تحقيق إخباري: موسم حصاد قصب السكر يضفي الفرحة على عمال صعيد مصر

  • 2/23/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يغادر الشاب العشريني عبدالرحمن العريان، منزله في الصباح الباكر لحصد محصول قصب السكر في قنا، أكثر محافظات صعيد مصر زراعة لهذا المحصول الاستراتيجي. وقال العريان (23 عاما)، وهو عامل موسمي من إحدى قرى مركز دشنا بقنا، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "موسم حصاد القصب يمثل لنا موسم سداد الديون وقضاء الحاجات، ومعظم شباب القرية ينتظرون هذا الموسم بفرحة كبيرة، لأنه مصدر رزقنا في الفترة من شهر يناير حتى مايو من كل عام". ويبدأ العريان عمله في حصاد القصب في الساعة السابعة صباحا وحتى الثالثة عصرا، مقابل 100 جنيه يوميا (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 15.68 جنيه مصري). وأوضح الشاب الصعيدي، أن "العمل فى هذه المهنة يحتاج إلى يقظة شديدة، بسبب الآلات الحادة المستخدمة فى حصد القصب". وتعد العمالة إحدى المشاكل التي تواجه زراعة قصب السكر في صعيد مصر، بحسب المزارع القناوي صبحي عبدالرسول، الذي أشار إلى أن حصاد الفدان الواحد يحتاج إلى عشرة عمال لمدة خمسة أيام، فضلا عن العمالة الخاصة بتجميع وتحميل القصب. ومن بين المشاكل أيضا المياه، حيث يستهلك قصب السكر كميات كبيرة من المياه، إلى جانب مشكلة نقل محصول القصب من الأرض إلى المصانع، إذ يتم نقله عبر الجرارات، ما يعرض المزارع إلى فقدان جزء من محصوله بسبب طول الرحلة إلى المصانع. ومع ذلك، أقر عبد الرسول بأنه قصب السكر يتمتع بـ "شعبية وجاذبية طبيعية لدى المزارعين" في صعيد مصر، الذين يفضلونه على الكثير من المحاصيل الأخرى. وتزرع قنا نحو 50 % من إجمالي مساحة أراضيها الزراعية بمحصول القصب، حسبما ذكر أشرف عبدالرازق وكيل وزارة الزراعة في هذه المحافظة بصعيد مصر. وأوضح عبدالرازق، لـ ((شينخوا))، أن المساحة المزروعة بالقصب في محافظة قنا تبلغ حوالى 120 ألفا و480 فدانا، من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية بالمحافظة والبالغة 250 ألفا و528 فدانا. ويتم توريد محصول القصب، الذي يزرع فقط في الصعيد، إلى شركة السكر والصناعات التكاملية، المملوكة للحكومة المصرية. وقال علاء محمد علي، وهو مهندس بالشركة، لـ((شينخوا))، إن مزارعي القصب يوردون للشركة نحو 10 ملايين طن من القصب الخام، من بينها أكثر من ثلاثة ملايين طن من محافظة قنا. وتملك هذه الشركة الحكومية ثمانية مصانع لإنتاج السكر في الصعيد، هي ثلاثة مصانع فى قنا، ومصنعان في أسوان، ومصنع واحد فى كل من المنيا وسوهاج والأقصر. وأوضح علي، أن المصانع موزعة في هذه المحافظات بعناية حسب المساحات المزروعة بالقصب، الذي يعد المحصول الأول في صعيد مصر. وتنتج هذه الشركة بمصانعها الثمانية حوالى مليون و200 ألف طن من السكر، تمثل كامل إنتاج مصر من السكر من القصب، ويتم توريدها بالكامل لوزارة التموين والتجارة الداخلية. وأشار المهندس المصري، إلى أن إنتاج مصر من السكر يبلغ حوالي مليونين و900 ألف طن سنويا، حيث يتم إنتاج مليون و200 ألف طن من قصب السكر، ومليون و700 ألف طن من البنجر. بينما يتجاوز استهلاك مصر من السكر 3.5 مليون طن سنويا، ما يدفع الحكومة إلى استيراد السكر الخام من البرازيل والهند، وتكريره في مصانع شركة السكر والصناعات التكاملية ومصانع القطاع الخاص. وفي محاولة لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، تشجع الحكومة المصرية الاستثمارات الزراعية والصناعية لإنتاج السكر. ومن بين هذه الاستثمارات، مشروع شركة (القناة للسكر)، وهي شراكة بين مستثمرين إماراتيين وشركة (الأهلي كابيتال) القابضة الذراع الاستثمارية للبنك الأهلي المصري، والذي يتضمن استصلاح مساحة ضخمة من صحراء محافظة المنيا، جنوب القاهرة، لإنشاء أكبر المزارع في الشرق الأوسط، وتشييد أكبر مصنع لإنتاج السكر في العالم، باستثمارات تبلغ نحو مليار دولار. وتسعى شركة القناة للسكر، لإنتاج 400 ألف طن سكر من البنجر سنويا في العام 2021، مع الوصول إلى كامل طاقتها الإنتاجية التي تبلغ 900 ألف طن سنويا في العام 2023.

مشاركة :