قال باحثون من إسبانيا، إن تكرار التطعيم يمكن أن يحمي كبار السن من الإصابة بنزلات برد حادة تستوجب إقامتهم في المستشفى لتلقي العلاج. درس الباحثون خلال الدراسة فعالية التطعيمات التي تؤخذ أكثر من مرة لدى أكثر من 700 شخص تبدأ أعمارهم من 65 عاما تم نقلهم لـ 20 مستشفى إسبانيا في فصلي الشتاء عامي 2014/2013 و 2015/2014 بسبب إصابتهم بنزلة برد خفيفة أو حادة. وتبين من خلال الدراسة التي نشرت أمس الإثنين في مجلة الجمعية الطبية الكندية أن تحصن المرضى ضد نزلات البرد الخفيفة ازداد بنسبة 30% عندما تلقى المرضى تطعيمات أربع سنوات متتالية على الأقل وذلك مقارنة بـ 1800 شخص لم يتلقوا هذه التطعيمات وتمت الاستعانة ببياناتهم للمقارنة. كيف يمكن للتطعيم المتكرر أن يحمي الإنسان من أن يصاب بنزلة برد ذات مسار مؤلم؟ يرجح الباحثون أن هناك آليتين تتدخلان في ذلك. وعن ذلك يقول إتسيار كاسادو وزملاؤه من معهد الصحة العامة في مدينة بنبلونة شمال إسبانيا: “على الرغم من أن هناك علاقة بين الحماية من الإصابة بعدوى الأنفلونزا و الأجسام المضادة إلا أنه من الممكن أن تحدث الوقاية من المسارات المؤلمة للأنفلونزا من خلال الحصانة المناعية للخلايا”. وأوضح الباحثون أن هذا الرد المناعي يمكن أن يعزز من خلال التطعيمات التي تساعد الخلايا التائية للجسم في التعرف على بروتينات السلالات الفيروسية الأخرى ومواجهتها “وبذلك فإن فائدة التطعيم ضد الأنفلونزا أكبر مما كشفت عنه دراسات سابقة”. وفي تعليقه على الدراسة رأى كلاوس سيشوتيك، رئيس معهد باول ايرليش الألماني المتخصص في التطعيمات، أن الدراسة ذات نتائج مهمة وقال: “تدعم نتائج الدراسة حقيقة أن تكرار التطعيم الفصلي سنويا يمنع إصابة الإنسان بمسارات مرضية صعبة”. غير أن الخبير الألماني أشار أيضا إلى أن نتائج الدراسة تقتصر على كبار السن وعلى مرضى المنازل والناس في إسبانيا. لذلك أوصى الخبير بإجراء دراسات أخرى مشابهة في ظروف أخرى. ويخضع تأثير التطعيمات المتكررة للبحث منذ سنوات ولكن الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أسفرت عن نتائج مختلفة. وحيث إن هناك العديد من السلالات المسببة للأنفلونزا بالإضافة إلى أن الفيروس المسبب لها يتحور بشكل دائم فإن ذلك يتطلب تكييف التطعيمات سنويا ويجعل تأثيرها غير مثالي دائما. بل إن هناك حالات نادرة تسبب فيها تعديل التطعيم ليتناسب مع سلالة فرعية للفيروس في تردي مسارات النزلات الشعبية. الألمانية
مشاركة :