حالة من الرعب تسيطر على الليبيين بعد محاولة اغتيال وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا، خشية عودة المسار السياسي إلى نقطة الصفر، واشتعال نار الخلافات مجددا، ما قد يؤدي إلى نسف اتفاق وقف إطلاق النار.واستنكر المجلس الرئاسي والحكومة الجديدة الحادث، مطالبين الجهات القضائية والضبطية بفتح تحقيق نزيه وشفاف بشكل عاجل في ملابسات الحادث وملاحقة مرتكبيها، والتأكيد على عدم إفلات كل المتورطين من العقاب.وقال في بيان: مسيرة تحقيق الاستقرار التي شرعنا فيها مليئة بالتحديات والمتربصين، ومن هنا يجب علينا ألا نجعل لهم مجالا للفتنة وزرع المكيدة وعرقلة هذه المسيرة التي سلكناها معا من أجل النهوض بليبيا.وأكد البيان أن السلطة الجديدة ستباشر عملها فور اعتمادها خلال الأيام المقبلة، وستعمل على أن يكون من أولوياتها بسط السيطرة الأمنية الكاملة على كافة التراب الليبي، والحرص على تطبيق القانون بحزم من خلال الأجهزة القضائية والأمنية المختصة.السفير الأمريكيفيما أعرب السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، عن إدانة الولايات المتحدة للهجوم الذي استهدف وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا.ودعا نورلاند خلال اتصال أجراه مع باشاغا إلى فتح تحقيق سريع لتقديم المسؤولين إلى العدالة، مؤكدا دعم الولايات المتحدة لجهود إنهاء الميليشيات المسلحة في ليبيا.كانت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق كشفت أن وزيرها فتحي باشاغا تعرض لمحاولة اغتيال خلال عودته إلى مقر إقامته بمنطقة جنزور غرب طرابلس، حيث فتحت سيارة مصفحة النار على موكبه، ما نتج عنه تعرض عنصر الحراسات المرافق للوزير لإصابة ووفاة أحد المهاجمين وإصابة اثنين منهم.وفي رواية أخرى للحادث، قال الباحث في الشؤون الليبية محمد الشريف لـ(اليوم): إن ما أطلق عليه محاولة اغتيال هو هجوم «مفبرك»، واضطرت وزارة الداخلية إلى نسج تفاصيل غير حقيقية بعد تورط طاقم حراسة باشاغا المكون من نحو 70 سيارة في إطلاق النار على سيارة في طريق جنزور تقل مواطنين من الزاوية.وأشار الشريف إلى أن المعلومات تؤكد أن سائق السيارة التي قيل إنها هاجمت موكب وزير الداخلية رفض إخلاء الطريق لموكب باشاغا، ما دفع الطاقم الخاص بالوزير لإطلاق النار عليه ومرافقيه.من جانبها، أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا عن إدانتها الشديدة لمحاولة اغتيال وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا بمنطقة جنزور.وقالت اللجنة: إن الحادثة التي استهدفت موكب الوزير، تأتي في ظروف استثنائية تمر بها البلاد، وما تشهده من محاولات التسوية السياسية والمصالحة الوطنية الشاملة التي يطمح إليها الليبيون.