عدم التعامل المهني من بعض الأجهزة في دول العالم الثالث مسألة متجذرة في سلوك الأفراد الذين يرفضون التطور، وتلك مسألة لا تعنينا كثيرا إلا حينما تتعارض مع مصالحنا وتخالف الأعراف والقواعد الإنسانية والدبلوماسية، كما حدث في واقعة اعتداء أفراد من الشرطة المحلية الهندسية على عائلة دبلوماسي سعودي تقيم بمجمع سكني مخصص لأفراد السفارة السعودية الدبلوماسيين بولاية قرقاون. الدبلوماسي وعائلته يتمتعون بحصانة تم اختراقها بعشوائية أو إذا كان لديهم ما ينتهكها فإنهم تعاملوا بعشوائية من خلال التالي لاقتحام المنزل الذي لم يكن ساعتها يوجد به الدبلوماسي وإنما عائلته، حيث تم الاعتداء على زوجته وابنته وإدخالهما المستشفى، وتبرير ذلك أن العائلة اعتدت على عاملتين منزليتين تم اقتيادهما الى مركز الشرطة، فيما العائلة تنتظر ولي أمرها المغدور في عياله. من حيث المبدأ لا يمكن أن يتم الاعتداء على عائلة ونساء من سلطة أو أجهزة أمنية، ولكن كما أشرت فنحن في العالم الثالث، ورغم أن الهند دولة عريقة سياسيا وحضاريا إلا أنها لا تخلو من تصرفات عشوائية كهذه تستوجب رد فعل ملائما تماما لما حدث، ولا يمكن أن تصوّر أن تعبر الواقعة دون كشف كامل ملابساتها وظروف اختراق الحصانة، فأي تراخ يعني تكرار الحادثة سواء في الهند أو غيرها من دول شبيهة في الأداء المهني المتواضع الذي لا يقيم وزنا لدبلوماسيين أو نساء آمنات. حجة سوء معاملة العاملات المنزلية مردودة ولا يمكن أن تصل هذا المستوى من القسوة الإجرائية في التعامل مع حرمات البيوت، ولا يمكن أن ننتهي الى أن ما حدث حادثة فردية لأفراد شرطة ربما لديهم صلات بهؤلاء العاملات وتعاملوا بشكل انتقامي بما يفوق قدراتهم، وقد رأينا كثيرا في الفترة الأخيرة حالات عنيفة وعدائية داخل المجتمع الهندي تجاه نسائه، وليس بالضرورة أن تنتقل تلك الحالة الى الأجانب والدبلوماسيين الذين تحميهم ذات الشرطة التي أصبحت في مقام "حاميها حراميها" وهي التي يفترض بها في هذا السياق أن تحمي الحصانة ومنازل الدبلوماسيين. لا يمكن أن يكون ما حدث سلوكا فرديا أو حالة خاصة واستثنائية لأداء الشرطة الهندية، فذلك أكبر من أن يتم في بلد له قواعده السياسية والأمنية ووزنه الدولي، بما يجعل تلك الواقعة وصمة عار في جبين الهند، لأنه يكشف عن تواضع كبير في حرفية الشرطة وكأنها تقمصت فيلما بوليوديا هابطا يمارس فيه المقتحمون والمعتدون على العائلة السعودية دور البطولة على حساب الأعراف الدبلوماسية. نقلا عن اليوم
مشاركة :