زملائي في هيئة الاعلام : ما زال الوقت متاحاً زيد الحليمنذ ان صدرت صحيفة « الزمان « في العاشر من نيسان 1997 في لندن ، وتوسع طبعاتها في بغداد وعمان ، لم تظهر يوما بأربع صفحات ، لكنها صدرت امس و اليوم بشكل استثنائي بهذا العدد الضئيل من الصفحات ، احتراماً لقرائها ومتابعيها الذين يتواصلون معها منذ 24 سنة ..إذ حصرت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية ، استثناءات الصحافيين خلال الحجر الصحي الحالي بسبب كورونا بالفضائيات والإذاعات ، وتجاهلت الصحف والوكالات الإخبارية !وما ذكرته بشأن ( الزمان ) اعني به ايضا صحف البلاد ، والزملاء كافة .. فللصحافة أهمية كبرى في حياتنا اليومية ، لاسيما اوقات الازمات ، مثل ازمة كورونا الحالية ، فهي تكشف السلبيات والمشاكل التي تحدث ، وتستمر في الملاحقة الى أن يتم التصويب والعلاج , كونها صاحبة رسالة تنوير شاسعة المدى .شخصيا ، استغربتُ كثيرا من قرار حصر الاستثناءات ، بوسائل الاتصال المرئي والمسموع فقط ، فرغم اهمية تلك الوسائل في الحياة اليومية للمواطنين ، لكن الهيئة تناست ان للصحافة المقرؤة اهمية كبرى في التوثيق ، ففي لاحق الزمن ، كيف سيروي التاريخ ظروف ازمة كورونا التي عصفت بنا ، وكيف تعامل معها العراق ، في المجال الصحي والامني والاعلامي ؟ ..من المعلوم ان وسائل الاتصال المرئي والمسموع ، تتعامل باللحظة الشاردة ، سواء كان خبرا او مادة او معلومة ، واللحظة تلك تذهب مع الاثير وتتلاشى بلا عودة ، بينما تحتفظ الصحف بكل شيء ، وتكون محط اهتمام القراء في اللحظة والساعة واليوم والاسبوع والشهر والسنين ، وهي برسم الباحث والكاتب متى ما اراد ..لا زلنا في بداية مشوار الحظر ، وكلي أمل ان تلتفت هيئة الاعلام والاتصالات الى هذا الموضوع ، وتصدر قرارا لاحقا بشمول الصحف بالاستثناءات ، فمن المعيب ان تصدر الصحف ( اون لاين ) من بيوت الصحفيين ، خالية من اللقاءات والمتابعات التي توفر مادة حية من قاع المجتمع الذي لا تصله كامرة تلفزيونية او مذياع !لستُ ابالغ بالقول ، ان الصحافة هو النسغ الذي يبقى شجرة المجتمع مروية وبدونها تجف وتصبح حطبا ، وهي التي تبقينا حراسا للحلم والثوابت والحقوق التاريخية ، وهي الذاكرة والعقل ومحرك الفعل ، والذي يريد اخراج الصحافة من مسؤولياتها عليه ان يعتزل الحياة ، لأن نهر الحياة يجري .. فالصحف ما زالت المصدر الاهم للمعلومات ، والمصدر الاوحد للتوثيق .. فهل من يدرك ؟