منظمة التجارة العالمية تواجه ضغوطا شديدة

  • 2/18/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منظمة التجارة العالمية تواجه ضغوطا شديدة جنيف – تواجه إدارة منظمة التجارة العالمية جبلا من الضغوط لإعادة الحياة إلى الاقتصاد العالمي الذي يعاني شللا على مختلف المستويات بفعل آثار كورونا المدمرة على مختلف مفاصل الإنتاج.وسيتعين على مديرة منظمة التجارة العالمية النيجيرية نغوزي أوكونجو-إيويلا أن تبادر بسرعة إلى بث الحياة في منظمة تعاني من الشلل، في وقت يرزح الاقتصاد العالمي تحت تبعات الجائحة فيما العمل متعدد الأطراف في أدنى مستوياته.وتفرض أزمة كورونا العديد من التحديات التي تنتظر المديرة الجديدة بمجرد توليها منصبها في 1 مارس. ويعقد المؤتمر الوزاري وهو أعلى هيئة لصنع القرار في منظمة التجارة العالمية مرة كل عامين ويحدث ذلك عادة في نهاية العام.ويكتسي الاجتماع أهمية متزايدة لأن العديد من العواصم تستخدمه كموعد نهائي لتحقيق تقدم في المفاوضات التجارية.بعد المؤتمر الوزاري الذي عقد في ديسمبر 2017 في الأرجنتين، كان يفترض عقد الاجتماع التالي في يونيو 2020 في كازاخستان، بسبب ظروف الشتاء القاسية.لكن كوفيد – 19 كان بالمرصاد، وأرجأ المؤتمر إلى أجل غير مسمى. وتطالب الدكتورة نغوزي بعقد اجتماع قبل نهاية عام 2021، لكن يتعين على أعضاء منظمة التجارة العالمية اتخاذ قرار بالتوافق في 1 و2 مارس.ويتفق الدبلوماسيون والخبراء على أن منظمة التجارة العالمية باتت منذ سنوات عاجزة عن استئناف مفاوضات واسعة النطاق، على الرغم من تعدد المواضيع التي تحتاج التوصل إلى حلول.إذ تتعثر المفاوضات الدائرة منذ فترة طويلة حول مسائل مثل القطن ودعم مصايد الأسماك، في حين أن المفاوضات المتعلقة بمواضيع أحدث مثل التجارة الإلكترونية والتي بدأت في يناير 2019 على المستوى متعدد الأطراف، لم تنطلق بعد، ما يعرض منظمة التجارة العالمية للتخلف عن قضايا الساعة.وطرحت الدكتورة نغوزي من جانبها قضية البيئة وتعد الاتفاق على دعم مصايد الأسماك – المتعثر حاليًا – إحدى أولوياتها الفورية لإظهار أن منظمة التجارة العالمية مازالت قادرة على تحقيق تقدم متعدد الأطراف.وقد شهد سلفها روبرتو أزيفيدو على الإجراءات التجارية العدائية بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، دون أن يتمكن من تحريك ساكن.وتحث الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة التجارة العالمية على مراجعة وضع الصين التي تقول واشنطن إنها تستغل وضعها كدولة نامية من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية.يأمل البعض أن تساعد الخبرة السياسية للدكتورة نغوزي على إعادة الثقة في النظام بين الشركاء.وصرح بيتر أونغفاكورن، الموظف السابق في أمانة منظمة التجارة العالمية، أنها “يمكن أن تساعد على تعزيز التعددية من خلال استخدام نفوذها، ولكن في النهاية يجب أن تأتي الحلول من الأعضاء”.وفشل أزيفيدو كذلك في منع الولايات المتحدة من تعطيل الذراع القانونية لمنظمة التجارة العالمية.وهيئة الاستئناف هذه معطلة منذ ديسمبر 2019 بسبب نقص عدد القضاة بعد أن عرقلت واشنطن عملية تعيين القضاة. وتعتزم المديرة الجديدة التوصل إلى اتفاق حول هذا الموضوع قبل الاجتماع الوزاري المقبل.وليست الانتقادات الأميركية لمحكمة الاستئناف بالأمر الجديد، فقد عطلت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما (2009-2017) كذلك تعيين القضاة. وازدادت تلك الانتقادات في ظل دونالد ترامب الذي اتهمها بتجاوز سلطاتها بإصدار أحكام تنتهك السيادة الوطنية.وقال هيكتور توريس المستشار القانوني السابق لسكرتارية هيئة الاستئناف “كان طرح مشكلات منظمة التجارة العالمية مع الرئيس ترامب خطأً شائعًا. وسيكون من الخطأ أيضًا الاعتقاد أنه إذا قام الرئيس بايدن بالسماح باختيار أعضاء جدد في هيئة الاستئناف فسيؤدي ذلك إلى استعادة الثقة في اللوائح التجارية الحالية التي تعتمدها المنظمة”.وأماطت الجائحة اللثام عن الخلافات داخل منظمة التجارة العالمية التي ينقسم أعضاؤها بشأن إعفاء العلاجات واللقاحات المضادة لفايروس كوفيد – 19 من حقوق الملكية الفكرية، وهو اقتراح قدمته الهند وجنوب أفريقيا ويحظى بدعم مئة دولة.تقول الدكتورة نغوزي إنها عازمة على حل هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن.وبشكل عام، تعتزم منظمة التجارة العالمية إسماع صوتها في مكافحة وباء كوفيد لاسيما من خلال دعم آلية كوفاكس الدولية التي أنشأتها منظمة الصحة العالمية وتحالف غافي لتوزيع اللقاحات، لاسيما في البلدان الفقيرة.وبفضل خبرتها في غافي والبنك الدولي، فإنها تريد أيضًا العمل من أجل أن تنتج البلدان النامية المزيد من اللقاحات محليًا، من أجل تعويض النقص.

مشاركة :