كورونا يهزم كبار السن «نفسيا» في بريطانيا: الملامح تغيرت بسبب البعد عن الأحباب

  • 2/22/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تكشف  مجموعة صور عن الخسائر التي تسبب بها الوباء كورونا لسكان دور الرعاية، الذين أمضى الكثير منهم ما يقرب من عام في عزلة. وبحسب موقع «daily mail» توضح هذه الصور الصادمة قبل وبعد كيف عانى كبار السن، الذين انفصلوا عن أحبائهم بسبب حظر الزيارات، من تدهور كبير في صحتهم العقلية والجسدية. وقالت جمعيات خيرية ونواب برلمانيون أول أمس، إنه يجب عدم السماح بتكرار الحظر اللا إنساني أبدًا، بينما قال نشطاء إن بريطانيا ستنظر إلى الوراء برعب على الطريقة التي تعاملت بها مع أولئك الموجودين في دور الرعاية خلال الأزمة. وكشف بوريس جونسون بالأمس عن خطط لإعادة فتح المنازل للزيارات من صديق واحد أو أحد أفراد الأسرة لكل مقيم اعتبارًا من 8 مارس. كما سيُسمح لهم بالزيارات المنتظمة وسيسمح لهم بالذهاب إلى الداخل لإمساك أيديهم، ولكن لن يسمح بالعناق أو القُبل، طالما كانت نتيجة اختبار كورونا سلبية، وأنهم يرتدون معدات الوقاية الشخصية. وقال وزير الصحة مات هانكوك، إن هذه كانت الخطوة الأولى في تخفيف قيود الزيارة وستسمح الحكومة بزيارات أكبر خطوة بخطوة في المستقبل. لكن الخبراء يقولون إن الوقت متأخر للغاية بالنسبة لآلاف السكان، الذين لم يعد بعضهم يتعرف على أزواجهم أو أبنائهم أو بناتهم. تقول لين أوزبورن، ابنة سيلفيا جريفيث: «اعتادت أمي البالغة من العمر 80 عاماً، أن تبدو رائعة، ولكن الآن استسلمت». وتضيف «وطالما كانت فخورة جدًا بمظهرها، حيث كانت تضع أحمر الشفاه وتصفف شعرها كل يوم، ولكنها اليوم لا يمكنها التعرف على نفسها في المرآة». بعد نقل «سيلفيا» الى دار رعاية في يونيو الماضي، عانت بشدة لعدم رؤية طفليها كل يوم للمساعدة في الحفاظ على ذكرياتها حية. وتمكنت ابنتها أخيرًا من رؤيتها يوم الأحد الماضي، عندما نُقلت والدتها إلى المستشفى بعد سقوطها. بالنسبة للعديد من سكان المملكة المتحدة البالغ عددهم 410 آلاف نسمة، 70% منهم يعانون من الخرف، وتسببت الوحدة التي استمرت 11 شهرًا في فقدهم قدرتهم على الأكل والشرب والتحدث بسبب العزلة. وتخشى العائلات أنه ما لم يتم دعم التوجيه الجديد بقانون، سيظل مقدمو دور الرعاية يجدون طرقًا لإغلاق أبوابهم. حيث تجبر القواعد الجديدة السكان على اختيار فرد واحد فقط من أفراد العائلة أو صديق يمكنه زيارته في الداخل. قالت ديان مايهيو، من منظمة Rights for Residents، «ما لم تصدر الحكومة تشريعات لجعل إرشادات الزيارة إلزامية، نتوقع أن تستمر العديد من دور الرعاية في إقفال أبوابها». وتضيف “بالنسبة لآلاف العائلات، سيأتي هذا التوجيه الجديد بعد فوات الأوان، فقد مات العديد من نزلاء دور الرعاية بالفعل من الشعور بالوحدة والعزلة دون أن يتمكنوا من توديع عائلاتهم. بدا جون روس، المصاب بالخرف، سعيدًا ومبتسمًا بينما قدم لزوجته المحبوبة البالغة من العمر 63 عامًا باقة من الورود الحمراء في عيد الحب الماضي. ومع ذلك، يبدو الآن أن الجد الأكبر لتسعة أطفال قد تغير بشكل كئيب بسبب خسائر الوباء وانفصاله عن أحبائه. يعيش «روس»، البالغ 89 عامًا، في دار رعاية في ليفربول، رأى زوجته مارلين لمدة 20 دقيقة فقط من خلال نافذة منذ مارس الماضي. وعندما يُسمح لعائلة «روس» برؤيته – والذي لديه 21 حفيدًا- يخبرهم أنه لم يتبق له شيئاً يعيش من أجله، ويريد أن يموت. وتوضح السيدة «أوجدن»، أمينة كتب شبه متقاعدة، إن «روس» يبدو مروعًا للغاية، لقد تغير كثيراً وفقد الكثير من الوزن، فهو لا يأكل أو يشرب. زوجة وابنة مارتن جانواي، كلاهما من مقدمي الرعاية المؤهلين تأهيلا عاليا مع سنوات من الخبرة في العمل في دور الرعاية. ومع ذلك، فقد مُنعوا من احتضان السيد «جانواي» المصاب بالخرف، والبالغ من العمر 65 عامًا خلال العام الماضي. كما عانى بشكل كبير من عدم التواصل مع عائلته، وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي كان يمكنه أن يأكل ويشرب ويمارس الرياضة ويتحدث، ولكن الآن فقد كلامه، وأصبح يعاني من سلس البول بشكل مضاعف، ولا يمكنه أن يأكل أو يشرب دون مساعدة. قالت ابنته «جوان»، 36 سنة «سُمح لي بعدد قليل من الزيارات في الهواء الطلق، لكن لم يكن لي أي اتصال جسدي به منذ مارس. وتتابع “لقد عملت كمقدم رعاية خاص طوال الوباء، ولكن لا يُسمح لي بالدخول وعناق والدي، لقد شعرت بالرعب من مقدار الوزن الذي فقده وقد ناشدت مديري دور الرعاية للسماح لي بزيارته، ولكنهم رفضوا”. وأضافت أنها لا تستطيع إجراء محادثات هاتفية مع والدها بسبب فقده للكلام، وقالت إن ذلك كان القشة الأخيرة لفقدانه تمامًا. وقال مايكل بلاكستاد، والذي توجد زوجته «تريشا» في دار رعاية مصابة بمرض الزهايمر، «إن التوجيه الجديد جاء متأخراً للغاية» حيث تعاني زوجته الآن من حالة متقدمة من الزهايمر، وأوضح مدير الدار أن ذلك بسبب قيود كورونا. وقالت ليز كيندال، المتحدث باسم الرعاية في حزب العمال: «لكي تكون لدينا أي ثقة في أن الأمور ستتغير حقًا، نحتاج إلى تشريعات لتكريس حقوق السكان في الزيارات وإنهاء فضيحة حظر الزيارات الشامل». وقال جيمس وايت، رئيس الشؤون العامة في جمعية الزهايمر: «نحث على مزيد من تخفيف القيود للسماح للأبناء والبنات والأحفاد برؤية أحبائهم أيضًا».

مشاركة :