في ذكرى ميلاده.. لماذا اشتهر حافظ إبراهيم بالتبذير؟.. شاعر النيل قاوم الاحتلال البريطاني

  • 2/24/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر الشاعر حافظ إبراهيم الذي تمر اليوم ذكرى ميلاده، أشهر شعراء العربية في عصره، وكان إحدى عجائب زمانه، ليس فقط في جزالة شعره بل في قوة ذاكرته والتي قاومت السنين ولم يصبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هي عمره،  حيث أنها اتسعت لآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان باستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل في عده دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان. وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن في بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم أو طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه كما سمعه بالرواية التي سمع القارئ يقرأ بها.ولد حافظ إبراهيم على متن سفينة كانت راسية على نهر النيل أمام ديروط وهي قرية بمحافظة أسيوط من أب مصري الأصل وأم تركية،  ثم توفي والده وهو صغير، أتت به أمه قبل وفاتها إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم، ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهناك درس حافظ في كتّاب،  أحس حافظ إبراهيم بضيق خاله به مما أثر في نفسه فرحل عنه.ويعتبر شعره سجل الأحداث، إنما يسجلها بدماء قلبه وأجزاء روحه ويصوغ منها أدبا قيما يحث النفوس ويدفعها إلى النهضة، سواء أضحك في شعره أم بكى وأمل أم يئس، فقد كان يتربص كل حادث هام يعرض فيخلق منه موضوعا لشعره ويملؤه بما يجيش في صدره.كان شاعر النيل يعتني بمطعمه، كما يؤكد الجداوي، كأحد ملوك العرب القدامي، وكان من شدة تبذيره للأموال، يشتري سيجارًا يتراوح ثمن الواحدة منها مابين الثلاثين والخمسين قرشا، يفعل ذلك لأنه كان يعشق تبذير المال ولم يفكر في اكتنازه بالرغم أنه بدأ حياته بائسًا فقيرًا، ورغم ذلك فإن حافظ إبراهيم نادرًا ما شكى البؤس، كما أنه لم يمتدح الغنى والمال في وقت من الأوقات، وقد كان حكاء حتي أن الناس من نشوة حديثه يطالبون بأنه لا ينهي حكاياته.جارى حافظ إبراهيم، النهضة العلمية والاجتماعية في أدوارها، ودعا إلي مقاومة الاحتلال البريطاني حتي وصف بأنه شاعر دنشواي بالإضافة لشاعر النيل، وقد خلف ثروة أدبية وشعرية بعد مماته، ورغم المنافسة فقد رثاه أمير الشعراء أما الشاعر والطبيب المصري أحمد ذكي أبو شادي فقد رثاه في قصيدة طويلة نشرتها مجلة أبوللو في عددها الصادر في سبتمبر عام 1932م بصورة كبيرة لحافظ إبراهيم.أصاب حافظ من فترة امتدت من 1911 إلى 1932 – داء اللامبالاة(اللامبالاة) والكسل وعدم العناية بتنميه مخزونه الفكرى وبالرغم من إنه كان رئيسًا للقسم الأدبي بدار الكتب إلا أنه لم يقرأ في هذه الفترة كتابًا واحدًا من آلاف الكتب التي تزخر بها دار المعارف، الذي كان الوصول إليها يسير بالنسبة لحافظ، تقول بعض الآراء ان هذه الكتب المترامية الأطراف القت في سأم حافظ الملل، ومنهم من قال بأن نظر حافظ بدا بالذبول خلال فترة رئاسته لدار الكتب وخاف من المصير الذي لحق بالبارودى في أواخر أيامه. كان حافظ إبراهيم رجل مرح وأبن نكتة وسريع البديهة يملأ المجلس ببشاشته وفكاهاته الطريفة التي لا تخطئ مرماها.مثلما يختلف الشعراء.. في طريقة توصيل الفكرة أو الموضوع إلى المستمعين أو القراء، كان لحافظ إبراهيم طريقته الخاصة فهو لم يكن يتمتع بقدر كبير من الخيال ولكنه استعاض عن ذلك بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة بالإضافة أن الجميع اتفقوا على أنه كان أحسن خلق الله إنشادًا للشعر. ومن أروع المناسبات التي أنشد حافظ بك فيها شعره بكفاءة هي حفلة تكريم أحمد شوقي ومبايعته أميرًا للشعر في دار الأوبرا الخديوية، وأيضًا القصيدة التي أنشدها ونظمها في الذكرى السنوية لرحيل مصطفى كامل التي خلبت الألباب وساعدها على ذلك الأداء المسرحى الذي قام به حافظ للتأثير في بعض الأبيات، ومما يبرهن ذلك ذلك المقال الذي نشرته إحدى الجرائد والذي تناول بكامله فن إنشاد الشعر عند حافظ. ومن الجدير بالذكر أن أحمد شوقى لم يلقى(يُلقِ) في حياته قصيدة على ملأ من الناس حيث كان الموقف يرهبه فيتلعثم عند الإلقاء، وقد تميز بجمال شعره.

مشاركة :