قطعت الأميركية سيرينا وليامز مؤتمرها الصحفي باكية بعد سؤالها عن مستقبلها، إثر تجمّد سعيها المستمر لمعادلة رقم قياسي تاريخي، وإحراز لقبها الـ24 في البطولات الكبرى في التنس، عقب خسارتها أمام اليابانية ناومي أوساكا الثالثة عالمياً 3-6 و4-6 في نصف نهائي بطولة أستراليا المفتوحة. وبخروجها من منافسات ملبورن، تجمّد رصيد وليامز «39 عاماً» عند 23 لقباً كبيراً، بفارق لقب عن الرقم القياسي المطلق بحوزة الأسترالية مارجاريت كورت المتوجة 24 مرة. وتوقف عدّاد سيرينا في البطولات الكبرى منذ لقبها في ملبورن عام 2017، عندما كانت حاملاً بطفلتها أولمبيا. ومنذ ذلك الوقت، خسرت سيرينا في أربع مباريات نهائية، بينها مباراة صاخبة ضد أوساكا بالذات في الولايات المتحدة عام 2018، انتهت بدموع غزيرة من اللاعبتين. قالت سيرينا التي أهدرت تقدمها 2-صفر في المجموعة الأولى، قبل أن تخسر خمسة أشواط متتالية: «الفارق كان الأخطاء، ارتكبت أخطاء كثيرة». تابعت المتوجة 7 مرات في ملبورن والمصنفة عاشرة عالمياً راهناً «بصراحة، حصلت على فرص كانت ستمنحني الفوز، كنت قادرة على التقدم 5-صفر، كان يوماً مليئاً بالأخطاء بالنسبة إلى». ورداً على أسباب ارتكابها هذا العدد من الأخطاء، انهمرت الدموع من عيني النجمة الخارقة قائلة: «لا أعرف، لقد انتهيت» قبل أن تغادر قاعة المؤتمرات الصحفية. وتلاقي أوساكا في نهائي السبت الأميركية الأخرى جنيفر برايدي المتأهلة للمرة الأولى إلى نهائي إحدى البطولات الكبرى على حساب التشيكية كارولينا موتشوفا 6-4 و3-6 و6-4، أمام ألوف الجماهير التي سمح لها بالعودة، بعد تخفيف إجراءات الإغلاق بسبب فيروس كورونا. على ملعب رود ليفر أرينا المنتعش، بعد فترة إغلاق محكمة دامت خمسة أيام لاحتواء الفيروس، حسمت ناومي مواجهتها مع سيرينا، لتصبح على بعد خطوة واحدة من إحراز لقبها الثاني في ملبورن بعد 2019، والرابع في البطولات الكبرى بعد تتويجها في فلاشينج ميدوز 2018 و2020. وقالت أوساكا «23 عاماً»: ضربت كرات طائشة عديدة في الأشواط الأولى. كنت عصبية وخائفة. تابعت اللاعبة التي تصغر سيرينا بـ16 سنة، ونشأت على مشاهدتها تحقق البطولة الكبرى تلو الأخرى: «بعد ذلك تحسنت الأمور والأهم من كل ذلك أني كنت مستمتعة. وأضافت: «بالنسبة لي، يشرفني دوماً أن أواجهها، ولم أكن أرغب بتوديع البطولة بشكل سيء، حاولت تقديم كل ما في وسعي». في المقابل، ردّت سيرينا على حركة قامت بها بوضع يدها على قلبها، إثر التشجيع الكبير من الجماهير بعد انتهاء المباراة، في مشهد اعتبره البعض وداعياً للبطولة: «لا أعرف، إذا كنت سأودّع، لن أقوم بإبلاغ أي شخص»، معتبرة أنها كانت تحية للجماهير العائدة إلى الملاعب بعد فترة الإغلاق، ألحقتها برسالة عاطفية للجماهير الأسترالية في حسابها على انستاجرام. وفي نصف النهائي الثاني، حسمت برايدي مواجهة قوية مع موتشوفا بثلاث مجموعات لتتأهل إلى النهائي. وفي الكرة الحاسمة الخامسة لها، نجحت صاحبة الإرسالات القوية في بلوغ أول نهائي في البطولات الأربع الكبرى. ويشكّل وصول برايدي «25 عاماً» إلى النهائي إنجازاً مضاعفاً، خاصة أنها كانت من بين الذين دخلوا الحجر الصحي لمدة 14 يوماً من دون السماح لهم بخوض التمارين، لأنها قدمت إلى أستراليا في إحدى الرحلات التي حملت معها مصابين بفيروس كورونا. قالت برايدي صاحبة 20 كرة ناجحة و8 إرسالات ساحقة «قدماي ترتجفان، قلبي يخفق». تابعت: «كانت قدماي نضرتين لكنهما لم تتحركا، وكأنهما في الوحل». أضافت: «لم أستعد قوتي حتى مطلع المجموعة الثالثة. وفرضت برايدي إعادة لنصف نهائي فلاشينج ميدوز العام الماضي، عندما أجبرت أوساكا على الفوز بصعوبة بثلاث مجموعات. شرحت: «سأكون متوترة لكني سأكون متحمّسة جداً». ومقارنة مع نصف النهائي الأول، لم يجذب الثاني الكثير من الاهتمام نظراً للتأهل المفاجئ لبرايدي وموتشوفا التي وضعت حداً في ربع النهائي لحلم آشلي بارتي، بأن تصبح أول أسترالية تفوز باللقب منذ 43 عاماً. وناسبت ظروف المناخ الحارة برايدي فكسرا إرسال خصمتها باكراً، لكن موتشوفا التقطت أنفاسها وعادت إلى المواجهة، وعادلت بمجموعة لكل لاعبة 4-6 و6-3. لكن برايدي كسرت في الثالثة الحاسمة معولة على إرسالها، قبل أن تنتظر خمس كرات سانحة لحسم المجموعة 6-4 وخطف بطاقة النهائي. وكانت أفضل نتيجة لموتشوفا «24 عاماً» في البطولات الكبرى التأهل إلى ربع نهائي ويمبدلون 2019.
مشاركة :