شارك عضو مجلس الدولة وزير الخارجية وانغ يي تجربة الصين في حماية حقوق الإنسان والحكومة، وطرح وجهات نظر ومقترحات مهمة بشأن الحوكمة العالمية لحقوق الإنسان نيابة عن الصين خلال مشاركته في الاجتماع رفيع المستوى للدورة 46 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنعقد خلال الفترة من 22-24 فبراير الجاري. غير ان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب استخدم هذا المكان كمنصة لنشر الأكاذيب حول شينجيانغ، واللعب ـ ” ورقة حقوق الإنسان”. ومن جهة أخرى، في اليوم السابق فقط، كشفت وسائل الإعلام البريطانية عن رئيس الوزراء جون ميجور جونسون أطلق على نفسه اسم “فصيل متعصب مؤيد للصين” في مائدة مستديرة أخيرة مع الشركات الصينية وتحدث عن الخطة لتحسين العلاقات بين بريطانيا والصين. وتحت هذين الوجهين، يظهر التشابك والتناقض في السياسة البريطانية تجاه الصين، حيث تريد كسب المنافع السياسية في الغرب دون خسارة مصالحها الاقتصادية مع الصين. لندن ليس لها الحق الانتقاد تحت السلطة الأخلاقية ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أنه وفقًا لمحتوى الخطاب الذي كشف عنه مكتب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب مقدمًا، فإن المملكة المتحدة كعضو له حق التصويت في اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ستدين سجلات حقوق الإنسان الخاصة بالصين وروسيا. ووصف راب المزاعم ضد شينجيانغ بأنها “لا تطاق” واقتبس تقارير تقول لمجلس حقوق الإنسان أن “الانتهاكات في شينجيانغ -بما في ذلك التعذيب والعمل القسري، والتعقيم الإجباري للنساء مفرطة وواسعة الانتشار”. وبحسب رويترز، دعا راب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أو خبراء التحقيق المستقلين إلى “ضرورة السماح بدخول شينجيانغ بشكل عاجل ودون قيود”. لم يحدد راب التقرير الذي استشهد به، لكن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اختلقت مؤخرًا اخبارا كاذبة المتمثلة في “الاغتصاب المنهجي وتعذيب النساء في معسكرات التعليم” في شينجيانغ، الصين “، وتابعت بعض وسائل الإعلام الغربية الضجيج بنشر تقارير حول شينجيانغ لا تمثل للحقيقة والواقع إطلاقا. وعلقت وكالة أنباء الأقمار الصناعية الروسية في يوم 22، بأن المملكة المتحدة سارعت في إدانة ما يسمى بقضايا حقوق الإنسان في الصين وأعلنت فرض عقوبات على بعض شركات شينجيانغ. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن شينجيانغ هي واحدة من أسرع المناطق نموًا في الصين، وبريطانيا هي القوة التي تقوض تنمية الصين في هذه المنطقة المتخلفة. وأشار وانغ يي في اجتماع مجلس حقوق الإنسان في بكين عبر الفيديو في مساء يوم 22 فبراير الجاري، إلى أن حقوق الإنسان ليست براءة اختراع لعدد قليل من البلدان، ناهيك عن أداة للضغط على دول أخرى. مؤكدا أن الصين تدعم دول العالم في تعزيز التبادلات والتعاون في مجال حقوق الإنسان على أساس مبدأ الاحترام المتبادل، لكنها تعارض المعايير المزدوجة لمهاجمة الدول الأخرى وتشويه سمعتها، وتعارض استخدام قضايا حقوق الإنسان كورقة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وفيما يتعلق بقضية شينجيانغ، استشهد وانغ يي بأرقام وأمثلة لإثبات عدم وجود أي “إبادة جماعية” و “عمل قسري” و “قمع ديني” في شينجيانغ. وقال إن الصين ترحب بزيارة المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى شينجيانغ. الدبلوماسية البراغماتية = دبلوماسية المضاربة؟ تمتلك بريطانيا “ذكاء” خاصا بها في مواجهة المصالح الاقتصادية. ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية يوم 21 فبراير الجاري، أنه في اجتماع مائدة مستديرة بين داونينغ ستريت والشركات الصينية في 12من هذا الشهر، وصف رئيس الوزراء البريطاني جونسون نفسه بأنه “متعصب ومؤيد للصين”، وقرر ” مهما كانت الصعوبات السياسية التي تظهر بين الحين والآخر”، يجب علينا تحسين علاقاتنا مع الصين. كما أعرب عن أمله في استئناف المناقشات التجارية الرسمية بين البلدين من خلال استئناف الحوار الاقتصادي والمالي السنوي بين الصين والمملكة المتحدة واللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة بين البلدين. قال تسوي هونغ جيان مدير قسم الدراسات الأوروبية في جامعة الصين للدراسات الدولية لمراسل صحيفة ” غلوبال تايمز” في 22 فبراير، إن هذه الإشارة التي تبدو متناقضة هي مظهر من مظاهر تجسيد “الدبلوماسية البراغماتية” لبريطانيا بصفتها “دولة كبرى في الدرجة الأولى وتملك قوة دولة كبرى في الدرجة الثانية”. واكتسبت بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي ما يسمى بالقوة الدبلوماسية، واعتقدت أن لديها خبرة غنية في المشاركة في منافسة القوى العظمى، وفي الوقت نفسه، كانت إدارة جونسون حريصة على إعادة بناء العلاقة مع إدارة بايدن وأظهرت أنها تلبي السياسات الأمريكية، لكن هذا النوع من الدبلوماسية التخمينية ينطوي على مخاطر كبيرة، أحدها إن كانت الصين ستقبلها أم لا، والآخر هو أن بريطانيا ستضطر في النهاية إلى الاختيار. كما أظهر راب، الذي أساء إلى الصين فيما يتعلق بقضية حقوق الإنسان، وجها آخر. وذكرت جريدة ” جنوب الصين الصباحية” في هونغ كونغ يوم 22 فبراير، أن راب كشف مؤخرًا أنه اقترح الذهاب إلى بكين للحوار والبحث عن سبل لتعاون بريطانيا والصين في قضية هونغ كونغ، لكن هذا الاقتراح لم يتم قبوله من قبل الصينيين بعد. وقال البروفيسور وانغ زان بينغ من مركز الدراسات البريطانية التابع لجامعة بكين للدراسات الأجنبية لمراسل صحيفة غلوبال تايمز” يوم 22 فبراير:” تأثير التواصل بين الصين والمملكة المتحدة محدود، إذا لم تستطع الأخيرة فهم سيادة الصين على هونغ كونغ، وأهمية استقرار الأخيرة بالنسبة للصين.” أرسل وانغ زان بينغ بعض الذكيرات لبريطانيا. قائلا إنه من الصعب على العلاقات الصينية ـ البريطانية أن تفصل السياسة تمامًا عن الاقتصاد والتجارة، خاصة فيما يتعلق ببعض القضايا المبدئية الرئيسية التي تتعلق بالمصالح الجوهرية للصين، والسيادة الإقليمية والأمن، والصين لن تقدم تنازلات أبدًا. ولكي تعود العلاقات بين البلدين إلى مسارها الصحيح، يحتاج كلا الجانبين إلى العمل معًا لإزالة بعض العقبات. ويجب على المملكة المتحدة احترام المصالح والاهتمامات الأساسية للصين.
مشاركة :