تحركات بين كبار منتجي النفط للحد من تراجع الأسعار وهيمنة المضاربات

  • 9/9/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

قال متعاملون في سوق النفط العالمية إن بيانات اقتصادية أوروبية قوية وزيادة على أساس سنوي في واردات الخام الصينية عوضت أثر المخاوف بشأن النمو الاقتصادي في آسيا وتخمة في الإمدادات العالمية، الأمر الذي انعكس إيجابا على أسعار الخام في تعاملات يوم أمس. وتوقع مختصون نفطيون تحدثوا لـ"الاقتصادية" أن تشهد المرحلة المقبلة تنسيقا أكبر بين كبار منتجي النفط لوقف الانهيارات السعرية التي يتعرض لها الخام نتيجة المضاربات. ورجح ألكس فولر مدير تنمية الأعمال بمبادرة الطاقة الأوروبية مزيدا من الاتصالات بين المنتجين لبحث أفضل السبل لدعم استقرار سوق النفط واحتواء ظاهرة الانهيارات السعرية، مشيرا إلى أن هذا ما يعكسه الاجتماع الخليجي المرتقب في الدوحة كما يراقب المعنيون بصناعة النفط تحركات فنزويلا وضغوطها لدعم أسعار النفط. وأشار إلى أن كبار المنتجين وفي مقدمتهم السعودية أكدوا حرصهم على تحقيق التوازن بين مصالح منتجي ومستهلكي النفط وفي الوقت نفسه حماية الاستثمارات النفطية التي تواجه حاليا صعوبات كبيرة وغير مسبوقة، موضحا أن موقفا جماعيا لكل المنتجين سواء في أوبك أو خارجها بخفض الإنتاج قد يكون في صالح السوق وبمثابة إنعاش للاقتصاد الدولي. بدوره، أوضح ماركوس كروج؛ كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن إعلان إيران أنها تؤيد أي إجراءات دولية تدعم أسعار النفط يعد بادرة جيدة تقلل المخاوف التي سادت السوق في فترات سابقة بسبب توقع طفرة تصديرية للنفط الخام الإيراني ستحققها طهران فور رفع العقوبات الاقتصادية عليها، كما يؤكد الإعلان التزام إيران بتوجهات أوبك واستعدادها للإسهام في دعم استقرار السوق. وأضاف، أن منظومة الطلب ما زالت تعاني من المؤشرات الضعيفة لاقتصاديات الصين واليابان وأن تحسن المؤشرات في هاتين الدولتين يمكن أن يقفز بمعدلات الطلب ويدعم الأسعار على نحو واسع، مشيرا إلى أن تراجع الدولار أدى إلى تحسن نسبي للأسعار وأن حدوث تفاهم دولي محتمل على خفض الإنتاج قد يدعم الأسعار على نحو واسع، مؤكدا أن أوبك وحدها لا تستطيع تحقيق ذلك في ظل استمرار تسارع إنتاج النفط الصخري. ودعم اتجاه أسعار النفط نحو التعافي حدوث تراجع في سعر صرف الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسة الدولية، ما عزز أسعار النفط نظرا لارتباطهما بعلاقة عكسية إلا أن مؤشرات الطلب العالمي ما زالت بطيئة التحسن. وارتفعت الأسهم الآسيوية والأوروبية أمس. كما تراجع الدولار مقابل سلة عملات رئيسة منذ الأسبوع الماضي وهو ما يجعل النفط أقل تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى. وفي سياق متصل، قال تقرير لوزارة النفط والغاز الطبيعى في الهند، إن نيودلهي تعتقد أن أسعار النفط يجب أن تكون عند مستويات معقولة وأن تكون مقبولة لكل من المنتجين والمستهلكين على السواء. وأوضح التقرير، أنه يجب أن تكون الأسعار مرتفعة بما يكفي لضمان عائد عادل للمنتجين والمستثمرين في هذا القطاع الحيوي، كما يجب أن تكون الأسعار محفزة على جذب استثمارات كافية في المستقبل وتطوير القدرات الإنتاجية. وأشار التقرير إلى أهمية الحفاظ على أسعار النفط عند المستويات المناسبة لكل من المنتجين والمستهلكين، إلا أنه إذا كانت الأسعار مرتفعة جدا، فإنها ستدفع الجميع إلى الابتعاد عن النفط والتحول إلى أنواع الوقود الأخرى. وقال التقرير، إن جميع الحكومات في العالم عليها أن تلتزم بإقرار نهج متكامل لتحقيق أمن الطاقة، مع تطوير علاقات الشراكة مع القطاع الخاص، بهدف التركيز على تطوير طاقة التكرير واستيعاب التكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال. وذكر التقرير، أن الشركات الهندية سواء التابعة للقطاعين العام أو الخاص تهتم بشكل واسع بتقديم خدمات متنوعة في مجال نشر التكنولوجيا المتطورة عالميا في جميع مجالات صناعة النفط والغاز. وأوضح التقرير، أن الشركات الهندية تركز على المشروعات ذات القيمة العالية مثل بناء المنصات وأنظمة الإنتاج تحت سطح البحر ومحطات النفط والغاز، وبناء خطوط الأنابيب في عديد من دول العالم، مشيرا إلى أهمية أن تولي كل دول العالم اهتماما أكبر بجذب الاستثمار الأجنبي في مجال الطاقة والمحروقات. وتابع، أنه في ظل الظروف المضطربة الحالية للسوق، هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى لمزيد من الحوار والتعاون بين الدول البائعة والمشترية للنفط الخام بهدف الحفاظ على التنمية المستدامة وتأمينها في المستقبل. وشدد على أن الشراكات الاقتصادية الدولية بين دول الإنتاج والاستهلاك كفيلة بتحقيق الاستقرار والأمن في هذا المجال الحيوي، كما أنها توثق الروابط بين اقتصاديات الدول المختلفة وتفعل برامج التعاون والتكامل المشترك من أجل الوصول إلى الغايات والأهداف المشتركة وهي التنمية والرخاء لكل الدول. وانتقالا إلى الأسعار، فقد ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت أمس بعد بيانات أن اقتصاد منطقة اليورو نما بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثاني، حيث زاد الناتج المحلي الإجمالي 1.5 في المائة على أساس سنوي مقارنة بقراءة سابقة 1.2 في المائة. وزادت الصادرات الألمانية 2.4 في المائة في تموز (يوليو) على أساس شهري ونمت الواردات 2.2 في المائة وحقق كل منهما أعلى قيمة مسجلة له. وارتفعت عقود برنت 1.20 دولار إلى 48.83 دولار للبرميل بحلول الساعة 13.30 بتوقيت جرينتش معوضة نحو نصف خسائرها التي تكبدتها يوم الإثنين. وانخفضت عقود الخام الأمريكي 55 سنتا عن إغلاق يوم الجمعة إلى 45.50 دولار للبرميل. ووفقا لـ"رويترز" تعرض الخام الأمريكي لضغوط من إغلاق أكبر وحدة لتقطير الخام بمصفاة إكسون موبيل البالغة طاقتها 502 ألف و500 برميل يوميا في لويزيانا. وفي الصين انخفضت واردات النفط الخام 13.4 في المائة في آب (أغسطس) إلى 6.29 مليون برميل يوميا مقارنة بالشهر السابق لكنها زادت 5.6 في المائة على أساس سنوي.

مشاركة :