ليت الذين يضغطون على الحكومة الكويتية لاستقبال اللاجئين السوريين أن يضغطوا على الدول التي تآمرت على سوريا ، فاوصلت الأوضاع في البلد الشقيق ألى ما وصلت أليها من الخراب و الهلاك و الضياع ، حيث تشردت الأسر بعدما كانت أمنة ، و هدمت البيوت بعدما كانت عامرة و أنعدمت الأرزاق بعدما كانت وفيرة ، و كان الشعب راضياً و متصالحاً مع أوضاعه السياسية رغم ما قيل عن أستبداد النظام و أنفراده في السلطة ، فهل نجح المتأمرون على أسقاط النظام و الإتيان بنظام ديمقراطي ينبثق من الشعب و ألى الشعب على حد زعمهم، أو هل كان المتأمرون يتألمون للشعب السوري كونه يرزح تحت نير حكم أستبدادي "طائفي " او هل المتأمرون تنعم شعوبهم بالديمقراطية و حكم الشعب أم أنهم أشد ظلماً و أستبداداً و قمعاً لشعوبهم ، ليت هؤلاء الضاغطين على الحكومة الكويتية أن يقرأوا أحداث سوريا بعين فاحصةٍ و عقل حصيف ، يا سادة يا أعزاء ، في سوريا لم تكن هناك ثورة ، و لم تكن هناك مطالبات شعبية ضاغطة على النظام رغم وجود بعض المعارضة المتصالحة مع السلطة و رغم بعض رموز المعارضة التي كانت تعيش في كنف الدولة السورية أو في خارجها ، لذا نقول للضاغطين مرات و مرات اذا أنتم تتعاطفون مع الشعب السوري الهاربين من الأوضاع الجهنمية التي تعيشها بلادهم فالاولى الضغط و توجيه أصواتكم و أقلامكم ألى من تأمروا على سوريا و أوصلوها للحالة المزرية التي عليها الان .. أن سوريا بعد سنوات من الحرب ما عادت سوريا الدولة الموحدة و ما بقيت لسوريا ألا الاسم و أما الواقع فسوريا ممزقة ما بين التنظيمات الارهابية و التي تسيطرعلى جزء كبير من الارض السورية فيما الباقي بسيطرة قوات النظام و ميليشيات حزب الله و التنظيمات الفلسطينية و ما يسمى الجيش الحر لذا فسقوط النظام ليس هو الخلاص و عودة الاستقرار و توحيد أشلاء الدولة الممزقة و أنما قد يصير الى الأسوأ و هو سيطرة التنظيمات التكفيرية الحاضنة للأرهاب من الدواعش و النصرة و القاعدة و غيرهم الذين سهلوا لهم دخول سوريا و زودوهم بالاموال و السلاح إن خطر سقوط النظام اكثر من خطر بقائه و بخاصة على وحدة الارض السورية و على لبنان البلد الصغير المجاور والذي يحتضن أكثر من مليون سوري نازح ... أن نزوح السوريين و أستقبالهم لاجئين في بلدان اللجوء ليس هو الحل الأسلم ، بقدر ما على حكومات تلك الدول المساعدة لتحقيق الحل السياسي أو السلمي بمشاركة مع النظام فلا حل في معزلٍ عنه ، و لعل قبول (النظام) اخيراً وفقاً للوساطة الروسية مشاركة المعارضة مناصفة في الحكم هو الضوء الذي يشع في نهاية النفق ، و غير ذلك معناه أستمرار الحرب و أتساع رقعتها و خروجها من حدود سوريا ألى المنطقة كلها، أن الحرب في سوريا يجب أن تتركزعلى الاٍرهابيين الذين خطرهم يتسع و يهدد دول المنطقة و بخاصة دول الخليج ، ما نحتاج أليه هو أن ننظر للامور بعين الواقع و المشاهدة على الارض، هناك خطر الاٍرهاب و هناك خطر تفكيك سوريا ألى دويلات طاىفية و دويلات يتقاسمها الارهابيون ،لذا لا ينبغي تشجيع السوريين الخروج من ديارهم و تركها للارهابيين أن عليهم أن يتمسكوا بأرضهم و ببيوتهم فبخروجهم أو نزوحهم عنها يمكنون الاٍرهابيين أن يتربصوا بها .... لقد أنصب موقف الكويت منذ اندلاع الشرارة الاولى على الازمنة على الحل السياسي فيما قدمت الكثيرالكثير من الأموال و المساعدات و المعونات سواء للسوريين في الداخل أو النازحين في الاْردن ولبنان و تركيا ، هذا بخلاف مؤتمرات المانحين التي أنعقدت على أرضها و برعاية كريمة من لدن حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله و رعاه لذا فمن يضغطون على الكويت لأستقبال النازحين عليهم النظر ألى عطاءات الكويت و هذا يكفي .... حسن علي كرم
مشاركة :