أكدت الأخصائي الاجتماعي سوزان آل خليف، أن العنصرية من أهم أسباب التفرقة والفتنة التي قد تصل إلى الحروب، مشيرة إلى أنها ظهرت منذ عدة عصور، ولا يكاد يخلو مجتمع منها باختلاف أشكالها، وبسببها تتعرض الفئة المنبوذة إلى أقصى درجات التميز والاستبداد؛ لاختلاف العرق أو الطبقة الاجتماعية أوغيرها من العناصر. وأضافت: العنصرية بشكل عام هي كل شعور بالتفوق أو سلوك أو ممارسة أو سياسة تقوم على الإقصاء والتهميش والتمييز بين البشر على أساس اللون أو الانتماء القومي أو العرقي، وهي آفة خطيرة على المجتمعات؛ لما تسببه من تفرقة ومشكلات اجتماعية تؤثر في استقرار المجتمع، ودائمًا ما يرى العنصري أنه أفضل وأعلى من غيره، ويعطي لنفسه حقوقًا وامتيازات تجعله مميزًا عمن حوله.وتابعت: هناك ارتباط كبير بين العنصرية والشعور بالكراهية، فالتعبيرات الساخرة والتهميش وغيرها من السلوكيات السيئة تشكل عداوة، وتعبر عن كراهية من العنصريين نحو الفئات الأخرى، وإن كانت العنصرية والكراهية ناشئتين من المجتمع أو البيئة المحيطة بالشخص المصاب بها، فيمكن لفئات المجتمع المختلفة من متعلمين ومثقفين العمل على مواجهة العنصرية وعلاجها، ويجب على جميع فئات المجتمع المشاركة في علاجها ونبذها، فهو واجب على الجميع ولا يقتصر على فئة محددة في المجتمع، وهناك عدة طرق يمكن أن تساعد على علاج العنصرية، من أهمها: إقرار نظام يجرم العنصرية، وتعزيز دور المدرسة من خلال المواد التعليمية، ونشر الوعي بين أفراد المجتمع بآثارها المدمرة وأهمية الابتعاد عنها من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وتقديم برامج تدريبية وتثقيفية لتعزيز دور الأسر في تربية الأبناء.وأضافت: هناك عبارة قِيلت قديمًا وهي «الوقاية خير من العلاج»، فعندما نقيسها على العنصرية وآثارها، نجد أن الحل الأمثل للحد منها هو نبذها قبل أن تمتد وتنتشر، فهي تستمد قوتها وثباتها من تنسيق العبارات وزرع الأفكار والمعتقدات في أذهان أفراد المجتمع، ما يؤدي إلى ثباتها واستمراريتها على مر الأجيال.
مشاركة :