كشفت نتائج استطلاع للرأي نشرت أمس، عودة التفاؤل لدى قطاع الصناعة في ألمانيا حيال المستقبل، بسبب تحسن التوقعات الخاصة بالتصدير، وفقا لـ"الألمانية". وأظهر تحليل خاص لآخر مسح اقتصادي لغرفة الصناعة والتجارة الألمانية أن 31 في المائة، من الشركات الصناعية وصفت وضعها بالجيد، مقابل 23 في المائة، في الخريف الماضي. وكانت الأصوات المتفائلة هي الأغلبية فيما يتعلق بالتوقعات الخاصة بالأعمال خلال الأشهر الـ12 المقبلة، وتتضح حالة التفاؤل لدى القطاع الصناعي مقارنة بالقطاعات الاقتصادية على نحو خاص في التوقعات الخاصة بالتصدير، حيث توقعت 30 في المائة، من الشركات المصدرة زيادة في نشاط التصدير مقابل 20 في المائة توقعت تراجع هذا النشاط. غير أن هذه القيم الأخيرة "للشركات المتفائلة" لم تقترب من متوسط القيم الذي كانت تظهره استطلاعات غرفة الصناعة والتجارة على مدار أعوام طويلة. وأوضحت النتائج أن الشركات في ألمانيا قلقة حيال التطورات في الأسواق الأجنبية، حيث صنفت 46 في المائة، من الشركات المصدرة الطلب الخارجي باعتباره مخاطرة، كما عدت 45 في المائة، من الشركات تنامي أسعار الطاقة والمواد الخام مخاطرة. واشترك في الاستطلاع الذي أجرته الغرفة مطلع العام نحو ثمانية آلاف شركة صناعية. وفي سياق متصل، أعلن الباحثون في معهد إيفو الألماني الاقتصادي أمس، تراجع مؤشر التوظيف لدى الشركات في ألمانيا للشهر الثالث على التوالي. وأوضح الباحثون أن المؤشر تراجع بمقدار 0.6 ليصل إلى 94.5 نقطة وهي أدنى قيمة له منذ تموز (يوليو) الماضي. وكان المؤشر تراجع في الربيع الماضي مع اندلاع أزمة كورونا، لكنه سرعان ما تعافى بعد ذلك، لكن القيود الجديدة للموجة الثانية لكورونا قلبت هذا التطور. وأوضحت قراءة المؤشر أن الموقف متوتر على نحو خاص في قطاع التجارة حيث تفوق عدد الشركات العازمة على شطب وظائف بأوضح شكل على عدد الشركات العازمة على توسيع نطاق قوتها العاملة. وذكر المعهد أن "الإغلاق كلف قطاع تجارة التجزئة شطب وظائف"، غير أن كانون الثاني (يناير) الماضي شهد تحسنا طفيفا، وفي المقابل تدهور الموقف في قطاع الخدمات وصناعة البناء مقارنة بالشهر السابق عليه على نحو ملحوظ. لكن الموقف في قطاع الصناعات التحويلية تحسن على عكس الاتجاه العام إذ أخذت قيم المؤشر في الارتفاع بشكل مستمر وببطء، وحسب أرقام "إيفو" فإن مستوى استعداد شركات هذه القطاعات للتوظيف صار في الوقت الراهن أفضل بكثير من مستواها قبل أزمة كورونا، غير أن نسبة شركات القطاع العازمة على شطب وظائف ظلت تمثل الأغلبية. من جهة أخرى، انتهت دراسة لمعهد روبرت كوخ الألماني لأبحاث الفيروسات إلى أن أكثر من نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 15 عاما في ألمانيا معرضون للإصابة بمسار خطير لمرض كوفيد - 19، بسبب ارتفاع المعدل العمري وبسبب التاريخ المرضي لقطاع كبير من المجتمع الألماني. ورأى باحثو المعهد خطرا متزايدا يواجه هذه الشريحة، التي تضم 36.5 مليون شخص، منهم 21.6 مليون شخص تم تصنيفهم كمجموعة عالية الخطورة. وعدّ الباحثون خطر تعرض الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما أو الذين لهم تاريخ مرضي "مثل داء السكري ومشكلات الكلى المزمنة وأشد أشكال السمنة"، لمسار خطير لمرض كوفيد - 19، مرتفعا بقوة. ورأت الدراسة أن هناك خطرا مرتفعا للأشخاص الذين يعانون أمراضا أخرى "من بينها ارتفاع ضغط الدم والربو والنوبات القلبية والسكتة الدماغية أو المضاعفات الأخرى". ونوهت الدراسة بأهمية تقديم المساعدة لهؤلاء في الحياة اليومية. كما رأى الباحثون أن الشيخوخة تعد عامل الخطر الرئيس في الوقت الراهن. وبحسب الدراسة، فإن المخاطر موزعة بشكل غير متساو، حيث إن معظم الأشخاص الذين يواجهون خطرا مرتفعا يعيشون في ولاية زارلاند، غربي ألمانيا، وفي الولايات الشرقية. ولفتت النتائج إلى أن نسب الأشخاص المعرضين للمخاطر والمخاطر الشديدة بين أصحاب المستوى التعليمي المتدني أكبر منها بين أصحاب المؤهلات المتوسطة والعليا. واستند تحليل المعهد إلى دراسة شملت إجراء محادثات هاتفية مع نحو 23 ألف شخص ناطق بالألمانية تزيد أعمارهم على 15 عاما في الفترة بين نيسان (أبريل) 2019 حتى تشرين الأول (أكتوبر) 2020.
مشاركة :