغ سكان بالمدينة، الواقعة إلى الشرق من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، رويترز اليوم الثلاثاء أنهم سمعوا أصوات انفجارات هذا الأسبوع، كانت أشد قوة خلال الليل، وأن طائرات التحالف بقيادة السعودية تحلق باستمرار في الأجواء.وخطوط الجبهة في اليمن ثابتة منذ سنوات، لكن تحقيق الحوثيين مكسبا كبيرا في مأرب سيجعل الجماعة تسيطر على ما يعرف تاريخيا باليمن الشمالي. ومدينة مأرب أيضا هي آخر خط دفاعي قبل حقوق الغاز والنفط اليمنية الكبرى، والخاضعة لسيطرة الحكومة.وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن القتال المحتدم منذ عام على خطوط الجبهة عند مأرب شرد 106449 شخصا.وحذرت المنظمة من إمكانية أن يؤدي أي تغير كبير في خط الجبهة إلى تشريد 385 ألفا آخرين. وتقول إن هناك 125 موقعا للنازحين حول مأرب.ومنذ سنوات تبذل الأمم المتحدة جهودا دبلوماسية متكررة، بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، غير أنها لم تفلح حتى اليوم في تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض، فيما تواصل إيران دعم الانقلابيين الحوثيين وهو ما يقوض كل جهود إنهاء الحرب اليمنية.ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من ست سنوات أودت بحياة 233 ألف شخص وخلفت أحد أسوأ الأزمات الإنسانية على الإطلاق، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، وفق الأمم المتحدة.ويزيد من تعقيدات الوضع الإنساني في اليمن تدخل إيران ودعمها لجماعة الحوثي التي تستمر إلى اليوم في تنفيذ انتهاكات بحق المدنيين والأبرياء، كإخضاع كثير منهم للتجنيد والقتال في صفهم ضد القوات الحكومية أو سجنهم وتعذيبهم وإعاقة عمل منظمات الإغاثة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.  

مشاركة :