السياحة العالمية تئن تحت وطأة انهيار الطلب

  • 2/20/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

السياحة العالمية تئن تحت وطأة انهيار الطلب جنيف - أحدث فايروس كورونا منعرجا في تاريخ السياحة العالمية حيث قوض الطلب على السفر وأجبر شركات الطيران على التوقف، فيما أجل مصنعون خططا لزيادة الإنتاج حيث تجمع تقارير على أن عمليات ضخ الأموال العامة لن تكون كافية فيما يتعين على القطاع الصمود حتى تحسن الطلب.كما أعلنت منظمة السياحة العالمية مؤخرا، كان عام 2020 “الأسوأ في تاريخ السياحة” حيث خسر قطاع السياحة العالمي 1.3 تريليون دولار جراء القيود والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها حكومات الدول لوقف انتقال الجائحة.والخسائر التي قدرتها وكالة الأمم المتحدة المكلفة بالسياحة بأنها كانت أكبر بـ11 مرة من تلك المسجلة خلال الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2009 أكدها التقرير السنوي الأخير الذي أصدرته منظمة السياحة العالمية.وجاء فيه أن تأثير فايروس كورونا كان بالغا على معدل التدفقات السياحية وقفز بخسائر النشاط العالمي إلى مستويات تجاوزت الخسائر التي تكبدها في أعتى الأزمات خلال العقود الماضية بدءا من الآثار الاقتصادية للحروب العالمية ونهاية بأزمة عام 2009.ورصد تقرير منظمة السياحة العالمية الذي نشرته على موقعها الرسمي انخفاضا في أعداد السائحين على مستوى العالم بنسبة 74 في المئة عن العام السابق حيث استقبلت الوجهات في جميع أنحاء العالم عددا أقل من الوافدين الدوليين.وخسرت الوجهات السياحية مليار شخص في عام 2020 مقارنة بالعام السابق بسبب الانخفاض غير المسبوق في الطلب والقيود المفروضة على السفر على نطاق واسع، إضافة إلى تعرض ما بين 100 و120 مليون وظيفة سياحية مباشرة للخطر.وعلى صعيد قطاع النقل الجوي أشارت تقديرات اتحاد النقل الجوي إياتا إلى أن حركة الطيران العالمية لن تعود إلى مستوياتها ما قبل جائحة كورونا إلا في حدود عام 2024، حيث قال مدير القسم المالي في الاتحاد “إن الضبابية التي تخيم على قرارات الدول في فتح حدودها هي العامل الأساسي في هذه التقديرات”.وقالت إياتا إنه “حتى في ظل ضخ الأموال العامة (173 مليار دولار بأشكال مختلفة في 2020 بحسب إياتا) أو بعد التمكن من الحصول على قروض، فإنه سيكون على الشركات الصمود إلى حين تحسن حركة الطيران التي تستند على رفع القيود”.وفيما ذكر تقرير لقناة بي.بي.سي البريطانية أن شركات الطيران العالمية تحتاج إلى ما بين 70 و80 مليارا من الدعم الحكومي لتجاوز الأزمة الناجمة عن الوباء، أكد تقرير لمجلس المطارات الدولي لمنظمة أوروبا أن المطارات الأوروبية فقدت حوالي 1.72 مليار مسافر في العام الماضي.وقال أوليفر يانكوفتش رئيس مجلس المطارات “لا يمكن لأي قطاع أن يستوعب صدمة كهذه لمفرده وأن المبالغ المخصصة لدعم القطاعات في المنطقة لم تتجاوز 2.2 مليار دولار أي أقل 8 في المئة من فاقد الإيرادات”.ووفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة كاتيرير غلوبال المتخصصة، رصدت وكالة رويترز تراجعا في حركة المسافرين عبر مطارات الاتحاد الأوروبي بلغ 84 في المئة تزامن مع تعرض نصف القوى العاملة في قطاع الضيافة حول العالم لفقدان دخلهم بسبب تفشي الوباء.وأظهر أحدث استطلاع أجرته لجنة خبراء منظمة السياحة العالمية من توقعات مختلطة لعام 2021 بأن ما يقرب من نصف المشاركين تصوروا آفاقا أفضل لعام 2021 مقارنة بالعام الماضي، فيما أشارت سيناريوهات المنظمة إلى أن الأمر قد يستغرق عامين ونصف العام إلى أربع سنوات حتى تعود السياحة الدولية إلى مستويات عام 2019.وتحول كابوس كورونا من خسائر هائلة إلى تهديدات بالإفلاس وكوارث اجتماعية رغم المساعدات العامة، حيث لا يرى قطاع النقل الجوي الذي تضرر كثيرا بسبب تداعيات وباء كوفيد – 19 نورا في نهاية النفق وسيخرج من الأزمة.وقال براين بيرس كبير الخبراء الاقتصاديين في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إن “الوباء شكل صدمة لقطاع الطيران مع هبوط بنسبة 66 في المئة لحركة السفر في 2020”.وكشفت المنظمة الدولية للطيران المدني أن حركة الطيران تراجعت إلى مستوى 2003 مع 1.8 مليار راكب عام 2020 بعيدا عن 4.5 مليار راكب في 2019.وبحسب إياتا، بسبب الحجر الصحي وإغلاق الحدود كان الطيران الدولي أكثر تضررا (-75.6 في المئة) من الرحلات الداخلية (-48.8 في المئة).وتراجع عدد الركاب على متن الرحلات الداخلية في الولايات المتحدة، أكبر سوق في العالم، بنسبة 63 في المئة في ديسمبر على مدى عام، و43 في المئة في الهند و12 في المئة في روسيا وحوالي 8 في المئة في الصين.ووفق الهيئة الأوروبية لمراقبة حركة الطيران “يوروكونترول”، كانت هناك في أوروبا رحلات أقل بمعدل الثلثين في منتصف فبراير مقارنة مع ما كانت عليه قبل سنة.1.3تريليون دولار قيمة خسائر قطاع السياحة العالمي جراء قيود الإغلاق المتخذةأما بالنسبة إلى الانتعاش ترى تقارير أنه أيا كان مساره، يبدو أنه سيكون بطيئا. فيما تراهن إياتا للعام 2021 على حركة أكبر بمعدل الضعفين مقارنة مع 2020، لكن أقل بمعدل النصف عن فترة ما قبل الأزمة. وهذا إذا لم يوقف انتشار النسخ المتحورة من الفايروس هذا الانتعاش.وكما قال يان ديروكل المحلل لدى “أودو بي.إش.إف سيكوريتيز”، الشيء الأكيد هو أن الحركة داخل المناطق الجغرافية الكبرى (أميركا الشمالية وأوروبا والصين وروسيا) ستنتعش أولا. ويمكن أن تعود إلى مستواها المسجل عام 2019 اعتبارا من العام 2022، لكن بالنسبة إلى الشق الدولي يجب الانتظار حتى 2025 – 2026،وذلك لأن شبكة المسافات الدولية سيعاد بناؤها تدريجيا من قبل شركات طيران ضعيفة وستركز أولا على الطرقات التي كانت تحقق أرباحا عالية قبل الوباء.وبالنسبة إلى شركات الطيران فإن الانخفاض الهائل في عدد المسافرين وتسمر الطائرات على الأرض الذي يتطلب نفقات ثابتة لخفضها أمر معقد جدا، حيث أن لهذين العاملين تأثير كبير على الشركات التي خسرت 510 مليارات دولار من رقم مبيعاتها في 2020.أما خسائرها المالية فقد بلغت 118 مليار دولار في 2020. وسجلت “إير فرانس – كا.أل.أم” وحدها خسائر بلغت 7.1 مليار يورو العام الماضي. ويتوقع أن تبلغ خسائر القطاع 38 مليار دولار في 2021.وكما كشفت دراسة أجراها مكتب أوليفر وايمان، للتركيز على طائراتها الأكثر ربحية وضعت الشركات 3400 طائرة في عام 2020 خارج الخدمة بينها 2400 قبل الأوان، وبينها قسم كبير من أساطيل “بوينغ 747” وإيرباص “إيه 380” اللتين تشكلان رمزا.وفي مواجهة هذه التحديات عمدت الدول إلى تقديم مساعدات، لكن وبحسب المدير العام لشركة إياتا ألكسندر دو جونياكي “نقدر عدد شركات الطيران التي أغلقت بأربعين شركة”.

مشاركة :