يعمل جسم الإنسان باستمرار من أجل الحفاظ على نظام التوازن الصحي بداخله، وهو النظام الذي ينطوي على موازنة الحموضة والقلوية، التي تعرف أيضا بـ “مستويات الأس الهيدروجيني”. وقال الباحثون إن الجسم يتحكم بعناية في مستوى الأس الهيدروجيني للسوائل كالدم والعصائر الهضمية، موضحين أن معدل الحموضة في الدم يتراوح من 7.35 إلى 7.45، وهو ما يجعله أساسيا أو قلويا قليلا. فيما يحتوي حمض المعدة على درجة حموضة منخفضة من نحو 3 إلى 5.5؛ ما يساعد المعدة على هضم الطعام والوقاية من غزو الجراثيم. كما لفت الباحثون إلى أن مقياس الأس الهيدروجيني يتراوح من 0 إلى 14: – 7: محايد (فحموضة الماء النقي تقدر بـ 7) – أقل من 7 : حمضي – أكثر من 7: قلوي وفي حين يبدو المقياس صغيرا، لكن كل مستوى حموضة يزيد 10 مرات على المستوى التالي، وهو ما يعني أن درجة الحموضة رقم 5 تعتبر أكثر حمضية بـ 10 مرات عن درجة الحموضة رقم 6 وأكثر حمضية 100 مرة من درجة الحموضة رقم 7. وبالمثل، تعتبر درجة الحموضة رقم 9 أكثر قلوية بـ 10 مرات من القراءة رقم 8. وتابع الباحثون بقولهم إن الجسم يتميز بالفعالية في الإبقاء على مستويات الأس الهيدروجيني ثابتة، علما بأن النظام الغذائي يمكن أن يغير مستوى الرقم الهيدروجيني الكلي للجسم مؤقتا، وأن بعض الأطعمة قد تزيد من حمضيته قليلا، وأن أطعمة أخرى قد تساعد على جعله قلويا. والحقيقة هي أن النظام الغذائي المتوازن لن يؤثر بشكل كبير على مستويات الأس الهيدروجيني حال كان الشخص يتمتع بصحة جيدة.تأثيرات الأطعمة المكونة للقلوية والحامضية أوضح الباحثون أن المغذيات، المعادن والفيتامينات الموجودة في أي نوع من أنواع الطعام هي التي تجعله مكونا للقلوية أو الحامضية، مع إشارتهم إلى أن وجود أحماض كثيرة جدا في الجسم قد يسبب مشكلات صحية، خاصة حال كانت هناك حالة مرضية كامنة. وتابع الباحثون بقولهم إن تناول الأطعمة منخفضة الحموضة يمكن أن يساعد في علاج حالات مثل الارتجاع الحمضي أو حرقة المعدة، أما الإكثار من تناول الأطعمة المكونة للقلوية مثل الخضر والفواكه فقد يساعد على تحسين كتلة العضلات والحفاظ عليها.مستويات درجة الحموضة لأنواع الحليب المختلفةحليب البقر تقل درجة حموضته عن الدرجة المحايدة وتتراوح بين نحو 6.7 إلى 6.9.حليب الماعز تعتمد درجة حموضته على الطريقة التي يعالج بها، فحليب الماعز الخام عبارة عن طعام مكون للقلوية في الجسم، ومع هذا، فإن معظم أنواع حليب الماعز المتوافرة في المتاجر هي أنواع مبسترة ومكونة للحامضية.حليب الصويا الذي يصنع من فول الصويا، وعادة ما يكون مكونا للقلوية في الجسم.حليب اللوز وهو حليب مكون للقلوية في الجسم ويحظى بعديد الفوائد الأخرى للجسم.حليب جوز الهند الذي يتوقف تأثيره على حمضية الجسم على طريقة تصنيعه، فجوز الهند الطازج مكون للقلوية، أما المجفف فهو مكون للحامضية.حليب الشوفان الذي يصنع من الشوفان وهو حمضي ويتمتع بعديد الفوائد الأخرى.حليب الكاجو وهو مكون للحامضية ويصنع من مكسرات الكاجو.هل تحتاجين لتغيير نظامك الغذائي أو عادات تناول الحليب الخاصة بك؟ يحتاج الجسم لنوعية الأطعمة المكونة للقلوية والأطعمة المكونة للحامضية، حيث ثبت أن تناول نظام غذائي متوازن يساعد في الحصول على كل المغذيات التي يحتاجها الجسم لضمان التمتع بصحة جيدة. ويمكنك التركيز على الأطعمة الصحية المكونة للحامضية مثل السمك، الحبوب الكاملة، اللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان، مع إكمال ذلك بالإكثار من الخضر والفواكه المكونة للقلوية. ويمكنك بطبيعة الحال استشارة خبير أو أخصائي التغذية لمعرفة أفضل نظام غذائي متوازن بالنسبة لك.
مشاركة :