دكتورة : بسمان الموسوي : ” رؤية شمولية في جدلية الأيهام في الأحداث التاريخية و دوافعها “

  • 2/18/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

التاريخ و التراث كمادة خام تحتضن الحقيقة مختلطة بكثير من الشوائب و اﻷتربة ، و هو مثقل بالدراما ، دراما الوجود اﻷنساني بكل صراعاته الملحمية و عذاباته . ‏رؤية التاريخ في شموليته و خصوصيته وفق وعي تأريخي سليم ، تتطلب من القاريء أن لا ينساق بمزاجه الغريب ، و قبل أن يعبر عن وجهة نظره ، يجب عليه أن يكسر اﻷيهام التاريخي ، و يجب عليه أن يفهم جدلية اﻷحداث التاريخية و دوافعها و حركتها . ‏بعض الكتاب ممن كتبوا التاريخ كتبوا بالكره بحقدهم الدفين و قد نتسائل لماذا نرضى أن نكون نحن الضحية ؟ لماذا ندعهم يثيرون اﻷنقسامات الطائفية و يصبون حقدهم علينا ؟ لماذا ندعم يحلون عقدهم على حسابنا ؟ أن القضية ليست قضية حقد و لا قضية عقد لكنها أعقد وأعمق من ذلك بكثير . ‏‎في زعماء كل جيل يوجد مضللون كثيرون ، و في كل أمة المضللين بالناشئة موجودون ، و كلهم يريدون التضليل و يربحون منه إذا أستطاعوه ، و لكن الفرق بين أمة و أمة هو أن المضلل لا يجد من يضلله في اﻷمة الرشيدة ، و أنه يجد في اﻷمم اﻷخرى من يقبل منه التضليل و يعاونه عليه . ‏الجيل الجديد في العصر الحاضر مشكلاته متعددة الجوانب كثيرة الشعب متناقضة المباديء و الغايات ، و هي على هذا مشكلات عالمية أنسانية ، و ليست بمشكلة معيشة واحدة أو مجتمع واحد لأنها تتناول المذاهب اﻷجتماعية التي يتوقف فهمها على فهم أطوار التاريخ . التاريخ هو أحد عناصر الحضارة و أحد أشكال الوعي الإجتماعي الذي يعكس الواقع في لحظة تاريخية محددة . في كتابة التأريخ قد يقدم الكاتب على الكتابة في حالة نفسية متوترة خارج حدود الوعي ، و ربما يفتقد الوعي الأجتماعي و السياسي أو يمتلكه ، و بذلك تجده يكتب وفق تفسيره الخاص للحظة التاريخية و الحدث التاريخي . في تصوري لا بد للقاريء حين يقرأ التاريخ أن يتسلح بمنهج موضوعي ينسق بين الحقائق المختلفة و يربط بينهما .. و في إستبصاره الواعي في قراءة التاريخ سيجد ان هناك الكثير من النظريات و الاراء و الروايات التي تم دسها في كتب التاريخ و من قرأ التاريخ القديم و سبر الأحداث بعين الإنصاف سيرى وجود لبعض كتب التأريخ و الأدب و الأخبار و التفسير التي أضافت و توسعت في الأقوال و الأراء و التفسيرات الزائفة التي ترجع الى ما يؤسس الى صراع غابر عقيم في البنية و السلوك العام في المجتمع . في الختام و في هذه المساحة الضيقة أود أن أقول أن ‏التحيز في قراءة التاريخ يجب أن يرتكز على أساس من الوعي السياسي بالمرحلة التاريخية و بالظروف و الملابسات التي تشكل و تحدد العملية التاريخية نفسها و لا شك أن السعي في تكوين وعي تاريخي سليم يعتبر خطوة أساسية في هذه المرحلة من أجل أن يعرف القاريء أين يقف و ماذا يعكس .

مشاركة :