طموح يمشي على الأرض، ثقة تحتوي كل شيء، بريق يشع في كل كلمة، قفزات ناجحة تلوح في الأفق، شيماء رحيمي.. المذيعة التي عرفت كيف تقدم للمشاهد صورة واقعية لفتاة بحرينية ترجمت أحلامها المهنية عبر الشاشة، والتي استطاعت أن ترسم ملامح المستقبل بدقة، وتسعى للتميز ليحصل برنامجها دكاكين على أعلى نسبة مشاهدة جماهرية ضمن استبيان اعدته هيئة شؤون الاعلام لقياس نسبة مشاهدة البرامج الجماهيرية التي قدمها تلفزيون البحرين طوال شهر رمضان الماضي. شيماء رحيمي تكشف أسباب نجاحها، وتعترف بقيمة الكوادر الإعلامية الوطنية، وتؤكد تميز تلفزيون البحرين في هذا الحوار.. ] من أي باب دخلت شيماء رحيمي التلفزيون؟ - تقول شيماء وهي تستعيد الذكريات: دخلت التلفزيون من باب التدريب والاجتهاد، والتحدي، كان ذلك في عام 2009، كنت طالبة في السنة الثالثة في الجامعة الاهلية، أدرس الإعلام والعلاقات العامة، في ذلك الوقت أتاحت هيئة شؤون الإعلام فرصة لبعض الطلبة للمشاركة في تدريبات لصقل مهاراتهم الإعلامية، وتم اختياري لتوظيفي لاحقاً، وكانت الانطلاقة الأولى في عام 2010 عبر الإذاعة الشبابية 98.4، منحنى العمل في الإذاعة الثقة في النفس، وبدأت أثبت أقدامي في العمل الإذاعي. وفي عام 2011 التحقت بإدارة التلفزيون وعملت مقدمة ومعدة لفقرة من فقرات برنامج هلا بحرين الذي كان بوابتي لمزيد من تحقيق النجاحات في التلفزيون. أنا البحرين ] وهل جاء برنامج أنا البحرين كنقلة نوعية أخرى؟ - عقب مرور سنة من استمراري في تقديم هلا بحرين، طرحت عليّ إدارة التلفزيون فكرة تقديم برنامج أنا البحرين، وهو برنامج اجتماعي سياسي، يتصف بالطرح الجريء بهدف خدمة المواطن، واستطاع برنامج أنا البحرين أن يغير حياتي كلياً ويرسم لي خطاً وصورة في المجتمع البحريني. ثم عدت مرة أخرى لبيتي هلا بحرين، أعقبه برنامج المسابقات الرمضاني كواليس، والذي قدمته في رمضان العام الماضي، والذي أحدث نقلة كبيرة في حياتي على الصعيدين الشخصي و المهني، فقد حقق البرنامج نجاحا على مستوى الوطن العربي بإشادة العديد من الوسائل الإعلامية والجماهير العربية والخليجية. خطة الهيئة الداعمة ] لماذا فاز دكاكين بأعلى نسبة مشاهدة؟ - تقول شيماء: أعتقد أن خطة هيئة شؤون الإعلام الداعمة للبرامج الوطنية، والهادفة لتحقيق التطوير المهني، بالإضافة إلى بساطة فكرة البرنامج واسلوب الطرح، والخروج بالبرنامج من الدائرة الرسمية، وتميز فريق العمل (فريق عمل برنامج دكاكين) والذي لا اخفي السادة القراء سراً ان له الفضل الكبير من بعد الله سبحانه وتعالى في نجاح وتميز البرنامج ، ووجود الكوادر الوطنية المتميزة وأسلوب التقديم، جميعها أسباب كانت وراء نجاح البرنامج وحصوله على أعلى نسبة من المشاهدة، أعول مرة اخرى في النجاح على فريق العمل، استطعنا سوياً أن نتخلى عن الأنانية، وأن يكمل كل منا الأخر، وأن نتعاون لمزيد من الاقتراب من المشاهدين. - والحقيقة في بداية بث البرنامج لم أتوقع له كل هذا النجاح، واعتقدت إن برنامج كواليس الذي تم عرضه في العام الماضي، كان أكثر نجاحاً وتميزاً، ولكن بعد مرور أسبوع لعرض دكاكين، بدأت اسمع ثناء المشاهدين على البرنامج، ولذلك سعدت كثيراً بفوزه بأعلى نسبة مشاهدة، ولكنني على الرغم من سعادتي بفوز دكاكين إلا إن هذا الفوز يحملني مسؤولية أكبر تجاه المشاهدين، ولابد أن أحافظ على نجاحي. ] ارتبط اسمك بالبرامج الناجحة.. فلماذا؟ -- أرى دائماً أن شخصيتي هي التي قادتني للنجاح، فقد رسخت أقدامي في العمل، وحققت لي الدعم الذي تمنيته، فقد بدأت من خلال أسلوب مغاير للأغلبية، شغوفة ومتحمسة وعاشقة لعملي، نجحت لأنني مستعدة دائماً أن أعطي لعملي كل ما يتطلبه من جهد، وتميز، حتى ينجح وأنجح معه، منذ البداية وضعت في اعتباري إنني لن أستطيع الحصول على حب الجميع، ومن هذا المنطلق حرصت على تطوير ذاتي وتثقيف نفسي، حرصت على تعلم كل ما يمكن أن يفيدني في عملي، وعلى التعلم أيضا من أخطاء غيري. ] هل ساهمتي في إنجاح برنامج ما رغم ضعفه؟ - حدث ذلك بالفعل، كانت هناك برامج بها بعض السلبيات، وانا عملت على إنجاحها لانني عندما اقف امام الكاميرا، انسى سلبيات البرنامج وأعمل بنفسي، ويعمل معي فريقي نتعاون ويساعد كل منا الأخر، لينجح البرنامج. ] وماذا عن العوائق؟ - لم تواجهن عوائق شخصية بقدر ما واجهتني عوائق مهنية أو فنية، مثل صعوبة تنفيذ فكرة ما من الناحية الفنية، أما مشكلتي الأخرى فتكمن في الخوف من الخطأ، لأنني أريد أن احافظ على صورتي الناجحة في عقلية المشاهد دائماً، ولكنني بالطبع أخطأ وأتعلم من خطئي، وأراجع عملي وخطواتي، وأحاسب نفسي كثيراً وأصحح مسيرتي. الناجحون قدوة ] وما هي أكثر الأخطاء التي تقع فيها المذيعات؟ - الجري وراء الشهرة من أكبر الأخطاء التي يقع فيها بعض المذيعين والمذيعات، لا أنكر أن الشهرة تحقق مردوداً مادياً كبيراً، ولكن عمل بلا دراسة أو تخطيط يأتي بردود فعل سلبية قد تشوه صورة المذيع لدى المشاهدين، في رأيي لابد من الخطوات المتأنية، وأن يتحلى المذيع بالقناعة، ويدرك أن التأني المدروس يقود إلى الخطوات الثابتة الراسخة على الأرض، و يقتدي بنماذج وشخصيات ناجحة. ] وأين موقع المذيعة البحرينية بين التلفزيونات العربية؟ - المذيعة البحرينية متميزة ولكن بحاجة إلى وقت لتنافس المذيعات في المنطقة العربية، ولا تنقصها الكفاءة، لأن تلفزيون البحرين يمتلك كفاءات وطنية متميزة، ويوفر الدعم المطلوب بحجم المتوفر، كما أنه من اقوى التلفزيونات الحكومية على المستوى الخليجي اذا قارنا تلفزيون البحرين بالتلفزيونات الحكومية الأخرى، المذيعة البحرينية بحاجة لمتابعة النماذج الناجحة من المذيعات العربيات والتعلم منهن، وإلى التسلح بالثقافة والعلم والتجارب الجادة في العمل، وقبل كل ذلك حب العمل وخلق ثقافة العمل الجماعي الذي يستطيع أن يحقق الكثير، عمل المذيعة يتطلب إدراك كيفية استخدام الأدوات المهنية التي ترفع من مستوى الخبرة في التعامل مع الشاشة وتقديم البرامج المتميزة للمشاهد. ] هل ينقصنا المذيع المتخصص؟ - نعم وهذا يرجع إلى إننا لدينا نقص في المذيعين والمذيعات بشكل عام، ولم نخطو بعد نحو المذيع المتخصص، قدمت برامج مسابقات وبرامج اجتماعية و برامج رياضية و فنية وغيرها ايضا، وأفكر في التخصص لكي أرسم لنفسي خريطة إعلامية واضحة. ] من هي شيماء رحيمي على المستوى الإنساني؟ - زوجة وأم لطفلة عمرها اربع سنوات، انسانة بسيطة جداً، يصفوني بالطيبة، احب الحياة والضحك، في حياتي الشخصية لدي من يقاسمني المسؤولية، ولكن عملي يشغلني كثيراً، شخصيتي حاسمة، واستطيع تحمل المسؤولية. ] وهل ستشجعين ابنتك على العمل الإعلامي؟ - ابنتي تحب التلفزيون كثيراً، وتقتدي بي، أحيانا تغلب عليّ مشاعر الأمومة وأشعر بالخوف عليها من خوض هذا العمل المرهق، ولكنها لو أحبت العمل الإعلامي، سأطلعها على الجانب المشرق أولاً حتى لا تخشى التحدي وخوض التجربة، واساندها، واعلمها من خلال خبرتي وتجربتي. ] وماذا عن حلمك للبحرين؟ - أحلم ببرنامج منوع اجتماعي يظهر البحرين بصورتها الجميلة، يجسد الحضارة والثقافة والفن والمجتمع البحريني، والتقدم في شتى الميادين، وجمال البحرين في كل المواقع، أحلم بصورة جميلة لوطني في كل العيون.
مشاركة :