الموظف الحرباء.. التلون سمة للتأقلم مع بيئة العمل

  • 2/25/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سواء اختلفنا أو اتفقنا حول المصطلحات التي يمكنها أن تصف الكادر الوظيفي في المؤسسات الكبيرة أو الشركات الناشئة؛ فإن الموظف الحرباء جزء من الكيان الحيوي الذي تبحث عنه إدارة الموارد البشرية. يتسم الموظف الحرباء بالتلون المستمر في العمل، فهو يفعل الشيء الأصعب على الإطلاق وهو البحث المتواصل عن كيفية التأقلم مع البيئة التي يعمل بها، الأمر الذي يجعله في مرمى نيران المهام الثقيلة والمتعددة والمتتالية دون هوادة.عمل الموظف الحرباء يجيد الموظف الحرباء التواجد في كل البيئات المحيطة به؛ فهو في الأساس يتمتع بصفات هذا الحيوان الساحر الذي يمكنه الملاحظة عن بُعد، والتلوّن عن قرب، ولن نغفل قدرته على استغلال الفرص باحترافية كبيرة –تمامًا كما تفعل الحرباء مع الفرائس– وبالتالي فهو يدخل حلبة الصراع المستمر على التطور الوظيفي. قد يبدو هذا الأمر إيجابيًا وفي صالح الموظف الحرباء؛ إلا أن الواقع غير كذلك، فكل شيء في العالم له من السلبيات بالقدر ذاته مما يتمتع به من إيجابيات. إن الموظف الحرباء الذي نتحدث عنه يمكنه العمل في الظروف القاسية وهو أمر حيوي لكل الشركات والمؤسسات –فالعمل تحت الضغط من أهم الأمور التي تبحث عنها إدارة الموارد البشرية في العالم– لكنه وفي الوقت ذاته يعمل جيدًا في الضغوط التي تتناسب مع طبيعته في التلون؛ أي أنه في حالة عدم قدرته على التلون يظهر قليل الحيلة أمام المهمة التي تُوكل إليه تارة، أو تقل محاولته في الوصول إلى أفضل النتائج تارة أخرى.روح المنافسة تتغلب روح المنافسة على هذا النوع من الموظفين؛ فهو يضطر للعمل ليلًا ونهارًا –إن تطلب الأمر ذلك– سعيًا للتفوق العملي، والتطور الوظيفي؛ إلا أنه ومع تقديمه الأفضل في البداية يبدأ في اكتساب سمعة جيدة، تساعده في الحصول على ترقية ما –بسيطة بالطبع– أو الحصول على زيادة في الراتب. في واقع الأمر لا يحصل الموظف الحرباء على هذه المميزات من فراغ، كما أنه لا يحصل عليها بسبب عمله الجاد –للأسف– فهو يتمكن منها بسبب استغلاله المواقف المختلفة بطريقة سليمة؛ إذ يتسم بفراسة كبيرة وقدرة أكبر على استعراض قدراته التي تقل مع زيادة اكتساب سمعة جيدة. لكن لماذا يقل مستوى هذا الموظف المجتهد؟ إن الرد على هذا السؤال لا يتطلب الكثير من البحث حول قدرات الحرباء؛ فهي تعلم جيدًا ما تجيده أكثر من أي شيء، وبالتالي فهي تحاول جاهدة للوصول إلى ما تطمح إليه مع تقديم كل إمكاناتها الممكنة دون بذل المزيد من المجهود، فهناك حدود لكل شيء. لذلك؛ فإن الموظف الحرباء لا يعمل بالشكل الكافي للتطور؛ حيث إنه يرى دائمًا أن مخزونه الطبيعي من تطوير الذات يستمر باستمرار تلونه مع كل مكان وكل مهمة جديدة، وبالتالي فإنه يحافظ على السمعة الجيدة دون بذل المزيد من الجهد مستقبلًا.اجتهاد وتطور هل نظرت جيدًا حولك؟ إن العديد من المؤسسات تحتفظ بالموظف الحرباء من أجل المهام الصعبة؛ لكنه لا يُدعى أبدًا إلى طاولة الاجتماعات الكبرى، وبالتالي فإنه يظل في مكانة لا يريدها أحد، بين استغلال الفرص المتاحة وانتظار إتاحة الفرص. لا تخطئ إذا شككت في أننا نرى الموظف الحرباء ليس مجتهدًا أو متطورًا، بالعكس، فهو يعرف جيدًا مواطن قوته ونقاط ضعفه؛ لكنه لا يريد الاعتراف بهما، خاصة أمام منافسيه. كما تتمثل سلبيته الأكبر في استغلاله الفرص؛ بحثًا عن تقدير جديد في مسيرته العملية، الأمر الذي ينكشف سريعًا، فضلًا عن عدم رضاه الكبير عن المكانة الوظيفية التي يشغلها؛ فهو يرى قدراته على التلون والاجتهاد والبحث من الفضائل التي يمكنها أن تجعله في منصب قيادي، دون العمل على مهارات الإدارة الموجودة لديه.نقط قوة وضعف من جهتها؛ فإن إدارة الموارد البشرية تعلم جيدًا نقطة القوة لدى الموظف الحرباء، الأمر الذي يجعلها ترغب في انضمامه إلى الطاقم الوظيفي لديها، مع الحرص على إسناد المهام إليه بأكبر قدر ممكن، دون النظر في مستوى جودة العمل، أو تطوره في تقديمه، فهو فقط يمكنه أن يلبي رغباتهم دون نقاش. وأخيرًا، فإن التعامل الصحيح مع الموظف الحرباء من قِبل إدارة الموارد البشرية يعتمد على استطاعتها توفير البيئة السليمة لعمله، وإسناد المهام بطريقة غير قاسية، مع الحرص على توفير الإمكانات التي يمكنها مساعدته في التقدم الوظيفي؛ حيث إننا لا ننكر أنه يتمتع بطاقة كبيرة، وتركيز عميق فيما يتعلق بكل ما يدور من حوله. وبالتالي يجب أن تحرص إدارة الموارد البشرية السليمة على أن تُخرج الموظف الحرباء من مكان راحته حتى يجد هويته الخاصة، والتمتع بقدراته الكبيرة مع أداء المستوى المعقول من المهام وفقًا لقدراته بالطبع. اقرأ أيضًا: الموظف الأخطبوط.. بين الإبداع في العمل وفقدان الهوية المدير المتحيز وطرق التعامل معه عشرة أفكار تجدد نشاط موظفيك في العمل

مشاركة :