الجزائر.. ثورة مضادة وبيروقراطية في مواجهة تحركات الدولة

  • 2/24/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حذر مراقبون في الجزائر من تمرد الإدارة العمومية، واصفين هذا التحرك المشبوه للقوى المضادة، بتحرك الدولة العميقة التي تتحكم في مفاصل الدولة، بهدف عرقلة مسار الإصلاحات والتمنية الاقتصادية، التي وعد بها الرئيس عبد المجيد تبون، تلبية لما طالب به الشعب في حراكه. ووصفها الرئيس بالثورة المضادة، وأكد رئيس الوزراء عرقلتها لمشاريع الحكومة التنموية، أما وزير العدل فأقر بوجودها وهدد باللجوء إلى العدالة للتصدي لها. وقال عضو بحزب جبهة التحرير الوطني، بلقاسم مالك أيوب، لـ”الغد”، إن الجزائر تعاني من هذه الظاهرة منذ سنوات طويلة وهي تخلق عدم توازن وتزيد من سخط المواطن على الدولة. فقوة موازية تتحكم في الإدارة، وتأخر إنجاز الملفات، وتتقاعس في تنفيذ الأوامر، وتتفنن في الإجراءت البيروقراطية، هي تراكمات بحاجة بشكل مستعجل إلى برلمان وحكومة يملكان الشرعية الشعبية، لإيقاف تأثير هذه الظاهرة على الحياة اليومية في الجزائر. وأكد مسؤول الاتصال بحزب جيل جديد، حبيب براهمية، أن الأمر يدعو بشكل مستعجل إلى انتخابات تشريعية مبكرة تفرز عن حكومة منتخبة شعبيا قادرة على حل المشاكل. ويقول مراقبون إن 20 كاملة من حكم بوتفليقة، أورثت إدارة عشعش فيها الفساد، وتمردت على السلطة والمواطن معا، وزرعت ألغاما خطيرة لا تعد ولا تحصى في مسار التغيير. وقالت الباحثة في العلوم السياسية، الدكتورة لبنى شطاب، إن الدول التي تمر بحركات تغييرية تجتاز عدة مراحل لكي تصل إلى التغيير الحقيقي، أولها إسقاط النظام ثم مرحلة انتقالية ثم مرحلة تثبيت الديمقراطية، معتبرة أن الجزائر اليوم في مرحلة انتقالية. وأضافت شطاب، خلال لقاء على شاشة الغد، أن تلك المرحلة الانتقالية بطبيعتها تشهد صراعات بين من في السلطة وبين من كانوا مستفيدين من النظام السابق، والذي قد يصل إلى “تكسير عظام” بين الطرفين. ولفتت إلى أن النظام السابق في الجزائر هو عبارة عن مجموعة مصالح مترابطة بشكل كبير متغلغلة في إدارة البلاد لأكثر من 20 عام، لذا حدث نوعا من الهزة في مصالح رموز هذا النظام، لذا فهي تحاول أن تضمن تلك المصالح وتعرقل أي عمل للرئيس مستخدمة العديد من الرئيس. وأكدت أنه لا يجب المبالغة في خطاب الثورة المضادة، كونها قد تغطي على عجز وفشل الحكومة في بعض الملفات والمهام. وأوضحت أن التخلص من الثورة المضادة ليس بالأمر السهل أو الهين في وقت قصير، بل ستستغرق سنوات. من جانبه، قال المحلل السياسي، نور الدين ختال، إن الثورة المضادة موجودة منذ الأسبوع الأول لوصول الرئيس تبون إلى سدة الحكم، إلا أن الرئيس تأخر في الإعلان عن تلك الثورة المضادة. وتابع أن تبون حاول عدم الدخول إلى صدام وتغليب المصلحة العامة إلا أنه فشل في التعايش معها.

مشاركة :