القصة القصيرة الحاضر الغائب في ملتقى السرد

  • 9/10/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

كيف لنجمة غائبة أن تلعب دور البطولة في مسرحية تحمل اسمها؟ هذا ما فعلته القصة القصيرة، التي احتفى بها ملتقى الشارقة الثاني عشر للسرد الذي نظمته دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، متخذاً منها فكرته وعنوانه، ومستلهماً منها إشكالات تعانيها، وأوراق عمل تناقشها، بمشاركة وحضور ما يقارب 40 أديباً وقاصاً وكاتباً ومثقفاً من الإمارات والخليج والوطن العربي، اجتمعوا في قصر الثقافة بالشارقة صباح أمس، لمناقشة القصة القصيرة.. الواقع والخيال. أطروحات توزعت على جلستين، بمحاور مختلفة، أولها يناقش سؤال الواقع والخيال في القصة القصيرة، وتحدث فيها الدكتور سعيد بوطاجين من الجزائر، وعقب عليها الدكتور شريف الجيار من مصر، وترأسها الكاتب إبراهيم مبارك، أما الجلسة الثانية فترأسها عبدالفتاح صبري وتناولت محور (القصة الجديدة: إشكالات النص وانفتاح الأجناس) وشارك فيها الدكتور أحمد الصادق من السودان، والدكتور عبدالرحيم جيران من المغرب، والدكتور محمد صابر من العراق، وفاضل ثامر من العراق. خلا الملتقى في دورته الثانية عشرة إلا من جمهور نخبوي، اقتصر على المثقفين والكتاب والأدباء، وتساءلت البيان عن دور ملتقى السرد وما أثمره على امتداد الدورات السابقة، ووجهت السؤال للمختصين، ليؤكد بعضهم أن التلاقح الثقافي أثمر حصاداً يانعاً للأدب العربي، بينما رأى البعض الآخر أن ما تعرضه الجلسات ليس إلا تنظيرا لا يهم كاتب القصة. استنكار أشاد حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بجهود دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، واستمراريتها في تقديم ملتقيات هادفة، وحرصها على التأسيس لثقافة وطنية عربية، إلا أنه استنكر الأسئلة المطروحة في ملتقى السرد لهذا العام، وقال: كنت أتمنى أن يُثار اليوم سؤال القصة القصيرة نفسها، وليس أسئلة في القصة القصيرة، فهل هناك قصة قصيرة في الوطن العربي أساساً، ولماذا اتجه أهل القصة إلى الرواية، ولماذا بدأت تلتقي القصة القصيرة جداً مع القصيدة القصيرة جداً؟ ولفت الصايغ إلى وجود إشكالية في عنوان الملتقى في ظل الاتجاه للرواية، وقال: ما طُرح اليوم هو تنظير، وهذا التنظير قد يفيدنا، إلا أنه لا يهم كاتب القصة، وهو عمل نقاد وليس للقاصين والقراء علاقة به، ورغم أن هناك جهدا كبيرا فيما تم طرحه، إلا أن القاص لا يمتلك الوعي الكتابي حين يكتب، ولا يستنهض أو يستدعي المدارس النقدية والتراث والحداثة وغيرها، بل يكتب على سليقته. نخبوية حضور الملتقى كان نخبوياً من الدرجة الأولى، وهو ما لفتت إليه الكاتبة أسماء الزرعوني واستنكرته، وقالت: شريحة الشباب غائبة، وكنت أتمنى رؤية الجيل الشاب الواعد في ملتقى كهذا، إلا أن النخبوية هي الطاغية على المشهد اليوم. كما عبرت الزرعوني عن استيائها من أوراق العمل التي لا تلامس المجتمع العربي، وقالت: ما سمعته حتى الآن يتحدث عن المجتمع الغربي، ولا يلامسنا. وفي المقابل أثنت الزرعوني على ملتقى السرد، وقالت: ثمرة هذا الملتقى تتمثل في تحطيم الحواجز ومعوقات التواصل بيننا كعرب، ليصل الكاتب المحلي إلى الخارج بكتبه التي تداولها النقاد الزائرون وناقشوها في دراساتهم النقدية، ما يدعم الإبداع المحلي. تفاعل في المقابل، أكد الدكتور عمر عبدالعزيز، رئيس قسم الدراسات والبحوث في الدائرة، أن ملتقى السرد السنوي وصل إلى مرحلة متقدمة فيما يتعلق بطريقة إدارته واهتمامه بأنساق السرد العربي والعالمي، ويهتم بالإبداع والنقد السردي، لافتاً إلى أن الحصيلة ذات طابع جدالي إشكالي وليس أكاديميا مدرسيا، وقال: فضاء التفاعل والاستفادة من المداخلات مفتوح، ولفئات تتعدد في مراتبها المختلفة، وهو ليس ملتقى نخبويا بالمعنى المطلق للكلمة. وأضاف: من خلال تراكم التجربة، وصلنا لمعايير أساسية تتعلق بتنويع المشاركات، والحصول على مشاركات نوعية، ويدعم ذلك التأصيل المعرفي المستمر من خلال طباعة المداخلات وتعميمها على معارض الكتب الدولية والعالمية. فعاليات اليوم تتواصل فعاليات ملتقى الشارقة الثاني عشر للسرد اليوم الخميس من خلال ثلاث جلسات تتناول الأولى محور القصة القصيرة جداً في مرآة النقد، ويرأسها إسلام أبوشكير، ويشارك فيها د. يوسف حطيني (فلسطين)، د. زهور كرام (المغرب )، د. اعتدال عثمان (مصر )، د. صالح هويدي (العراق )، والجلسة الثانية محورها المشهد القصصي الإماراتي الفن والمراكمة، ويرأسها د. عمر عبدالعزيز ويشارك فيها عزت عمر (سوريا )، زكريا أحمد (مصر )، زينب الياسي (الإمارات )، د. فاطمة البريكي (الإمارات )، أما الجلسة الثالثة فتترأسها أسماء الزرعوني وتتضمن شهادات ناجي نوراني (السودان )، منى العلي (الإمارات )، فاطمة المزروعي (الإمارات )، د. هويدا صالح (مصر )، حسن البطران (السعودية ). جدل أشارت عائشة العاجل، رئيس قسم الإعلام بالدائرة إلى أهمية الملتقى وقالت أن الدورات السابقة للملتقى قد أحدثت هذا الجدل الراهن في سوية الفكر العربي، وفي كل ملتقى تتفتَّق آفاق جديدة للسرد بعموم الفكر الإنساني، ومخاض هذه اللقاءات يكون عبارة عن شخوص يستطيعون مواكبة الحدث، وتكون لهم نتاجات من واقع المشهد.

مشاركة :