إنسان الإمارات منذ أن تأسست هو أعز ما تملك وثروتها التي لاتضاهيها ثروة، والإمارات عند أبنائها هي كل شيء: السند، والعزة، والوطن الذي لا ينافسه في مكانته مكان آخر على الأرض. بهذه المعادلة التي تنصهر فيها عناصر البشر والأرض، يمكن فهم هذا الاستعداد الفطري عند كل إماراتي للذود عن حياض وطنه، لأنه، ببساطة، يعني عنده الحياة. الشباب، هذه القوة الفتية والسلاح البتار في وجه كل معتد، يشبون على هذا المعنى، يقبلون على الحياة ويحبونها، لكن إذا كانت تعني مساساً بالوطن، يبذلون الأرواح رخيصة، ويتقاطرون للالتحاق بمواكب المرابطين على حدوده، ويستقبلون الشهادة، إذا ما كُتبت عليهم، بأنفس راضية مرضية. ينضم شباب ورجال إلى سجل الشهداء، يودعهم الوطن وأحباؤهم بأسى، لكن غيرهم، في المواقع العسكرية والمدنية، جاهزون لتكملة المشوار، قدوتهم الذين جادوا بالأرواح وشعارهم كلنا في كل موقع جنودك ياوطن. يؤكد عبد الله النظري، مُرشد سياحي أول في إدارة التراث العمراني في دبي، أن شهادة أبناء الوطن هي مصدر فخر وعزة، وقدوة نحتذي بها جميعاً صغيراً وكبيراً؛ للدفاع عن إماراتنا الغالية، حتى تمتزج دماؤنا المروية بحبها طعم السعادة. ويشير إلى مشاركته في حملات عدة للتبرع بالدم للجرحى البواسل، إلى جانب تدشين فريق نشامى الإمارات المتطوعين الذي ينظم حملات للتبرع بالدم انطلقت أول أمس، للمشاركة في هذا المصاب الجلل، الذي سجل فيه الشهداء اسم الإمارات بحروف من نور تنطق بها دماؤهم. ويردف النظري: لا أتوانى للحظة في تقديم روحي لأجل هذا الوطن المعطاء، وسجلي يشهد لي بذلك. أما عائشة كابيتال، مصممة أزياء، فتربي أولادها على تقديم أرواحهم واسترخاصها لأجل هذا الوطن الذي لا شيء يضاهي غلاوته. وتقول: الوطن مفهوم سام يتطلب منا جميعاً الذود عن ترابه الطاهر وأنسمته العطرة بكل ما أُوتينا من قوة، فمن يفقد وطنه، تماماً كتلك الذي يضع عصبة سوداء على عينيه يمشي متخبطاً في دروبه، جاهلاً الوجهة التي يقصدها. وتبيّن كابيتال أن الأمان الذي يحظى به المقيم والمواطن على حد سواء على أرض البلاد الحبيبة، نعمة يفتقدها الكثيرون حول العالم في الوقت الراهن، الذي تواجه فيه معظم الأمة العربية والإسلامية ظروفاً عصيبة، إذ تبذل قيادتنا الرشيدة، لأجل العيش بأمن وأمان، جهوداً حثيثة لتحقيقها، ومن أجل ذلك ترخص أرواحنا الفتية، مقارنةً بما يبذلونه ويعملون بديمومة إلى تقديمه. أما المُلازم موزة راشد الخابوري، مديرة فرع البرامج المجتمعية في إدارة الشرطة المجتمعية مركز الدعم الاجتماعي بإمارة رأس الخيمة، فترى أن الشهادة من أجل الوطن حلُم لكل عسكري، في أن يلتف كفنه وجثمانه بعلم الإمارات، كرمز يدل على استشهاده بفخر وإجلال، بل أمنية عظيمة يتمناها كل مواطن، ينعم بخيرات هذا البلد منذ سنواته الغضة الأولى. وتقول الخابوري: عند زيارتي لأغلب دور عزاء أسر الشهداء عاينت الأسى في عيون كل أم وزوجة فقدت ركناً مهماً من حياتها، لكنني رأيت على الضفة المقابلة في المشهد ذاته تعاضد مجتمعنا المُتمثل بدعم جميع شيوخنا لكل تلك الأسر، وهو ليس بجديد عليهم، فهم أولاً وأخيراً عيّال زايد، طيب الله ثراه، الذين تربوا على حب الوطن والوقوف بجانب كل إخواننا العرب، وهذا ما تحاول الإمارات وقيادتها الحكيمة إيصاله إلى العالم أجمع. وتضيف: إن الإمارات تقف أبية بوجه كل معتد؛ لأجل نصرة إخواننا العرب على مر الأزمان، وتاريخ الإمارات المشرف حافل بمواقف تبرهن ذلك منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وحتى يومنا هذا. وتدعو لجنود الإمارات بالنصر، والثبات، وأن يمنحهم الله القوة للدفاع عن حدود دولتنا الغالية. الكلمات لا تستطيع التعبير عن تلك المشاعر المتحشرجة بين حنايا قلب عبد الله الشواب، مسؤول الاتصال الحكومي في الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية بدبي، داعياً بدوره المولى عز وجل أن يُصبر أهالي الشهداء وذويهم على فقدانهم المُفجع لفلذات أكبادهم الشجعان، الذين يفتخر باستشهادهم الجميع وبما قدموه. ويؤكد أنه مهما قلنا وفعلنا لن نُوفي حق ما قدمه الشهداء من واجب في خدمة الوطن. ويقول: بالرغم من الأسى الذي نشعر به لفقد هؤلاء الشهداء البواسل، إلّا أن عملهم يعزز عزيمتنا ويقويها، ويلقننا درساً عظيماً بالولاء والوفاء لحكومتنا والأرض الطيبة التي عشنا وترعرعنا عليها. بدأت هند الجعيدي حديثها بوصف جيش الإمارات وما يتميز به من قوة وصمود وبدت مشاعر الحزن واضحة في صوتها، وتقول وفاء، إخلاص، تضحية هذا هو جيش الإمارات، صحيح أنه خبر محزن ومؤلم أن أفقد 45 أخاً لا تربطني بهم صلة قرابة ولا أعرفهم شخصياً، وكل ما يربطني بهم هو حب الوطن والدفاع عنه، لكنني أقول للأبطال الذين استشهدوا: هنيئاً لكم الشهادة، وأنتم فخر للوطن وأعطيتم للعالم درساً في الوطنية والتلاحم، وأخي كان ضمن الجيش الذي يحارب في اليمن ولكنه عاد منذ أسبوع، وأنا فخورة به لمشاركته في هذه القصة البطولية، ولا أملك إلا الدعاء بالرحمة للشهداء والصبر لذويهم وأبنائهم. تروي آمنة العظم تفاصيل زيارتها لعزاء ابن خال صديقتها الشهيد يوسف العبيدلي في الشارقة قائلة شاهدت مثالاً في الصمود من أروع ما يكون، خيم على أهل الشهيد مشاعر من الفخر لاستشهاده فداء لوطنه ومشاعر الحزن لفراقه وزوجته حاملة المصحف الشريف وعلامات الحزن تغمر وجهها وواضحة عليها بشكل كبير، ولكنها صامدة ومتماسكة وتحتسبه عند الله، كما أكد أهل الشهيد أن زيارة الشيوخ لهم ومواساتهم في مصيبتهم وجبرهم لخواطرهم لها أثر كبير في نفوسهم، فالوطن كله أسرة واحدة، وهؤلاء الشهداء عند ذهابهم للحرب كانوا يدركون احتمال عدم عودتهم، فمنهم من وصى على أبنائه ومنهم ترك لوالدته بطاقة البنك، فهم لبوا نداء الوطن وأنا كفتاة على أتم الاستعداد لتلبيته من دون تردد أو تقاعس ويكون ذلك وساماً على صدري أفتخر به طوال العمر. ويستشهد حمد عبد الله الجعيدي بقول الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، ويؤكد أن معنى ذلك أن الله اختار الشهداء ليكونوا في مكانة عالية، ونيل الشهادة شيء عظيم وشرف لكل مواطن، والخدمة الوطنية واجب علينا جميعاً والدفاع عن أوطاننا شرف لنا وفخر نعتز به. ويقول: ما يمس جزءاً من دول الخليج يمسنا جميعاً ويجب على كل مواطن مخلص صادق الدفاع عنه، وينتابني شعور مختلط بين الحزن والفخر والاعتزاز بأبناء بلدي وإخوتي الشهداء الذين جمعنا معاً حب الوطن والتضحية من أجله، لأن البيت متوحد وكلنا يد واحدة كما أتمنى المشاركة في هذا المجهود الوطني وأتمنى أن أكون ضمن قائمة الشهداء من أجل الوطن. ويؤكد عبدالعزيز الزرعوني أن استشهاد الأبطال لن يزيد أبناء الوطن إلا قوة وصبراً وتعاوناً وإصراراً على الأخذ بالثأر والنصر. ويقول: لدينا خياران لا ثالث لهما، إما النصر أو الشهادة، فكلاهما يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن أبناء زايد تربينا على العزة والكرامة، ومساندة الغير ودعمهم، وحكامنا، حفظهم الله، ليسوا كأي حكام فهم أهلنا ونعاملهم ويعاملوننا كالآباء والأبناء. يتألم سيف المزروعي لفقدان كوكبة من أبناء القوات المسلحة في اليمن غدراً، ويقول كنت أسمع دائماً من خلال التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي عن استشهاد الجنود في أماكن مختلفة وكنت أتألم وأشعر بالحزن، لكن عندما يكون الشهيد قريباً في الواقع الفعلي يختلف الشعور تماماً، صديق أخي من ضمن الشهداء، وذهبت معه للعزاء وأدركت معنى الفقد، لكن كل هذا لن يزيدنا إلا عزماً وإصراراً على نصرة الحق والمظلومين، والوقوف في وجة الظلم حتى أخر قطرة دم، ولايعتقد العدو أن ما حدث يجعلنا نخاف نتراجع بل على العكس سيقوي عزيمتنا وإيماننا. من جانبه يقول صالح الصيعري: كلنا فخر بأبطال وطننا الغالي، وبتضحياتهم للدفاع عن إخواننا في اليمن، وكل ما قدموه بمثابة فخر لكل إماراتي ووسام على صدورنا كمواطنين، وعلى صدر كل مقيم ومنتم لوطننا الغالي. وأقولها ومعي أصوات جميع شبابنا من أبناء الإمارات نحن رهن إشارة واحدة لحماية أرضنا الغالية ووطننا العربي والدفاع عن معتقداتنا من أي عدوان غاصب، ودم شهدائنا لن يكون هيناً وسنثأر لهم جميعاً ولن يمر الوقت طويلاً حتى نحقق ما بدأوه من تضحيات هم وإخوانهم من دول التحالف العربي. وينهي الصيعري حديثه قائلاً: نسأل الله أن يتغمد هؤلاء الشهداء ويصبر أهلهم وذويهم ويوفق قيادتنا وحكومتنا الرشيدة لما فيه الخير لبلادنا والوطن العربي بالكامل. شهداؤنا ذهبوا إلى رب العباد، لكن تضحياتهم باقية وستستمر، وسيكونون الدافع الأقوى لشباب الوطن للدفاع عن ترابه حتى قيام الساعة، هكذا بدأ سالم عرفة الشقصي حديثه. وأضاف: أقسم بالله العظيم أنني مستعد أنا وإخواني للذهاب من الآن لمساعدة إخواننا في القوات المسلحة وإخواننا العرب من قوات التحالف العربي، ونقدم أنفسنا شهداء للوطن وفداء الثأر لإخواننا الذين استشهدوا منذ أيام للدفاع عن أرض اليمن والوقوف أمام العصابات الحوثية. ويكمل : كل أمر يصدر من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، منفذ في الوقت والحال، فنحن فداء لدولتنا الغالية ووطننا العربي. تحت أمركم يقول عبدالحميد البلوشي، أحد الفنانين الشباب: كلنا عيال زايد وفداء للوطن ونبعث أنا وأصدقائي الشباب من الفنانين وغيرهم، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، رسالة لمقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة، بأننا جنودكم وما تطلبونه منا فهو أمر واجب النفاذ وتحت أمركم في كل شيء، سواء ميدانياً أو ثقافياً وبمختلف الطرق، فقد ربانا الشيخ زايد على أن نلبي نداء الوطن في كل شيء ونقدم أرواحنا فداء له. ويكمل البلوشي: ال45 شهيداً لن يضيع حقهم وسنكمل مسيرتهم في الدفاع عن أرضنا ووطننا العربي. أحياء في قلوبنا تقول فاطمة الشامسي لشهداء الوطن: يا شهداء الواجب، يا من ضحيتم بأنفسكم من أجل الوطن العربي والتوحد، أنتم لا تزالون أحياء في قلوبنا، فالميت من يفنى ذكره، ولستم كذلك، فأنتم وسام على صدورنا جميعاً كمواطنين ومقيمين وكل من يتواجد على أرضنا الحبيبة، نتغنى بكم ونفخر بكم في كل صباح ومساء، وكلنا مستعدون لتلبية نداء الوطن. وأكملت الشامسي: نحن جميعاً شبابا وفتيات نلبي دعوة قيادتنا لنثأر لإخواننا، ونحن خط الدفاع في وجه كل معتد وكل من تسول له نفسه تفرقتنا.
مشاركة :