عزا صلاح فضل، رئيس المجمع اللغوي في القاهرة، ضعف الإقبال على دراسة اللغة العربية في الجامعات إلى مخاوف الطلبة الراغبين من أن المجتمع لن يوفر لهم فرص عمل كالتي يوفرها لأمثالهم من دارسي اللغات الأخرى والتخصصات المختلفة، موضحاً أن الشعراء والموهوبين هم من يصرون على الالتحاق بأقسام اللغة العربية، لأن الدافع لديهم مختلف، ولا يرتبط بمستقبلهم العملي بقدر ما يرتبط بتحقيق رغباتهم الإبداعية ومؤهلاتهم العلمية. وقال، في جلسة افتراضية بعنوان «دور المؤسسات اللغوية في الحركة الأدبية ومناهج التعليم» نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات – فرع أبوظبي، أمس الأول، إن الارتباط بين الذكاء والكفاءة اللغوية من المسلمات، موضحاً أن المؤسسات اللغوية ليست أوعية للتراث وحافظة له بقدر ما هي أداة لتقوية اللغة وتبسيطها، وتحبيبها للأجيال الجديدة، لأن اللغة وآدابها هي المثير الجوهري للخيال، والخيال بدوره هو طاقة الإبداع الحقيقية. وأشار فضل إلى أن المدخل الصحيح لتعليم اللغة العربية يتمثل في أمرين: هما الممارسة ثم التعود على النماذج الراقية في كل فنون الأدب وأجناسه، مؤكداً ضرورة تبسيط القواعد إلى الحد الأدنى، واختيار النماذج المحببة للطلاب، في المراحل الأساسية من التعليم. من جهتها، قالت هنادا طه تامير، أستاذة اللغة العربية في جامعة زايد، إن أقسام اللغة العربية في الجامعات تتوزع بين الأقسام الأكاديمية التي تمنح الشهادات، من البكالوريوس إلى الدكتوراه، والأخرى التي تقدم مواد خدماتية كالمقررات. وأكدت أنه ينبغي إعادة النظر في متطلبات الدخول إلى أقسام اللغة العربية في الجامعات، لأنه من الواضح أن ضعاف المستوى هم الذين يلتحقون غالباً، موضحة أن مقررات اللغة العربية لم تتغير كثيراً منذ خمسين عاماً، بما في ذلك مقررات إعداد المعلمين التي لا ترتكز على أبحاث متطورة في طرائق تعليم اللغة، مقترحة أن يكون إعداد المعلمين من خلال الاعتماد على طرائق التعليم كمسرح الأطفال، وفنون الخط العربي والصوتيات، وليس عبر نظريات التدريس، لأن المقررات التقليدية لا تلبي الطموحات، وخاصة بعد الانفتاح على لغات أخرى في البيت والشارع ووسائل التواصل السمعية والبصرية. وعن الازدواجية في تعليم اللغة العربية عند المعلمين، أوضحت تامير أن اللغة العربية مكتملة، ولا تحتاج إلى إضافات، مشيرة إلى أن «العامية والفصحى يلتقيان وينفصلان ونحن في حاجة إلى العامية، وإلى تعرف الطلاب إلى عاميات أخرى». ولفتت إلى أهمية تعزيز مفهوم الاشتقاق في التعليم والأوزان من خلال تقديم النماذج. وقالت إن جامعة زايد أنهت عشر حلقات، يقدمها الإعلامي البارز عارف الحجاوي، تعرض أهم القواعد النحوية بعيداً عن الكلاسيكيات، منوهة إلى ضرورة الاشتغال على البحوث العلمية الحقيقية القائمة على التجربة والتطبيق.
مشاركة :