وسط أجواء إحترازية وتدابير وقائية حرص المئات من الزائرين والسائحين من مختلف دول العالم على مشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان. فمع بزوغ الشمس بمدينة أبو سمبل صباح اليوم الإثنين اخترقت أشعة الشمس مدخل المعبد الكبير للملك رمسيس متسللة إلى ممر المعبد بطول 66 مترًا تقريبًا، حتى وصلت إلى قدس الأقداس بنهاية الممر، للتعامد الشمس عليه ، وهو عبارة عن حجرة صغيرة بها 4 تماثيل هذه التماثيل من اليمين بالنسبة للمشاهد هى على الترتيبك ثمثال للإله رع حور إختى ثم تمثال للملك رمسيس الثانى نفسه ثم تمثال للإله آمون رع ، وأخيرًا تمثال للإله بتاح ، وأستمرت فعاليات هذه الظاهرة الفلكية الفريدة لمدة 20 دقيقة.وأقرأ أيضًا:قبيل ساعات من الحدث العظيم.. تفاصيل تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بأبو سمبلوكان قد قال المعهد القومى للبحوث الفلكية بأن معبد أبو سمبل هو أكبر معبد منحوت في الصخر في العالم، ويعتبر آية في العمارة والهندسة القديمة، فقد نحت في قطعة صخرية على الضفة الغربية للنيل في موضع غاية في الجمال. وأشار المعهد إلي أن هناك أدلة على أن أصل الفكرة في تشييد معبد في أبي سمبل كانت لسيتي الأول، ولا شك أن جزءًا كبيرًا من الداخل كان قد نحت قبل أن يعتلي رمسيس الثاني العرش ولكن إلي أي مدى كان سيتي مسئولًا عن الشكل الأخير وخاصة الواجهة هذا ما لا نعرفه .وتعد ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى ظاهرة فريدة من نوعها، حيث يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان، والتى جسدت التقدم العلمى الذى توصل له القدماء المصريون، خاصة فى علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير، والدليل على ذلك الآثار والمبانى العريقة التى شيدوها، مشيرًا إلى أن هذه الآثار كانت شاهدة على حضارة عظيمة خلدها المصرى القديم فى هذه البقعة من العالم.وينتظر العديد من المتابعين لحدوث هذه الظاهرة الفلكية الفريدة والنادرة من نوعها والتي شهدها معبدي رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل السياحية فجر اليوم الأثنين 22 فبراير لتتجه أنظار العالم نحو هذا الحدث الدولي الذي يحدث مرتين كل عام إحداهما في 22 أكتوبر، والأخري فى 22 فبراير. وكانت قد أعلنت وزارة السياحة والآثار متمثلة فى منطقة آثار أسوان والنوبة استعداداتها الكاملة لظاهرة تعامد الشمس، بالإضافة إلى استعدادات الوحدة المحلية لمدينة أبوسمبل، وعلى هامش الظاهرة يقام حفل موسيقى عالمى خاص بدون جمهور يتناسب مع طبيعة المكان في يوم التعامد.وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة بأنه تم الإستعداد لتعامد الشمس على قدس الأقداس بأبوسمبل من خلال تشكيل فريق من الأثريين أخصائى الترميم لعمل الصيانة والترميم اللازم لواجهة المعبد مع تثبيت الألوان وإجراء التنظيف الميكانيكى والكيميائى ، مع تنفيذ باقى أعمال الصيانة الدورية التى تتم بصفة مستمرة للحفاظ على أثرية ورونق المكان.وأشار الدكتور عبد المنعم سعيد إلى أنه تم التشديد على تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة إنتشار فيروس كورونا المستجد خلال فعاليات ظاهرة تعامد الشمس و لن يتم السماح بدخول أى زائر بدون إرتداء الكمامة وقياس درجة حرارته، مع مراعاة التباعد الاجتماعى بين الزائرين ، كما أنه بالتوازى مع ذلك سيتم تركيب شاشتين عملاقتين لعرض الظاهرة أمام المعبد لتفادى الزحام داخل الممر المؤدى إلى قدس الأقداس.
مشاركة :