يواجه منتخب هولندا لكرة القدم خطر عدم المشاركة في نهائيات كأس أوروبا 2016 المقررة نهائياتها في فرنسا، وذلك للمرة الأولى منذ العام 1984 إذ دخل في أزمة حقيقية بإشراف مدربه الجديد داني بليند. وكان المنتخب الهولندي حل ثالثا في مونديال البرازيل العام الماضي، ثم ترك مدربه لويس فان غال منصبه وتوجه إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي قبل أن يتولى المهمة بدلا منه غوس هيدينك. لكن الأمور لم تسر بطريقة جيدة في بداية مشوار التصفيات القارية، فتقدم هيدينك باستقالته من منصبه وتم تعيين مساعده بليند بدلا منه. وفي مباراته الأولى ضد أيسلندا على ملعبه في التصفيات الخميس الماضي، سقط المنتخب الهولندي صفر/1 في مباراة أكملها منذ الدقيقة 30 بعشرة لاعبين اثر طرد مدافعه برونو مارتينز ايندي. ثم جاء السقوط المدوي لـ «البرتقالي» أمام تركيا صفر/3 أمس الأول (الأحد) لتزيد من جراح المنتخب الذي بات رابعا في الترتيب ولا يملك مصير التأهل بيده. يذكر أن أول وثاني كل مجموعة يتأهل إلى النهائيات التي تقام للمرة الأولى بمشاركة 24 منتخبا، في حين تخوض المنتخبات صاحبة المركز الثالث الملحق في ما بينها لتحديد هوية المنتخبات الأخرى المتأهلة إلى العرس الكروي. وتتخلف هولندا عن تركيا بفارق نقطتين قبل جولتين من نهاية التصفيات، وإذا كان المنتخب التركي يخوض مباراتين صعبتين أمام أيسلندا وتشيكيا أول وثاني المجموعة، فان الأخيرتين ضمنتا التأهل إلى النهائيات القاري وبالتالي قد لا تلعب بكامل قواهما. وقال أسطورة الكرة الهولندية يوهان كرويف: «ندافع بطريقة سيئة للغاية كما إن التفاهم غائب تماما بين اللاعبين». أما بليند فقال: «خسرنا المباراتين بسبب أخطاء دفاعية فادحة». وتعرض بليند لانتقادات قوية في الصحف المحلية إذ اعتبرت معظمها بأنه منح الفرصة للاعبين ليسوا في كامل لياقتهم البدنية وعلى رأسهم روبن فان بيرسي أو لا يلعبون كثيرا في صفوف أنديتهم. لكن بليند رفض الاستقالة من منصبه وهو يلقى الدعم من رئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براغ الذي قال: «أساند بقوة المدرب والجهاز الفني. إنهم في حاجة إلى ثقتنا في هذه الأوقات الصعبة التي يعيشها الفريق». وكانت آخر مرة يخفق فيها المنتخب الهولندي في التأهل لنهائيات البطولة الأوروبية في نسخة العام 1984 والتي أقيمت أيضا في فرنسا، بينما كان آخر غياب لهولندا عن بطولة كبيرة في كأس العالم 2002. ولم تظهر أي مؤشرات لإخفاق هولندي عندما بدأت رحلة التصفيات قبل 12 شهرا، إذ انطلقت المنافسات بعد فترة قصيرة من إحراز المنتخب الهولندي المركز الثالث في كأس العالم 2014 بالبرازيل، علما بأنه وصل إلى نهائي بطولة 2010 بجنوب افريقيا. وما يضاعف حجم الكارثة في حالة غياب هولندا عن يورو 2016، هو زيادة عدد فرق البطولة إلى 24 منتخبا وهو ما جعل التأهل أكثر سهولة مقارنة بأي وقت مضى. ولم يكن غريبا أن تسود حالة من الصدمة في الأوساط الرياضية بهولندا اليوم (الاثنين) بعد هزيمتي المنتخب، إذ كانت الجماهير تنتظر أن ينجح فريقها في تحقيق انطلاقة قوية بالتصفيات والتأهل بالعلامة الكاملة إلى النهائيات تحت قيادة المدير الفني الجديد داني بليند. وكان من المفترض أن يتولى الدولي السابق بليند تدريب هولندا خلفا لغوس هيدينك في العام المقبل، ولكن الأخير استقال، وهو ما عجل بإسناد مهمة المنتخب إلى بليند. وأجرى بليند تعديلات بالفريق ومنح شارة القيادة للاعب المخضرم آريين روبين الذي خرج مصابا خلال المباراة أمام أيسلندا. وفي مباراة الأحد، ارتكب اللاعب دالي بليند نجل المدرب خطأ ساعد المنتخب التركي في تسجيل الهدف الثاني. وقال دالي بليند عقب المباراة: «أشعر بخيبة الأمل والغضب، وخصوصا من نفسي. علي أن ألوم نفسي وخصوصا على الهدف الثاني.» كذلك صرح لاعب خط الوسط المخضرم ويسلي شنايدر: «ربما كان حظا سيئا وربما افتقادا للثقة. لقد سمحنا بإحراز هدفين بسهولة في مرمانا. من المؤكد أن ذلك جاء بسبب افتقاد للتركيز والحسم». وألقى المدير الفني بليند باللوم على الأخطاء الفردية مضيفا «كانت لدينا فرص أكثر من تركيا لكننا لم نستثمرها»، وأكد أن المشوار لم ينته بعد. وكان رأي نجله دالي مشابها إذ صرح قائلا: «لدينا أمل. سيكون الأمر صعبا للغاية ولكن أي شيء وارد في كرة القدم». وقال لاعب غلطة سراي شنايدر: «ربما يكون سوء الحظ وربما الافتقار للثقة». وأضاف للتلفزيون الهولندي «تلقت شباكنا هدفين في غاية السهولة وهو ما يرجع بشكل أساسي للافتقار للتركيز». ولم يستطع روبن فان بيرسي -الذي عاد للمشاركة مع الفريق في مباراة تركيا بعد إصابة آريين روبين- إخفاء مشاعره. وقال: «مشوار التصفيات بكامله كان في غاية الصعوبة. لم يعد مصيرنا بأيدينا الآن. اشعر بالانزعاج بل وبالانزعاج الشديد».
مشاركة :