البلاد – خاص بعد مؤشرات عن موقف متشدد حيال عدة ملفات كصفقة المنظومة الصاروخية الروسية وانتهاكات حقوق الإنسان والسياسات العدوانية في المنطقة، استعانت تركيا بمكتب محاماة مقره واشنطن للضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة، ودفعت له مبلغًا ضخمًا، من أجل إعادة دفء العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وقبولها مجددًا في برنامج الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز F-35 بعد تعليقها بسبب شرائها الدفاعات الجوية الروسية S-400. وكانت أنقرة طلبت أكثر من 100 مقاتلة شبح وتقوم بصنع أجزاء لإنتاجها، لكن تم إزالتها من البرنامج في عام 2019 بعد أن اشترت أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية إس -400 ، والتي تقول واشنطن إنها تهدد طائرات إف -35. وأظهر عقد قدمته وزارة العدل الأمريكية أن أنقرة وظفت شركة المحاماة “Arnold & Porter” من أجل “المشورة الاستراتيجية والتواصل” مع السلطات الأمريكية، في عقد مدته ستة أشهر بقيمة 750.000 دولار بدأ هذا الشهر. ولجأت تركيا إلى هذه الخطوة بعد تولي جو بايدن الذي لا يتخذ موقفًا إيجابيا من تركيا، ووجه في أوقات سابقة انتقادات حادة إلى سياسات الرئيس رجب أردوغان. وفي تعزيز لتوقعات الصدام المرتقب بين إدارة بايدن وسلطات أنقرة، قال المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، إن تركيا بسبب سياسات أردوغان في العقد الأخير تحولت من صفر أزمات إلى صفر حلفاء. يأتي هذا فيما يصعد أردوغان حملات القمع في الداخل، إذ أيدت الغرفة الجنائية الـ16 في محكمة الاستئناف العليا التركية، حكمًا صدر قبل سنتين بالسجن عامين وستة أشهر على البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي عمر فاروق جرجرلي أوغلو، بتهمة “الترويج لمنظمة إرهابية”. ويأتي هذا التحرك من الحكومة في ظل حملة ضد منتقدى عمليتها العسكرية “مخلب النسر 2” في شمال العراق التي انتهت بمقتل 13 رهينة لدى حزب العمال الكردستاني، وحمل حزب الشعوب الديمقراطي أردوغان والحكومة المسئولية عن الخسائر في الأرواح.
مشاركة :