طوكيو - تراهن شركة "فايو" ومقرها اليابان على صنع أجهزة كمبيوتر محمولة تتميز بخفتها وقدرتها على الصمود في حال سقوطها من مرتفعات عالية. وتطمح شركة "فايو" المختصة في تطوير أجهزة الكمبيوتر لتحقيق الريادة والانفراد في عالم الأجهزة الذكية بتطوير جهاز الكمبيوتر الجديد "فايو زاد" المصنوع بالكامل بألياف الكربون. وتسعى "فايو" الى استعادة بريقها والاستفادة من وباء كورونا واجراءات التباعد الاجتماعي واضطرار العديد من موظفي الشركات العملاقة والمؤسسات الخاصة الى العمل عن بعد الى جانب ازدهار التعليم عبر الانترنت. وساهم الوباء في انتعاش قطاع الكمبيوتر الشخصي مجددا بعد ان خفت نجمه لسنوات طويلة في ظل هيمنة الهواتف الذكية وصعود الاكسسورات الموصولة بالانترنت. وكانت "فايو" تفكر في عقد صفقة اندماج مع شركات منافسة على غرار "توشيبا" و"فوجيتسو" بغية التوحد في شركة واحدة تستطيع الصمود أمام انخفاض مبيعات سوق الكمبيوتر الشخصي في العالم الا ان جائحة كورونا سهلت عليها مهمتها وجعلتها تعود بقوة الى الإنتاج. ويعتبر الجهاز الجديد والواعد والثوري المطور من طرف "فايو" العلامة التجارية السابقة لشركة سوني الكمبيوتر المحمول الأول على الإطلاق المصنوع بهيكل من ألياف الكربون الثلاثي الأبعاد بالكامل. وكانت سوني كشفت عن أول كمبيوتر من سلسلة "فايو" التي اكتسبت شهرة كبيرة في هذا المجال في العام 1996، وهو الكمبيوتر PCV-90 الذي كان يعمل بنظام التشغيل ويندوز 95 مع معالج من نوع Pentium بسرعة 200 ميغاهرتز. وكانت سوني قد باعت كامل قطاع أجهزة الكمبيوتر الشخصية في شهر فبراير/شباط 2014 لصندوق استثماري ياباني، وقالت الشركة حينئذ إنها تعتزم التركيز على قطاع الهواتف الذكية في ظل انحسار سوق الكمبيوتر الشخصي العالمي. ويحتوي جهاز الكمبيوتر الجديد "فايوا زاد" على ذاكرة وصول عشوائي تصل إلى 32 غيغابايت، ورسومات مدمجة، وشاشة مضادة للتوهج بقياس 14 إنشًا وسماعة رأس وفتحة قفل أمان ولوحة مفاتيح بإضاءة خلفية، وكاميرا ويب بدقة 2 ميغابكسل. ومن المعتاد تصنيع أجهزة كمبيوتر محمولة عبر ألواح من ألياف الكربون وأجزاء معدنية أو بلاستيكية ولكن المثير في الجهاز الجديد انه تم تطويره بالكامل بألياف الكربون. وأليافُ الكربون هي مواد تتألف من ألياف دقيقة للغاية ذات قطر يتراوح بين 0.005 و0.010 ميليمتر وتتكون في معظمها من ذرات الكربون. وترتبط ذرات الكربون ببعضها في بلورات مجهرية لتصبح قوية جدا مقارنة بحجمها. وكثافة ألياف الكربون أيضا هي أقل بكثير من كثافة الفولاذ، مما يجعلها مثالية لأجهزة تتطلب الاوزان المنخفضة. وخصائص ألياف الكربون مثل قوة الشد وخفة الوزن وانخفاض التمدد الحراري تجعلها تتمتع بشعبية كبيرة في تطبيقات الفضاء والهندسة المدنية والعسكرية والسيارات الرياضية وأجهزة عاملة بالذكاء الاصطناعي. وتستخدم ألياف الكربون الدقيقة في صناعات شديدة الدقة، مثل المكونات الإلكترونية، والبطاريات والهواتف الذكية واجهزة الكمبيوتر. وتساهم تقنية الإنتاج الجديدة في"فايوا زاد" في جعل هيكل جهاز الكمبيوتر أقوى وأكثر قدرة على تحمل السقوط من أماكن مرتفعة. وتقول الشركة إن الكمبيوتر الجديد اجتاز بنجاح العديد من اختبارات السقوط، وتمكن من توفير ما يصل إلى 13 ساعة من عمر البطارية. ويمكن استخدام مواد ألياف الكربون على نطاق أوسع حال انخفاض تكلفتها لتحسين مكونات الكربون في صناعة الطائرات والسيارات وحتى الروبوتات المرنة والذكية على وجه الخصوص. وتغزو ألياف الكربون عالم السيارات في الوقت الحالي، حيث تسهم هذه المادة التي تتمتع بخفة الوزن والصلابة في خفض وزن السيارة، ومن ثم تقليل معدلات استهلاك الوقود وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الضارة بالبيئة. واعلنت شركة مرسيدس الألمانية أن الاعتماد على عناصر مصنوعة من الكربون يدخل ضمن استراتيجية إنتاج سيارات خفيفة الوزن. وتحتل شركات مثل ماكلارين وبوغاتي ولامبورغيني مكانة رائدة بالفعل في صناعة موديلات كاملة إلى حد كبير من ألياف الكربون. ومع ذلك تواجه هذه الألياف بعض المعوقات والتحديات التي تحول دون انتشارها على نطاق واسع، أهمها ارتفاع تكاليف التصنيع. وينطوي استخدام ألياف الكربون على سبيل المثال في صناعة السيارات او الروبوتات على بعض العيوب مثل صعوبة إصلاح الأضرار التي تلحق بالهيكل الخارجي للسيارة او الانسان الالي مقارنة بالهياكل الفولاذية.
مشاركة :