افتتحت بقاعة الملك سعود بالجامعة الإسلامية صباح الأربعاء جلسات ملتقى ومعرض المشروعات التنموية العملاقة بمنطقة المدينة المنورة الذي تنظمه هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة بالتعاون مع الجامعة الإسلامية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة. ترأس فعاليات الجلسة الأولى لأعمال الملتقى أمين عام هيئة تطوير المدينة المنورة الدكتور طلال بن عبدالرحمن الردادي، التي جاءت بعنوان المشروعات التنموية لهيئة تطوير المدينة المنورة وتحدث خلالها عن المخطط الشامل للمدينة المنورة وقدم الردادي شرحًا مفصلًا عن جميع مناحي الحياة في المدينة وفق مشروع المخطط الشامل بحضور ومشاركة جميع الجهات الحكومية والخاصة بالمدينة المنورة. أوضح الدكتور الردادي خلال الجلسة الأولى للفعاليات التي تستمر على مدار يومين ضمن ملتقى المشروعات التنموية العملاقة في المدينة المنورة أن مهام الهيئة ودورها يتضمن دراسة وتنفيذ كافة المشروعات التنموية بالمدينة المنورة. التأهيل البيئي كما تحدث الردادي عن مشروع التأهيل البيئي لوادي العقيق والمناطق المحيطة به في المدينة المنورة الذي يمتد من مركز اليتمة جنوبًا الى مركز المندسة شمالا بطول 72 كيلومترًا وبين الردادي أن الهدف من المشروع هو إعادة الوادي لوضعه الطبيعي كمصرف لمياه الأمطار والسيول بالإضافة إلى رفع مستوى تنسيق المرافق العامة والخدمات القائمة بحيث تتناسب مع بيئة الوادي إلى جانب توظيف الوادي بعد التأهيل ليكون أحد المناطق المفتوحة لجذب السكان والزائرين والعمل على الحد من مخاطر السيول والفيضانات والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وزيادة المساحات الخضراء والمسطحات المائية وحماية المواقع التاريخية المحيطة بالأودية. المراكز الحضارية وانتقل بعد ذلك الردادي للحديث عن المراكز الحضارية «قباء-الميقات-القبلتين-الخندق-سيد الشهداء» ضمن عناصر الجلسة الأولى للملتقى حيث أوضح أن المراكز الحضارية فرصة مهمة للتنمية المتكاملة عمرانيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وتعتبر المقومات العمرانية والحضارية والتاريخية الركائز الأساسية التي يقوم عليها التطوير وسيعمل التطوير على استعادة جزء مهم من ذاكرة المدينة وهويتها الحضارية وسيتم ذلك من خلال التطوير الشامل لمواقع المعالم الرئيسة لخدمة الزوار والأهالي. كما قدم الدكتور الردادي شرحًا مفصلًا عن المراكز الحضارية لكل مركز وما تم فيه من دراسة للمشروع وأهدافه وكيفية خدمة المواطنين والزوار للاستفادة من الخدمات التي تقدمها المراكز الحضارية والتي ستكون واجهة حضارية للمدينة المنورة. وتناول في حديثه عددًا من المشروعات التنموية الأخرى التي اشتملت على مشروع بوابات ومداخل المدينة المنورة والتي أقرت على الطرق الرئيسة الثلاثة موزعة على طريق الهجرة الرئيس من المدخل الجنوبي للمدينة المنورة وطريق المدينة القصيم من المدخل الشرقي وطريق تبوك من المدخل الغربي واحة القرآن، كما استعرض الردادي مشروع واحة القرآن الكريم بالمدينة المنورة الذي اقترح فكرة إنشائه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على مساحة 200.000 متر مربع في طريق الملك سلمان بن عبدالعزيز بحيث يهدف إلى تسليط الضوء على دور القرآن الكريم في نشر الرسالة الإلهية للإسلام، وشرح الردادي مختلف التخصصات التي يتضمنها المشروع في تفعيل النشاطات الثقافية والتعليمية والعلمية والترفيهية ليكون مركزًا ومجمعًا حضاريًا بارزًا يعكس المكانة المرموقة التي تحتلها المدينة المنورة في العالم التي ينبثق منها معلم علمي وثقافي ودعوي يعكس تاريخ وعراقة الدين الإسلامي الحنيف، لاستعادة الدور الثقافي للمدينة المنورة كونها عاصمة للمعرفة والثقافة الإسلامية. واختتم الردادي فعاليات الجلسة الأولى لأعمال الملتقى باستعراض مشروع مركز الترحيب بالمدينة المنورة والذي سيكون على مساحة 35.000 متر مربع والذي يهدف إلى عرض مظاهر الترحيب والحفاوة بضيوف وزائري المدينة على مر العصور ويبرز المركز نشأة المدينة وتاريخها وتطورها وأهم معالمها ويعرض جوانب متعددة من المكانة المرموقة للمدينة المنورة في إرساء قيم التسامح والتفاعل والمودة بين سكان المدينة وبينهم وبين زائريها، وتحدث الردادي عن الدور الذي ينفذه المشروع الجديد في تسليط الضوء على لمحات من مظاهر التعايش والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة بالمدينة منذ الهجرة النبوية الشريفة وحتي تاريخنا المعاصر والتعريف بهوية المدينة المنورة من خلال عروض لتاريخها وتراثها وتأثيرها على الهوية الإسلامية المشتركة بين الشعوب لإنجازات الحضارة الإسلامية، وإسهامات المسلمين في الفنون والحرف والعمارة، وفي العلوم والطب الهندسة والفلسفة وفي الفكر الإنساني. جلسة نقاشية وعقب ختام الجلسة الأولى لفعاليات ملتقى المشروع التنموية العملاقة بالمدينة المنورة بدأت الجلسة النقاشية بين الحضور وأعضاء هيئة تطوير المدينة المشاركين في فعاليات الجلسة الأولى التي شهدت العديد من المشاركات وطرح الأفكار والرؤى التي تمحورت حول المشروعات العملاقة التي تشهدها منطقة المدينة المنورة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على كافة الأصعدة والمستويات لخدمة المواطنين وزوار المدينة المنورة. وتضمن فعاليات الجلسة الثانية التي عقدت للحديث عن المشروعات الصناعية والمياه والطاقة في المدينة المنورة بقاعة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود بالجامعة الإسلامية، حيث استهل الجلسة المهندس وليد بن حسن دبور المتحدث عن الهيئة الملكية للجبيل وينبع، بالحديث عن تجربة الهيئة الملكية في الجبيل وينبع، وقدم في بداية حديثه نبذة عن الهيئة الملكية وتجربتها في مفهوم الإدارة الشاملة والتخطيط للبيئة التحتية وحماية البيئة والتشجيع على الاستثمار وتطوير وإدارة مدن صناعة البتروكيماويات والصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة من خلال التركيز والتكامل مع العملاء والمستثمرين والموظفين والمجتمع وبقية الشركاء، وأشار دبور إلى اختيار مدينة ينبع الصناعية لموقعها الاستراتيجي المهم على ساحل البحر الأحمر وقربها من قناة السويس ودول شمال أفريقيا وأوروبا. مشروع استثماري ثم انتقل المهندس دبور للحديث عن المشروع العملاق وهو مشروع استثماري على نطاق كبير جدًا يحتاج إلى التخطيط المسبق وإلى هيكل تنظيمي كبير وإدارة خاصة حيث يغطي مساحة كبيرة من الأرض وله تأثير كبير على معيشة السكان في حدود المشروع وجواره واعتبر دبور مدينة ينبع الصناعية أحد المشروعات العملاقة التي تنطبق عليها كافة المواصفات والتي تعد مشروعا تنمويا عملاقا في المملكة. كما تحدث دبور عن الأهداف الاستراتيجية الشاملة من خلال توسيع قاعدة الصناعات وحجم الإنتاج الصناعي والانتقاء الأمثل للمستثمرين من خلال جلب استثمارات ذات قيمة مضافة والوصول بمدننا إلى مرتبة المدن الأفضل عالميا وجذب الكوادر البشرية في المملكة والأداء العالي والتطوير التدريجي للأداء المالي وزيادة الفعالية وأضاف في حديثه عن مساهمات الهيئة الملكية وحجم الاستثمارات في مدن الهيئة الملكية حيث بلغت ترليون ريال وتحدث عن بعض المشروعات مثل مركز المدينة ومشروع ذوي الاحتياجات الخاصة ومشروع مركز الشباب الترفيهي ومشروع المرافق العامة الدينية والخدمات الصحية. الاستقلال المالي واختتم دبور حديثه بالقول: منحت الهيئة الملكية صلاحية الاستقلال المالي والإداري وهو ما يترجم مفهوم الادارة الشاملة التي خولت الهيئة الملكية للقيام بالتخطيط الشامل والتشغيل والصيانة وتشجيع الاستثمار وتأسيس بنية تحتية متكاملة بالإضافة إلى نظام متكامل لدرء مخاطر السيول وتوفير بيئة آمنة للسكن وجاذبة للاستثمار وتطبيق نظرية المدينة الحدائقية وتحقيق بيئة متزنة مابين صخب المدينة وهدوء القرية في تخطيط المنطقة السكنية. عقبها شارك المتحدث الثاني بالجلسة المهندس الحسن محمد الغماري عن شركة الكهرباء السعودية معرفًا بالطاقة الكهربائية وأهدافها كأحد أنواع الطاقة الموجودة ومشروعات الشركة السعودية للكهرباء في المدينة المنورة والنظام الكهربائي الذي يشمل التوليد والنقل والتحويل والتوزيع، وأكد المهندس الغماري أن شركة الكهرباء تلتزم بتقديم خدمة كهربائية ذات موثوقية عالية وبذل كل ما يمكن لتحقيق ذلك بصناعة الكهرباء لخدمة الوطن والمواطن. واختتمت مساء أمس فعاليات الجلسة الثانية لملتقى المشروعات التنموية العملاقة بالمدينة المنورة بجلسة نقاشية بحضور جميع المشاركين في فعاليات الملتقى التعريفي. المزيد من الصور :
مشاركة :