عبَّرت حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيس تحرير مجلة مرامي الصادرة عن المجلس، عن بالغ تقديرها واعتزازها للقيادة الرشيدة في النحو الذي تنتهجه في مسار انتخابات المجلس الوطني الآنية، وحرص الدولة على التمسك بالمسار الديمقراطي في هذا المجال. وأشادت سموها في افتتاحية العدد الجديد من مجلة مرامي والتي جاءت تحت عنوان المرأة.. والمجلس الوطني الاتحادي بمشاركة المرأة الإماراتية بهذا الحراك السياسي، وأكدت الشيخة جواهر أنها حريصة على متابعة خطوات المرأة في الترشح، رغبة في أن تكون جديرة فعلاً بتمثيل عطاء نساء الإمارات في المجلس، وفي قيادة ثقافة مجتمع نحو أبعاد متقدمة. وجاء في مقالتها في العدد 107 من مجلة مرامي، ما يلي: بكل الاعتزاز والحرص على مسار دولتنا الديمقراطي نتابع انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في الدولة، والمراحل التي تنتهجها برعاية المسؤولين والمشرفين على اللجان، وما تقوم به من مهام تيسر عملية الترشح والانتخاب. ولا شك أن هذه الخطوة استثنائية في المسيرة المباركة لدولتنا، التي تثبت يوماً بعد يوم أهمية موقعها في محور الأحداث، باعتبارها دولة مؤثرة على المستوى العربي والإقليمي والعالمي. وأضافت سموها، وفي انتظار أن يتم تتويج هذه الفعاليات الانتخابية وما تحتويها من مراحل وبرامج بأسماء المنتخبين لعضوية المجلس الوطني الاتحادي، فإنه لا بد من الأخذ بعدة اعتبارات حتى نحقق ما نتطلع إليه من أهداف. إذ لا بد أن يعي المرشح أنه سيكون مسؤولاً عن نقل الوقائع والقضايا إلى أصحاب القرار نقلاً يتسم بالأمانة والصدق والشفافية، ويطلعهم على رؤيته حول كافة المجالات التي يتأثر بها إيجاباً أو ما يتأثر بها سلبا. وهو دور لا يستهان به في المجتمعات الإنسانية والدول التي تسعى لتحقيق مزيد من الرخاء لمواطنيها. واستطردت سمو الشيخة جواهر موضحة، وهذا الوعي لا يأتي إلا بتراكم الخبرات في المجال العملي، عبر ما قدمته الشخصية المرشحة في وظيفتها، وما أسسته من علاقات مجتمعية تحقق أهداف الشراكات التي تتوجه نحو المصلحة العامة، وما تبنته من برامج تعكس عطاءها وتفانيها في الخدمة المتميزة. والمرأة الإماراتية تستقطب اهتمامنا ونحن نتابع هذا الأداء الانتخابي، رغبة في أن تكون جديرة فعلاً بتمثيل عطاء نساء الإمارات في المجلس، وتمثيل قدراتهن في قيادة ثقافة مجتمع نحو أبعاد شاسعة من التحضر الفكري والرقي السلوكي، ومن معرفة الحقوق والواجبات داخل الوطن وخارجه. فالمرأة الإماراتية تقدمت في مجالات عديدة بكل ثبات ونجاح وتميز، مستثمرة كل الفرص التي تحفز طاقتها نحو الإبداع في أدائها المتميز، ويثبت مقدرة المرأة على مواجهة التحديات واختراق الصعاب بخطط استراتيجية ذكية تسهم في وضعها، وفي تنفيذها. وأضافت سموها قائلة: وها هي تقف اليوم على طريق واحد باتجاهين متوازيين: الاتجاه الأول تمثل فيه عملية الترشح (المرشحة)، والاتجاه الثاني تمثل فيه عملية الانتخاب (الناخبة)، فإن كانت قد نجحت في أن يكون لها مكان في قائمة المرشحين، فإننا في انتظار الصوت الآخر للمرأة، وهي الناخبة، بعد استكمال الخطوات التي تسبق الانتخاب، وحتى يصل المرشح إلى مرحلة تقديم برنامجه للمواطنين. وتابعت سموها، وقد لا يعنينا في هذه المرحلة قلة عدد المرشحات نسبة إلى عدد المرشحين من الرجال؛ لأننا نتطلع إلى إثراء ما يعقب العملية الانتخابية، والمرأة التي بإمكانها - كما يقال- أن تهز العالم بيد في الوقت الذي تهز فيه صغيرها باليد الأخرى، هي قادرة على أن تحدث تغييراً مهماً في انعطافات الحياة الكثيرة التي يستظل بها المواطن في بلاده وتشكل وجوده كمشارك في نهضتها. وأضافت: إن عضوية المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي لها أبعادها المهمة، ولا يختلف دورها كثيراً عن دور أخيها وزميلها في المجلس، وخاصة أننا لا نريد أن يحصر دورها في القضايا التقليدية للأسرة والطفولة وقوانين الأحوال الشخصية باعتبارها الأقرب وجدانياً إليها، بالرغم من أهميتها، بل نريد لها الانفتاح على كل ثقافة ممكنة تعينها على أداء مهامها. وإذا قلنا إن الفرد جزء من الأسرة، والأسرة جزء من المجتمع، والمجتمع مكون أساس للوطن، فهي لن تبتعد عن القضايا الأسرية، ولكن عليها أن تجد وسائل أكثر تفعيلاً وإيجابية في طرحها أمام المسؤولين. وعلى المرأة الإماراتية التي رأت في نفسها القدرة على تمثيل مواطـــنيها في المجلس الوطني الاتحادي أن تقدر مــــوقعها في المجلس، فهو ليس تشريفاً بقدر ما هو تكليف؛ فالوطــــن والمواطنون قد وضعوا اسمها في لائحة شرف قبل أن تبدأ العمل الحقيقي، وهو شرف الثقة بقــــدراتها وإمكاناتها في المشاركة الفعلية والواقعية في انتظار نتائج مبهرة لأدائها السياسي الوطني. بينما سلط مقال تسانيم بقلم مدير التحرير صالحة عبيد غابش، تحت عنوان إنه الوطن الضوء على الخدمة العسكرية في الدولة.
مشاركة :