إن كنتم أيها الناس فيما مضى تسألون عن السعادة و كيف تجدها المرأة في حياتها . و قد جئتم الآن تسألون عن مسالكها وعن ما أدركه عنها ، أقول لكم بأنكم جئتم وكأنكم تسألون عما بي و تستخبرون عن نفس السعادة التي كنت و مازلت أبحث عنها ، أبحث عن سر السعادة ذلك السر الخفي الكامن من خلف الدهور الساكن في ضمير الوجود . أن فكرة الحلم بالسعادة في الحياة الزوجية هذه الفكرة المطلقة و هذه اليقظة ليست حلما أغرب من الخيال و نحن لا نريد أن نبتدع من هذه اليقظة حلما بل يجب أن يكون هناك عزم على سكب الحب و السعادة في حياتنا بالمعرفة العلوية التي تنير أبصارنا بفطرتنا .. التي تجعلنا نستيقظ من رقدة الحياة حين يلامس الحب أرواحنا . عندي كلام كثير و لكني أود أن أقول لكم سلو أنفسكم أولا و أخبروني أيها الناس عن الحب ذلك الحلم الجميل الذي ينبثق من أعماق الذات ، الذي يجذبكم إليه قسرا عن أرادتكم ، و كأنه السحر ، فترون العالم من خلاله و كأنه محاط بهالات من النور ، تجدون فيه راحة الجسم و سلامة النفس و كأنه شعاع سحري جاء من أعماق الأبدية . لا أبالغ في رأيي إذا قلت ، أن هناك الكثيرات من النساء المشغولات ببهجة الحياة المشغوفات بالحلي والحلل ، و في الوقت نفسه نجد أنهن يشعرن بالسعادة المزيفة و لو أقتربتم منهن لسمعتم أنينهن العميق و غصاتهن الأليمة .. و لوقفتم باكيين لأوجاعهن . و لوجدتم أنهن كن مهانات لضعفهن و لو كانت الأنسانية أمرأة لوقفت ضد كل الظلم و الأستبداد و العنف ضد المرأة من أجل أن تجعل الحياة رمزا للحق و الحقيقة و من أجل أن تعلم المباديء التي تجعل قلب الرجل متوج بالنور و الحب الناظر إلى المرأة بألف عين من الرحمة ، المصغي بألف أذن الى راحتها و في ظل عطفه الكبير سيزيح ستائر الأشكال و يمزق نقاب الظن و التخمين بينه و بين المرأة فيبيح لها بأسراره و نواياه و يبين لها أمانيه و آماله محدقا بما فيها من الجمال متناسيا مابه من آلام فيصير سيدا لها بحبه لها و سيجد قلب المرأة يهيم به و يستسلم فرحا بمحاسن الحياة معه فتأتلف معه حتى يتحول وجدانها إلى صورة مصغرة لوجود الرجل الشفوق العادل الذي يحمل قلبها إلى عالم أقل قساوة من هذا العالم ، و في الراحة المعطرة بطيب الحب و الحنان تصنع السعادة تنهداتهم و.شوقهم و حنينهم في الحياة الزوجية السعيدة التي تحول أهوال الحياة الى أنغام أعذب من همس الأزهار ، و تبدل مخاوفها بأنس أطيب من طمأنينة العصافير . و في الختام لابد لي أن أقول يستوجب عليكم أيها الرجال أن لا تسخرون من المرأة و تستهزئون بشأنها فيخرج من أفواهكم نغمات شيطانية صداها النكاية و البغضاء ضد المرأة بغليظ القول القبيح الذي تأباه المسامع و الأرواح لأن الكلام الطيب أينما يذهب فأنه يريد الهدوء و السكينة و لكي يرحمك الله يا أيها الرجل و يمنحك السعادة في الحياة الدنيا و في جنة السكون الأبدي عليك أن ترحم المرأة و تسعى لسعادتها بكل أنواع و أشكال اللطف و العطف و الطيبة .
مشاركة :