تفتيت خطاب الإسلام السياسي 2

  • 2/18/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

استكثر علي البعض حينما قلت أن سيد قطب لم يتعرف على الإسلام إلا من خلال كتب متأخرة وسيطة وأن اطلاعه محدود جدا على الفقه الإسلامي وأصوله ،وكذلك السيرة النبوية وتاريخ الإسلام ،أما اطلاعه على السنة النبوية وفقهها فيكاد أن يكون معدوما ،وإذا تناول السنة فبشكل سطحي ،فلا يكفي أن يدعو الشخص إلى شعارات ومصطلحات ،وأن يعدم لكي يكون خطابه هو خطاب الحق والعدل والصواب إن سيد قطب وما حدث بعد إعدامه وبسببه من فرقة وخلاف وضلال يفرض علينا وقفة تأمل وتفكر حول ما آل إليه خطاب الإسلام السياسي من تطرف فكري وتطرف سلوكي ،ومفتاح هذا المنحى يكمن في الشعبوية التي صنعت لصالح التطرف وبأدواته ،فنشاط هذا الفكر ينتعش بخطاب الانتهازية الفكرية وانعدام العقلانية كما ألفنا ذلك من جماعات الإسلام السياسي عموما وجماعة الاخوان المسلمين على وجه الخصوص ،فسطوة الشعبوية كان لها أثر في صناعة خطاب خاص ومؤثر في العامة ونخب هذه العامة ،هذه النقطة هي التي أدت إلى صنع جماعة حشد لها جمع من العوام ساهم وجودهم وحضورهم في استمرار الجماعة خصوصا وأن جماعة الإخوان المسلمين أصبحت تقدم مكاسب الجماعة المادية على المكاسب الدعوية، فالجماعة ومنذ فترة تحرص على المكاسب المادية وما يقال أن الجماعة تعتاش على أموال اشتراكات الانتماء للجماعة فهذا غير صحيح بل للجماعة تمويل متورط فيه تجار كبار ينتمون لدول ثرية ،ويكفي أن نعلم أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين هو المسيطر على “ذبح على الطريقة الإسلامية” أو “حلال” فلا يوجد دجاجة تذبح ويختم عليها “حلال” إلا ويذب ثمن هذا الختم للتنظيم الدولي ولك أن تتصور مقدار الأموال التي تدخل عليهم من وراء هذه العملية لوحدها وللمعلومية جميع اختام “ذبح على الطريقة الإسلامية “ أو “حلال” مدفوعة الثمن وتذهب هذه الأموال لجماعات الإسلام السياسي المتمثلة في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وما شابهها المتسترة بالمراكز الإسلامية في أوروبا وامريكا ،وغيرها لهذا لا نستغرب أن تكثف دروس تتناول الطعام الحلال أو إشاعات احتواء طعام معين على شحم الخنزير فجميع هذه الممارسات لها أهداف تروج لفكرة “ذبح على الطريقة الإسلامية” وما يشاع أحيانا حول سلعة غذائية معينة تضر في تداولها واستهلاكها له سبب يخص الصراع التجاري وإلا فبالله قولوا لي ما هي علاقة المربى والتونة ب”ذبح على الطريقة الإسلامية” والخضار المجمدة ؛لهذا السبب جماعات الإسلام السياسي تقاتل بشراسة ضد تصنيفها كجماعة إرهابية في أمريكا وأوروبا فهذا التصنيف سوف يحرمها من دخل مالي كبير يدخل عليها، لهذا يجب أن تكون هناك خطة تعيد هذه الأموال المتدفقة علي الإسلام السياسي و الجماعات المتطرفة لنصابها الصحيح والحقيقي ولنذكر هنا أن هناك موارد مادية طائلة تدخل على جماعات الإسلام السياسي وجماعات التطرف من خلال التبرعات والزكاة فحملات التبرع لم تنشأ غالبا بسبب حالات الحاجة والعوز والمجاعات ؛وإنما نشأت بسبب خطط جماعات الإسلام السياسي التمويلية فحينما يطرأ طارئ يحتاج فيه الإسلام السياسي لتمويل حراك معين يبادر الى شن حملة معينة لإغاثة المسلمين في مكان معين مثل افريقيا او فلسطين أو شرق آسيا وهكذا تنهال على الحملة التبرعات والعطايا ولا يسأل أحد إلى أين ذهبت اكوام الذهب ورزم الأموال !ويتولى الجمع أناس موثوق بهم اجتماعيا .. كل هذه الأمور لها علاقة بالشعبوية المصنوعة والمؤثرة في الخطاب الخاص بالحشد سواء كان هذا الخطاب له علاقة بسيد قطب أو شحوم لحم الخنزير أو الجهاد فالشعبوية لها سطوة مؤثرة والتطور الذي نشأ في صيرورة الإسلام هو معرفتهم بما يحرك عوام الإسلام السياسي نحو الحراك السلبي والغير خلاق .

مشاركة :