البحث عن السبق الصحفى حق مشروع لكل الزملاء، إلا أن السؤال: أين السبق فى اختلاق الأخبار؟ أرى رغبة محمومة عند البعض فى كتابة الخبر، متجاهلين الشرط الأول وهو المصداقية، حدوث الواقعة أولًا قبل تناولها، وهكذا تكرر مع الفنان الكبير يوسف شعبان، مع ما تابعناه مع غيره من الكبار. الفنان الرائع صاحب المشوار العريض يمر حتى كتابة هذه السطور بحالة صحية حرجة، بسبب مضاعفات كورونا، استدعت مؤخرا الاستعانة بجهاز التنفس الصناعى. ما قرأناه فى عدد من المواقع، بمجرد ذهابه للمستشفى، أنه على الجهاز، قبلها على الأقل بـ48 ساعة.لا أقول مثلًا إن على الصحفى إخفاء الحقيقة، مهما بلغت قسوتها، ولكن أولًا يتأكد أنها حقيقة.يتخلى الصحفى عن كل ما هو شخصى أو حتى نفسى، ولا يحركه سوى قانون الصحافة، من المواقف التى ينبغى لنا تأملها، عند إلقاء القبض على الكاتب الكبير مصطفى أمين، والتحقيق معه بتهمة باطلة وهى الجاسوسية، لاحظ مصطفى أن كل كاميرات الفوتوغرافيا تصوب عدساتها إليه، ما عدا كاميرا مصور جريدة الأخبار، منعه حياؤه من تصوير مصطفى بيه- كما تعودوا أن يطلقوا عليه- أدرك مصطفى أمين وهو فى القفص الحرج الذى ينتاب الصحفى الذى ينتمى لمؤسسة (أخبار اليوم)، فطلب من المصور أن يقترب ويؤدى واجبه للقراء كاملًا.هذه هى المهنية فى أعلى صورها، هذا هو حق القارئ، ولكن أين الحق فيما حدث مع النجم الكبير يوسف شعبان؟.كثيرا ما قرأنا أخبارا عن رحيل فنانين كبار وهم أحياء يُرزقون، ينشرونها بدون أى لحظة تفكير أو مراجعة أو محاسبة، بينما فى الماضى كان يعد حدثًا جللًا، لو تورطت جريدة فى النشر.قبل نحو 45 عاما تعرض الكاتب الصحفى الكبير كمال الملاخ، لواحدة منها،عندما تم الزج بخبر رحيل الملحن والممثل الكبير عبد العظيم عبد الحق، نشره الملاخ فى صفحته الشهيرة (من غير عنوان)، المؤامرة دبرها أحد الفنانين لتنشر يوم السبت تحديدا، وذلك لأنه كان على خصومة مع الملاخ، يوم النشر مهم جدا، لأن المصريين يتوحدون على القناة الأولى مساء، لكى يشاهدوا سمير صبرى فى برنامجه (النادى الدولى)، وتابعنا فى (الكادر) الخبر كما هو منشور بالصفحة الأخيرة فى (الأهرام)، بينما هناك يد تمسك بالجريدة ثم تنخفض رويدا رويدا، لنرى وجهه أنه عبد العظيم عبد الحق.هكذا كانت تحاك المؤامرات بكل تفاصيلها، ولكن ما أتابعه الآن لا يخضع لأى تدبير شيطانى، ولا هدف سوى الإيحاء الكاذب بأن هناك من كتب الخبر الأول.الفنان الكبير يوسف شعبان يحتاج أكثر من أى وقت مضى إلى دعائنا، وكلنا أمل أن يستجيب الله، لقد أعطى 60 عاما من الإبداع، فى الوسائط الأربعة سينما مسرح تليفزيون إذاعة، ولم يتوقف عن العطاء، شارك مؤخرا فى تصوير مشاهد عديدة داخل أحداث مسلسل (عش الدبابير) للعرض فى رمضان.ندعو الله أن يمن عليه بالشفاء العاجل، منتصرًا على (عش الدبابير) الذى صار عدد من المواقع الإخبارية تتخذه مقرا لها، كل هذا من أجل تحقيق (التريند) الملعون!!.
مشاركة :