يعرض رئيس الحكومة الليبية الجديد عبد الحميد الدبيبة تشكيلته الوزارية أمام المجلس الرئاسي اليوم الخميس، بعد الانتهاء من حسم الأسماء المرشحة لتولي الحقائب السيادية التي عرقلت الإعلان عن الحكومة الجديدة. وأكد المتحدث باسم حكومة الوحدة الليبية محمد حمودة أن المجلس الرئاسي سيتسلم التشكيلة الحكومية الجديدة اليوم الخميس، مشيراً إلى أن أولويات البرنامج الحكومي تتمثل في تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات الليبية نهاية العام الجاري. يأتي ذلك فيما لوّح رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة باللجوء إلى أعضاء ملتقى الحوار السياسي للحصول على الثقة، في حال عدم توافق البرلمان الليبي واستمراره في الانقسام حول جلسة منح الثقة للحكومة. وقال الدبيبة في تصريح مقتضب له عبر حسابه الرسمي على تويتر: «لدينا خياران في عملية اختيار شكل الحكومة، وعدم توافق النواب يدفعنا لاعتماد الخيار الثاني». ويعدّ هذا الموقف بمثابة إنذار شديد اللهجة إلى البرلمان الليبي، وتهديد بسحب صلاحية منح الثقة للحكومة الجديدة منه ونقلها إلى أعضاء ملتقى الحوار. إلى ذلك، دعا 84 نائباً ليبياً إلى عقد جلسة مكتملة النصاب القانوني لمنح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية ودعمهم لها دون قيد أو شرط، مشددين على ضرورة أن تراعي الحكومة عند الاختيار معايير الكفاءة والأمانة والخبرة. يذكر أن وثيقة البرنامج السياسي الوطني للمرحلة التمهيدية للحل الشامل، التي تم التوافق عليها في تونس في نوفمبر من العام الماضي، تمنح قرار منح الثقة للحكومة الجديدة إلى ملتقى الحوار السياسي، في حال عدم الحصول عليها من البرلمان في الآجال المحدّدة. فيما شدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي عن إقليم برقة على ضرورة الالتزام بخارطة الطريق وعلى رأسها تشكيل السلطة التنفيذية والمسار الدستوري الذي تتولاه اللجنة القانونية المنبثقة عن الملتقي. ودعا أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي عن برقة في بيان لهم المبعوث الأممى لدى ليبيا يان كوبيتش لحث مجلس الأمن على وجه السرعة لاعتماد مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي التي انتهت إليها اجتماعات تونس وجنيف، وذلك لقطع الطريق أمام محاولات إجهاض قرارات الملتقى التي ستقود إلى انتخابات 24 ديسمبر المقبل. وفي سياق متصل، أكد السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، على أهمية عقد جلسة للبرلمان للتصويت على منح الثقة للسلطة التنفيذية الجديدة في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى مسؤولية مجلس النواب في هذا الصدد. وأشار رئيس مجلس النواب إلى أنه يجب على الحكومة الجديدة احترام نتائج منتدى الحوار السياسي الليبي وإعلان القاهرة، فيما أوضح السفير الأميركي أن بلاده تدرك أن تصويت مجلس النواب على منح الثقة خطوة مهمة نحو إجراء الانتخابات في ديسمبر من هذا العام. وفي طرابلس، بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي المنتخب محمد المنفي ونائباه عبدالله اللافي وموسى الكوني أمس، مع عدد من أعضاء لجنة الحوار السياسي آخر المستجدات على الساحة الليبية وآخر التطورات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. على جانب آخر، طالب رئيس المجلس الأعلى للدولة بضرورة أن يتم تشكيل الحكومة الليبية الجديدة على أساس الكفاءات مع مراعاة التوزيع الجغرافي، مطالباً بمنح رئيس الحكومة الحرية الكافية في اختيار طاقم حكومته دون أي ضغوطات، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في خريطة الطريق من أجل الوصول للانتخابات في موعدها المحدّد.
مشاركة :